الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة: المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا بقلم:د.جمال محمد أبو نحل

تاريخ النشر : 2017-08-22
غزة: المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا بقلم:د.جمال محمد أبو نحل
غزة: المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا

كانت ولا تزال بعض الأمثال الشعبية الهادفة حتي العامية منها هي أصدق حالاً للتعبير، ولوصف حال الناس ويستحضرني المثل الشعبي العامي القائل: ( إلي بمِّوُت أمهُ وأبُوهُ، بمِّوُت إّلي بِحُّبوُة)؛ حيث يشعر سكان غزة بأنهم أمسوا واصبحوا أيتام لا نصير لهم ولا بواكيٍ لهم، وليس لهم إلا الله عز وجل، وكّأن الكل من أصحاب القرار وإمارة الظُلم والظلام يقولُون لشعبهم، هذا هو الحال في غزة فقرٌ وحصار من أمامكم، والاحتلال من خلفكم، فلا خيار لكم إلا الصبر علي المُر والحنظل والعلقم، وقطع الماء والكهرباء، تلتحفون السماء وتفترشون الأرض، وتلعقون الجراح بألسنتكم دون اصدار صوت رنين، أو أنين، أو شجين، أو حنين للماضي، وبدون حتي دموع، ولو سحِّتُم وذبّتُم كالشموع فعليكم أن تعضوا علي أناملكم وتصبروا أهيا الموظفون الفقراء والمساكين والشعب الغلبان!!، طالما أن هناك لجنة إدارية (ربانية) أستغفر الله، بل لجنة سادية تحكم غزة تتلذذ بعذابات الناس، تحكمهم بأمرٍ لم ينزل من السماء، ولم يكتب في الكتب المقدسة الثلاثة!!، وأبناء الوزراء والأمراء، والقادة والساسة والأفاكين والمنافقين والسارقين دم الشعب يستطيعون شراء كل شيء لأبنائهم للعيد وللمدارس، وغالبية الشعب  تحت خط القهر مع الفقر المُدقع!، يقتلهم القهر والمرض، ويمرون بظروف صعبة للغاية لم يأتي مثلها من قبل !!. سيتوجه طلبة فلسطين المحتلة عموماً، وقطاع غزة خصوصاً الأيام القلائل القادمة إلي مقاعد الدراسة وسوف يبدأ العام الدراسي الجديد 2017م/2018م، وسط ظروف اقتصادية قاهرة وصعبة وكئيبة، وحزينة ودامية للقلب،  في ظل الحصار المفروض على القطاع منذ أحد عشر عاما؛ ومع اقتراب بدء موسم المدارس نري كساداً في البيع والشراء في الاسوق التجارية بغزة، بينما تضج الأسواق والمحال التجارية بالكثير من المستلزمات المدرسية، وعلي الرغم من انخفاض الأسعار بغزة، نري ونسمع بأن غالبية  سكان القطاع ومنهم الموظفون الذين قطعت أجزاء كبيرة من رواتبهم لم يستطيعون الذهاب للأسواق لشراء المستلزمات الخاصة بالمدارس لأبنائهم ، وقد عجزوا عن الشراء بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها وخاصة العائلات الفقيرة، ورغم كل هذا الوضع المعيشي الكارثي للسكان، لا تجد من يرأف بحالهم ويرحمهم، حتي الأغنياء أصيبوا بداء البخل، وتكرش بعضهم فاصبح بلا ضمير إنساني إلا من رحم ربي، وأما الأحزاب والفصائل والتنظيمات فكلٌ يغني علي ليلاه، وقد جعلوا الشعب ينظر اليهم بريبة وشك وقهر؛ نظّر المغشي عليه من الموت؛ لأن ظروف الناس بغزة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معاني ومضامين، لدرجة وصلت بالكثير من العائلات في القطاع الاستعانة علي الوضع الصعب جداً ن خلال البحث عن الزي المدرسي للعام المنصرم، وتوفير بعض الملابس القديمة والحقائب المدرسية القديمة لأبنائهم لأن الكثير من الأهالي لم يتمكنوا من توفير كسوة لأطفالهم الطلاب لعدم وتوفر المال معهم؛ ومع انحسار الأمل في إنهاء الحصار الظالم علي غزة، ودق طبول الحرب من قبل الاحتلال، وتعثر جهود المصالحة واستمرار الانقسام واقترابه للانفصال، يستمر مسلسل المعاناة الشديدة والكبيرة والمحن العظيمة لسكان قطاع غزة لدرجة وصلت  بهم يتمنون الموت والسكن في باطن الأرض خيرٌ لهم من ظاهرها، حتي لا يرون وجوه الظالمين من ذوي القربي والمحتلين من ذوي البعدي، ولسان حال الشعب الفلسطيني يقول، بأي حالٍ عُدت يا موسم المدارس و يا أيها العيد الأضحى، هل بقيت عيداً سعيد؟!، وشعب الجبارين ينزف ويذبح من الوريد إلي الوريد، ولا مُغيث، وأصدق ما قيل في حالنا اليوم علي لسان الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي رحمه الله، في قصيدة شعرية طويلة منها: "المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا ... وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا ... فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا،..  وَالبُؤْسُ  مَرْآهُ  مَقْرُونٌ  بِمَرْآهَـا.

بقلم الكاتب الصحفي والمفكر العربي الإسلامي

الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

  عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية
 عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
 عضو نقابة الصحفيين بفلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف