
الشهيد السيد هادي حسن نصرالله
في زمن صراع الحق مع الباطل، وهب الله في العام 1979 لقائد رجال الله، السيد حسن نصرالله نورا اسمه هادي،
جلس هادي بنوره أمام والده القائد، يتامله، يتعلم منه، يقلده في صلاته وقيامه ودعائه وصيامه وجهاده.
في عام 1997 نهض هادي كعادته لصلاة الفجر خلف امامه وقائده، توضأ وبعد الوضوء وقف امام المرآة يرتب هندامه وتسريحة شعره، وبعد أن أخذ نفسا عميقا ترافقه تنهيدة خرجت من أعماق الروح، توجه بصمت السكون الى اشد الاماكن رهبة ومحبة لديه، انه محراب والده السيد نصرالله، دخل المحراب بهدوء الخشوع الممزوج بالشوق والايمان وأخذ يمشي ببطى شديد فهو يسير على رؤوس اصابعه كي لا يزعج القائد الساجد بين يدي مالك الملك، اقام سماحته الصلاة وما ان انتهت صلاة الفريضة حتى اقترب هادي وأصبح قاب قوسين او أدنى من القائد العابد الذي سمع صوته يتقطع بغصة البكاء وقد ابتلت لحيته بدموعه المنهمرة من خشية الرحمان، اخذ هادي يتسلل بنظره إلى وجه والده من خلف يدين سماحته المرفوعتين بالابتهال والدعاء وهو يردد بنفسه هذا والدي الذي ان قال كلمة ارتجفت وسقطت أقوى قوة بالمنطقة بطائراتها واساطيلها واهتز العالم كله من وراءها، ها هو يرتجف ويبكي من خشية الله، وما ان انتهى سماحته من التسبيح والدعاء، حتى نال هادي مناه، وهي تقبيل يد والده هذه اليد الطاهرة الشريفة المباركة التي يشتاق لتقبيلها كل العشاق، وبدوره قبل قائد رجال الله جبين ولده البكر وقال له وهو يتأمل وسامته وابتسامته الهادئة وهذه الاناقة التي تجلت بجمال شبابه وسكينة حضوره ووقاره الذي هو اكبر من عمره مع الاصرار على عمل ما يلمحه في بريق عينيه.
قال سماحته، يا ولدي لن اسالك إلى أين انت ذاهب او ماذا تريد ان تفعل، فنحن يا فلذة كبدي اخترنا قدرنا بالإيمان بقدر الله وقدرته، وأعلم يا بني اني أعلم ما في عقلك وروحك حتى دون ان تتكلم، فأنت يا ولدي توأم روحي، واختنقت بقية العبارات في حلق سماحته وشاح بنظره نحو خيوط الفجر الذي رسم بشعاعه نورا كلل هادي، وساد صمت يوازي العمر وكأنه سكوت الدهر يوم الحشر.
ثم التفت سماحته الى هادي وقال مبتسما يا ولدي كنت احب ان اتناول الفطور معك، ولكني اليوم نذرت للرحمان صوما، فقال هادي تقبل الله يا والدي فرد عليه سماحته منا ومنك، منا ومنك، فأخذ هادي يد والده ووضعها على رأسه يشتم مسكها وعنبرها ويشدها بقوة كأنه يريدها ان تلمس روحه مثل ايام طفولته. توقف الزمن وتغيرت المعالم وأصبح الاوصاف عاجزة عن الوصف، فالكلمات تبخرت والاحرف تبعثرت وأصبحت الأنفس تردد لا اله إلا الله محمد رسول الله .
قبل هادي يد والده من جديد وقال سيدي وقائدي استسمحك بالانصراف، فانتصب سماحته وفي قلبه صورة إبراهيم وإسماعيل، وروحه تعيش صبر أيوب بينما عقله مع جده الامام الحسين في يوم عرس القاسم، وبعد ان ابتعد خطوات عن حبيب قلبه وفرحة عمره هز برأسه قائلا يا هادي حان وقت العمل يا ولدي اخوانك المقاومين ينتظرونك وينتظروني، ام انك تريد أن تأخذ من وقتي أكثر مما يأخذ أولادي المجاهدين، فابتسم هادي وأجاب انا أعلم وادرك يا ابي بأنك لا تفرق بين أحدا منا فنحن جميعا أولادك.
وخرج هادي للالتقاء بالشهداء والانبياء، تاركا رسالة:
يا سيدي وقائدي يا والدي، اريد منك ان تسامحني وتعذرني على هديتي المتواضعة التي اضعها اليوم بين يديك اكراما لما قالته شفتيك وايمانا مني بالامل الذي في عينيك، فأنا يا قائدي اقدم لك كل ما املك، وهي روحي لأعبر لك عن حبي واحترامي وتقديري، واعتقادي الكامل بأن الوصول إلى الجنة ونعيم الآخرة هو من خلال الفوز برضاك الذي هو رضى الله سبحانه وتعالى.
يا سيدي ومعلمي يا والدي الآن عرفت وشعرت بما قاله ابناء الامام الحسين لجدي الامام الحسين حين استشهدوا بين يديه.
أبي اشكر الله على كبير نعمه اني تربيت وعشت واستشهدت بين يديك.
فالسلام عليك يا والدي ورحمة الله وبركاته.
وعرج هادي إلى ملكوت السموات وهو مبتسما مطمئنا يصغي إلى صوت والده الذي يقول الحمدلله الذي قبلني انا وعائلتي ضمن عوائل الشهداء، فرد هادي من عليائه يا والدي ليتني املك شيئا أعظم من الروح لاقدمها لك.
وأشرقت الأرض بنور ربها، وانتصرت المقاومة بدماء المؤمنين الأبطال الصادقين المضحين في سبيل الله والوطن.
سيدي سماحة السيد حسن نصرالله أمام عظيم تضحياتكم وجهادكم لا يسعنا الا أن نقول نحمد رب محمد بأننا ولدنا في زمانكم، فاننا نستحلفكم بالله وجدكم رسول الله والإمام الحسين شهيد دين الله وبكل ما هو عزيز على قلبكم، أن لا تحرمنا من أن ننال رضاكم أما بالنصر او الشهادة بين يديكم.
خاطرة كتبها ناجي امهز في ذكرى شهادة الشهيد السيد هادي حسن نصرالله.
ناجي امهز
في زمن صراع الحق مع الباطل، وهب الله في العام 1979 لقائد رجال الله، السيد حسن نصرالله نورا اسمه هادي،
جلس هادي بنوره أمام والده القائد، يتامله، يتعلم منه، يقلده في صلاته وقيامه ودعائه وصيامه وجهاده.
في عام 1997 نهض هادي كعادته لصلاة الفجر خلف امامه وقائده، توضأ وبعد الوضوء وقف امام المرآة يرتب هندامه وتسريحة شعره، وبعد أن أخذ نفسا عميقا ترافقه تنهيدة خرجت من أعماق الروح، توجه بصمت السكون الى اشد الاماكن رهبة ومحبة لديه، انه محراب والده السيد نصرالله، دخل المحراب بهدوء الخشوع الممزوج بالشوق والايمان وأخذ يمشي ببطى شديد فهو يسير على رؤوس اصابعه كي لا يزعج القائد الساجد بين يدي مالك الملك، اقام سماحته الصلاة وما ان انتهت صلاة الفريضة حتى اقترب هادي وأصبح قاب قوسين او أدنى من القائد العابد الذي سمع صوته يتقطع بغصة البكاء وقد ابتلت لحيته بدموعه المنهمرة من خشية الرحمان، اخذ هادي يتسلل بنظره إلى وجه والده من خلف يدين سماحته المرفوعتين بالابتهال والدعاء وهو يردد بنفسه هذا والدي الذي ان قال كلمة ارتجفت وسقطت أقوى قوة بالمنطقة بطائراتها واساطيلها واهتز العالم كله من وراءها، ها هو يرتجف ويبكي من خشية الله، وما ان انتهى سماحته من التسبيح والدعاء، حتى نال هادي مناه، وهي تقبيل يد والده هذه اليد الطاهرة الشريفة المباركة التي يشتاق لتقبيلها كل العشاق، وبدوره قبل قائد رجال الله جبين ولده البكر وقال له وهو يتأمل وسامته وابتسامته الهادئة وهذه الاناقة التي تجلت بجمال شبابه وسكينة حضوره ووقاره الذي هو اكبر من عمره مع الاصرار على عمل ما يلمحه في بريق عينيه.
قال سماحته، يا ولدي لن اسالك إلى أين انت ذاهب او ماذا تريد ان تفعل، فنحن يا فلذة كبدي اخترنا قدرنا بالإيمان بقدر الله وقدرته، وأعلم يا بني اني أعلم ما في عقلك وروحك حتى دون ان تتكلم، فأنت يا ولدي توأم روحي، واختنقت بقية العبارات في حلق سماحته وشاح بنظره نحو خيوط الفجر الذي رسم بشعاعه نورا كلل هادي، وساد صمت يوازي العمر وكأنه سكوت الدهر يوم الحشر.
ثم التفت سماحته الى هادي وقال مبتسما يا ولدي كنت احب ان اتناول الفطور معك، ولكني اليوم نذرت للرحمان صوما، فقال هادي تقبل الله يا والدي فرد عليه سماحته منا ومنك، منا ومنك، فأخذ هادي يد والده ووضعها على رأسه يشتم مسكها وعنبرها ويشدها بقوة كأنه يريدها ان تلمس روحه مثل ايام طفولته. توقف الزمن وتغيرت المعالم وأصبح الاوصاف عاجزة عن الوصف، فالكلمات تبخرت والاحرف تبعثرت وأصبحت الأنفس تردد لا اله إلا الله محمد رسول الله .
قبل هادي يد والده من جديد وقال سيدي وقائدي استسمحك بالانصراف، فانتصب سماحته وفي قلبه صورة إبراهيم وإسماعيل، وروحه تعيش صبر أيوب بينما عقله مع جده الامام الحسين في يوم عرس القاسم، وبعد ان ابتعد خطوات عن حبيب قلبه وفرحة عمره هز برأسه قائلا يا هادي حان وقت العمل يا ولدي اخوانك المقاومين ينتظرونك وينتظروني، ام انك تريد أن تأخذ من وقتي أكثر مما يأخذ أولادي المجاهدين، فابتسم هادي وأجاب انا أعلم وادرك يا ابي بأنك لا تفرق بين أحدا منا فنحن جميعا أولادك.
وخرج هادي للالتقاء بالشهداء والانبياء، تاركا رسالة:
يا سيدي وقائدي يا والدي، اريد منك ان تسامحني وتعذرني على هديتي المتواضعة التي اضعها اليوم بين يديك اكراما لما قالته شفتيك وايمانا مني بالامل الذي في عينيك، فأنا يا قائدي اقدم لك كل ما املك، وهي روحي لأعبر لك عن حبي واحترامي وتقديري، واعتقادي الكامل بأن الوصول إلى الجنة ونعيم الآخرة هو من خلال الفوز برضاك الذي هو رضى الله سبحانه وتعالى.
يا سيدي ومعلمي يا والدي الآن عرفت وشعرت بما قاله ابناء الامام الحسين لجدي الامام الحسين حين استشهدوا بين يديه.
أبي اشكر الله على كبير نعمه اني تربيت وعشت واستشهدت بين يديك.
فالسلام عليك يا والدي ورحمة الله وبركاته.
وعرج هادي إلى ملكوت السموات وهو مبتسما مطمئنا يصغي إلى صوت والده الذي يقول الحمدلله الذي قبلني انا وعائلتي ضمن عوائل الشهداء، فرد هادي من عليائه يا والدي ليتني املك شيئا أعظم من الروح لاقدمها لك.
وأشرقت الأرض بنور ربها، وانتصرت المقاومة بدماء المؤمنين الأبطال الصادقين المضحين في سبيل الله والوطن.
سيدي سماحة السيد حسن نصرالله أمام عظيم تضحياتكم وجهادكم لا يسعنا الا أن نقول نحمد رب محمد بأننا ولدنا في زمانكم، فاننا نستحلفكم بالله وجدكم رسول الله والإمام الحسين شهيد دين الله وبكل ما هو عزيز على قلبكم، أن لا تحرمنا من أن ننال رضاكم أما بالنصر او الشهادة بين يديكم.
خاطرة كتبها ناجي امهز في ذكرى شهادة الشهيد السيد هادي حسن نصرالله.
ناجي امهز