الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موت المدنيين في برشلونة هل سيعيد مجد الأندلس الضائع؟ بقلم : أ.مسعود ريان

تاريخ النشر : 2017-08-22
موت المدنيين في برشلونة هل سيعيد مجد الأندلس الضائع؟ بقلم : أ.مسعود ريان
موت المدنيين في برشلونة هل سيعيد مجد الأندلس الضائع؟
بقلم : أ.مسعود ريان

 لست ادري كيف ابدأ، وبم انهي كتابة هذه السطور!

فحين يتلوث العقل ويتوقف عن التفكير المنطقي وتعمى البصيره عن رؤية الحقيقة لا يستغرب الانسان حين يري البعض يشرعن الجريمة باسم الدين .

ان ما حدث في برشلونة جريمة بكل معني الكلمة ارهابا

يعجز العقل عن تصوره، وكما يقال : الإرهاب لا يعرف وطنا ولا دينا ، فلا تحده طائفة ولا ملة، ولا يعرف شكلا واحدا .

وحسب ما قرأت وتعلمت ان الإرهاب هو استهداف المدنيين

بالإيذاء جرحا او قتلا او استهداف ممتلكاتهم او اماكن عبادتهم لتحقيق اهداف سياسيه، وقد يقوم به فردا او جماعة او دولة، فقتل المدنيين في العراق وسوريا واليمن من قبل جماعات او الدولة الحاكمة،او دول التحالف يعد ارهابا ،وعمليات الدهس في باريس والمانيا وبريطانيا واخيرا في برشلونة يعد ارهابا بكل المقاييس والمعايير الدينية والدولية والقانونية والانسانية والاخلاقية. وقتل المدنيين في بورما وحرقهم وتهجيرهم واغتصاب نسائهم يعد ارهابا .، وهدم بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم ومصادرة ممتلكاتهم وقتل الاطفال والنساء والشيوخ يعد ارهابا .

لنعد الى العقول الخربة ، ولنسمح لأنفسنا القول ان الظلم والقهر والاستبداد والقهر والفقر وغياب المساواة والحريه هي التربة الخصبة لخراب العقول وانحراف الفكر والشعور، وان معالجة هذا الانحراف لا يمكن ان تكون بالقمع والسجن والتعذيب وقصف الطائرات ، بل بازالة الاسباب ثم الحوار اساسا والوعي المبرمج والممنهج في المدرسة والمنهاج قبل الجامعة ، ووسائل الاعلام قبل المسجد .

واذاسمحنا لانفسنا ان نفكر كما يفكر دعاة القتل والخراب ،ومنحنا انفسنا الحق ان نجول في عقولهم ، وان نحمل مشاعرهم،وان نحدد اهدافهم وغاياتهم لقلنا حقا انهم بهذه الرؤى العمياء والعقول المريضة يصدقون ان افعالهم ستعيد مجد الاندلس الضائع وعز المسلمين المفقود.

لا يمكن ان يكون القتل بالدهس وغيره قد نسب لتنظيم الدولة ظلما كما يظن البعض ؛ والا لانكروا ذالك او ادانوه ، وكما قلت ان هذا هو تفكيرهم ،ويقيمون الحجة والبرهان على صحة نهجهم، فهم يفسرون نصوصا من القرآن والسنة وفق رؤيةكل الفرق الباطنية ، اما تفسيرا وفق ظواهر النص بعيدا عن دلالاته ومدلولاته ،او اخذ نصوص انتقائية مجردة عن سياقها واسباب نزولها ،اي ان لهم منهجا مغايرا لمنهج العلماء المجتهدين والمفكرين ، الذي يقوم اولا على جمع كل النصوص ذات العلاقة بموضوع البحث واعمال العقل عملا في اقصى طاقاته للخروج برؤيا واعية تنسجم مع مبادئ الدين وقيمه العظيمه ،اذ ان النصوص الفرعية والجزئية والتفصيلية جاءت لخدمة المبادئ العامة والمقاصد الكبرى وليس العكس كما يرى منهج الغلاة ، او التكفيريين

لا بد ان نضرب الامثلة على هذه الرؤى لتضح الصورة وتبان الحقيقة يقول الغلاة ان الاصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هي الحرب و ليس السلم وهذا يعني ان علاقة الدولة الاسلامية مع الدول الاخرى تقوم على الحرب والسلم علاقه طارئه ومؤقتة.ويستدلون بقوله تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) فظاهر النص وجوب قتل المشركين كافة ،مع ان التفسير الصحيح حين نجمع النصوص الأخرى مثل قوله تعالى(وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا انه لا يحب المعتدين) أي قتال عموم المشركين في الآية الأولى مخصص في الآية الثانية بمن يعتدي على المسلمين ، وفهوم المخالفة كما عند المجتهدين من لا يعتدي عليكم فلا تقاتلوه ، وحالة القتال حالة استثنائية وليست دائمة ، وتتعلق بالمحاربين لا بالمدنيين الذين نزل بحقهم اول قانون يتعلق بحماية المدنيين في حالة الحرب قبل القانون الدولي بقرون عديدة،قال صلى الله عليه وسلم في وصيته للمقاتلين(لاتقتلوا شيخا ولا امراة ولا طفلا ولاعابدا في صومعة ولا عسيفا (عاملا) ولا تقطعوا شجرة .وقال تعالى في معرض بيان علاقة السلم بين المسلمين وغيرهم(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم)

فكيف يستقيم ان نقبل بقتل المدنيين دهسا دونما ذنب اقترفوه؟ وكيف يستقيم كون رسول الله رحمه للعالمين؟ قال تعالى( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) اليس هذا شبيه بما فعل الغلاة المسيحيون في الاندلس عبر محاكم التفتيش وقتل الناس على الهويه؟ام ان هاؤلاء يثارون لاؤلائك؟ فان كانوايعيرون ويدينون تلك المحاكم ، فلم لا يدينون انفسهم؟

ولم لا يفهمون ان البر والاحسان والعدل هو اساس علاقة المسلم بغيره؟

ويمكن ان يستدل التكفيريون بوجوب قتال اليهود والنصارى في جميع احوالهم سواء اكانوا محاربين او مسالمين بقوله تعالى(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اؤتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون)فظاهر الآية كما يتصورون ينص على ان قتال اهل الكتاب لا ينتهي حتى يدفعوا الجزية وهم اذلاء، فمعنى صاغرين اذلاء مع ان الفهم الصحيح لاذلاء هو خاضعون لقانون الدولة في الحياة العامة كاي مواطن يريد اخذ جنسية دولة معينة ؛لأن المعاهدات والعهود التي اقامها النبي صلى الله عليه وسلم مع اهل المدينة من يهود وغيرهم، وعهوده مع نصارى نجران تضمنت حرية عقيدتهم وعبادتهم وحرمة معابدهم ، وحرية لباسهم واكلهم وحياتهم الزوجية وفق اديانهم.وقد سار الصحابة علي منهج النبوة في معاهداتهم مع نصارى الشام وما زالت العهدة العمرية مع اهل بيت المقدس من النصارى كاعظم وثيقة دولية لتجسيد مفهوم المواطنة، وقد ذهب عمر رضي الله عنه الى ابعد واعمق رؤية مع وثيقة نصارى تغلب عندما قبل ان يدفعوا الزكاة كالمسلمين بدل الجزية-وهي اكثر من الجزية -لكنهم رأوا الجزية بمسماها تنقص مقامهم وطلبوا ان يدفعوا الزكاة فقبل منهم؛لأن العبرة عنده المسمي وليس الاسم ،فهي على اية حال ضريبة مالية يترتب عليها حقوق للمواطن على الدولةكما فهما الفاروق رضي الله عنه .

واذا اردنا التعمق اكثر في منهجية تفكيرهم لقلنا انهم يرون

ان اية السيف المتعلقه بقتال اهل الكتاب ناسخة لآيات الرحمة والاحسان البالغة مئات الآيات ، لكن هذه المنهجية مخالفة لاسس الاجتهادالصحيح ؛لأن النسخ له شروط،فاما ان يصرح بالنسخ او يستحيل الجمع والتوفيق بين نصين ظاهرهما التعارض.

كما ان الاصل ان يفسر النص وفق المبادئ العامة ومقاصد الشريعة،فلا يعقل ان نعطل هذه المبادئ لانها قوام الدين .

وتقوم المنهجية الصحيحة على ان تفسر النصوص وفق هذه المبادئ لا ان تعطلها، فالعدل مبدأ،وحرية العقيدة مبدأ،والرحمة مبدأ، والإحسان مبدأ،فهل يتوافق قتل الابرياء لمجرد فخالفتهم في الدين؟واين الرحمة في بعثة محمد ( صلى الله عليه وسلم)؟لكن كما قلت لا يستغرب في عرف الخوار ج فعل ذالك وقد استحلوا من قبل دم امام الائمة علي رضي الله عنه.

واخيرا ينبغي ان نعرف ان القرآن يهدي لاقوم منهج واعدل نظام واكمل تشريع وان محمدا بعث لاتمام مكارم الاخلاق لا هدمها كما يتصور هؤلاء الغلاة .اين هذه الرؤيا العمياء من قول النبي محمد(صلى الله عليه وسلم)لأهل قريش الذين قاتلوه واذوه وعذبوا اصحابه اذهبوا فانتم الطلقاء.اماالتكفير فهو قائم اساسا على مغالطة واضحة فمعلوم من الدين بالضرورة ان لا اكراه في الدين؛لان الدين لله منه واليه وحدة فهو يحاسب عليه وهذا حق لم يعط حتى للانبياء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف