الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة السادسة والعشرون من كتاب ذاكرة الترف النرجسي بقلم: د.حنان عواد

تاريخ النشر : 2017-09-09
الحلقة السادسة والعشرون من كتاب ذاكرة الترف النرجسي بقلم: د.حنان عواد
اللقاء الأخير مع رمز الانتفاضة وقائدها...أبو جهاد

أنهيت برنامجي في قطر، وتوجهت ثانية الى الكويت لمدة يومين،وتم ترتيب لقاء هام مع الأخ عثمان أبو غربية،وكان لقاء تنظيميا مميزا،حدثني خلاله عن المواقف الثورية،وأطلعني على العديد من كتبه ومنشوراته.ناكفني بقصيدة الأخ أبو الأديب،وعمل نسخا منه ووزعها.

.الأخ عثمان دمث،خلوق،مثقف شيق الحديث،ملتزم بروح فتح وتجلياتها.

 توجهت ثانية، الى بغداد للقاء الأخ القائد أبو جهاد..

يمتد الأفق المعنون بالثقة،وتستيقظ العصافير بأنغام خاصة لاحتضان النور،ولأطل على بغداد مرة أخرى باطلالة المعرفة،والصفاء الذهني،ومقاربات التواصل مع الدول الأخرى المجاورة.أحضرني الأخ زاهي لمقابلته،فكان لقاء آخر..أقرأ في عينيه احتراما وثقة غير عادية،وسألني:"كيف كانت الجولة"؟

ونظرت اليه بفرح وثقة،واعلمته بتفاصيل البرنامج،ثم تابعت لأنقل اليه ماهية البرامج والمشاريع التي عرضت علي من قبل الآخرين،أوقفني، ليقول لي:"اني أعرف كل شيء"،ثم تابع:"أنا منذ الآن أمنحك ثقتي المطلقة،

وأنت صاحبة قرار".

شعرت بعظمة المسئولية التي حملني اياها القائد أبو جهاد،ثم طلبت منه أن يسمح لي بالتوجه الى تونس،لزيارة الرئيس عرفات،بناء على الدعوة التي قدمها لي حينما كنت في الكويت.،صمت الأخ أبو جهاد قليلا، وقال لي:"في المرة القادمة،وليس هذه المرة".

لم أخف انني تضايقت من ذلك،وقلت له:"أخ أبو جهاد،انت تعرف قيمة كلماتك وقرارك عندي،ولكنني لاأداري بأن أبو عمار بالنسبة لي قائد مقدس."ابتسم قائلا:"لك ذلك لا مانع لدي"،وكأنه أكبر شجاعتي وصراحتي..

اخذ يقرأ التقارير بسعادة بالغة،جمعني بعدها مع كوادر فتح لرسم برنامج نضالي في الأرض المحتلة.

وفي اليوم التالي، ودعته بروح الابنة وبروح الالتزام ،ثم غادرت

الى فلسطين الحبيبة.وقبل التحرك،اتصلت بالأخ بسام أبو شريف،معتذرة عن الحضور، لأنني سأعود الى فلسطين،على أن أحضر لزيارة الرئيس في أقرب فرصة.

في فلسطين،اجتمعت مع الاخوة في اتحاد الكتاب،وأبلغتهم برؤية الأخ أبو جهاد في كيفية عملنا،وتابعت النشاط المكثف على جميع المستويات

وخلال العام،زرت شقيقتي رسمية في أمريكا،وقضينا أوقاتا جميلة هناك،وكنت على تواصل يومي مع القيادة ومع الأخ أبو جهاد.

وفي أحد الأيام،دق جرس الهاتف بعد منتصف الليل،حيث كنت جالسة مع شقيقتي،نطوف بحقول ورود الذاكرة الجميلة،نستعرض شيئا من الماضي الجميل،ونضحك بشدة،نتبعها بعبارة"الله يستر"،العبارة المألوفة كلما حلقنا بضحكاتنا بعيدا. واذا بالهاتف يرن،من يكون المتصل في مثل هذا الوقت؟رفعت سماعة التيليفون،فاذا هو الأخ شهاب محمد يقول:"أرجو أن تسمعي ما سأخبرك به بهدوء، دون انفعال،لقد فقدنا الأخ أبو جهاد،لقد اغتالته الكوماندو الاسرائيلية في تونس،أرجو أن تتجلدي،انني أعرف كم كان يقدرك،وكم أنت مرتبطة بهذا القائد العظيم،نحن أولاد الثورة،وهذا قدر المناضلين".ما كاد ينهي الجملة،حتى أخذت بالصراخ،ثم أغمي علي،ذهلت شقيقتي،وأخذت توقظني وتهديء روعي،وظلت دموعي تسيل أنهارا،اتصلت بالأخت أم جهاد،ولم أدر ماذا أقول لها،ثم اتصلت بالرئيس أبو عمار،الذي قطع سفره عائدا الى تونس،وما أصعبها من لحظات!كيف يمكن أن يحدث ذلك.صمت قليلا،ولم أدر ماذا أفعل.

دق جرس الهاتف ثانية،فاذا هو الأخ أبو ربيع،يعلمني بما جرى،قائلا لي:"رندة،سنكمل المشوار،وسنسير على هديه".وبدموع القلب والروح،أكدت له حمل الأمانة.كتبت في تلك الأثناء مقالة موجعة لروحه الطاهرة،وعاش أبو جهاد معي،فكرة وانسانا لا تعوضه الأيام.سارعت بالسفر الى فلسطين،وتابعت المهام،وقمنا بفعاليات تليق بالاخ ابو جهاد.

في وداعه سافر الأمل بعيدا،واشتد قيظ الغياب،وسالت دماء الحروف تودع نقاطها،وتضع علامات السؤال الملتهبة بالفاجعة،كيف؟وفي بلد عربي؟وفي وجود اعلام الثورة؟أين كنا؟وكيف تجرأ المحتل بأصابع الغدر؟...كيف يمكن أن نودع قائدا ثائرا انسانا عظيما كالأخ أبو جهاد؟كيف؟...

يقف السؤال حائرا..ويظل السؤال حائرا،والدم مهدورا..

بنص الثأر المعجز
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف