الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعزير والعقاب وحدهما لا يقضيان على الظواهر المشينة والمتخلفة بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2017-08-21
التعزير والعقاب وحدهما لا يقضيان على الظواهر المشينة والمتخلفة بقلم:حميد طولست
التعزير والعقاب وحدهما لا يقضيان على الظواهر المشينة والمتخلفة.

قضية ما أضحى يعرف بالأطفال والحمارة نموذجا !!

شيء جيد ، وأمر مفرح جدا أن يقيم المغرب المؤتمرات العالمية، ويوقع على العديدة من البلاغات والتوصيات والمواثيق والبرامج الدولية الخاصة بحماية الطفل والطفولته من الاغتصاب ، إيمانا منه بحق هذا الكائن الضعيف من الرعاية والمساعدة والكرامة ، لكن غير الجيد وغير السار والمستهجن جدا هو عدم تطبيق ترسانة المواثيق والبلاغات والتوصيات تلك ، والاستهتار بها إلى درجة لم تعد تستطيع مجتمعة أن تحول دون وقوع مجموعة من الأطفال الأبرياء في سلوكيات شاذة ووقائع مثيرة ، اللاغية لكل ما ترسخ في تكويننا من قيم ومفاهيم دينية وأخلاقية عن الطفولة وقدسيتها ، وتحمل في طياتها الرهبة والهلع ، وتؤجج مشاعر الرعب والفزع على مصير أطفال المغرب ، الذين يعتبرون الرأسمال البشري الذي كان يجب أن تهيأ لهم الظروف المواتية لتكوينهم تكوينا سليما يستجيب لمتطلبات التطور المجتمعي ، حتى يبرزوا قدراتهم الكامنة ، بدلحرمانهم المبكر من المدرسة وتحويلهم إلى عمالة قاصرة ، تعيش أوضاعا اجتماعية مزرية في ظل غياب تام لأبسط الضمانات الإنسانية والقانونية لحمايتهم من أبشع أنواع الاستغلال والحرمان والمهانة والتنكيل البدني والنفسي ، الذي لا تتحمله أجسامهم الهزيلة الفانية، ولا تتقبله أعمارهم الغضة ، ولا يستسيغه إدراكهم الضعيف ، والذي يعرضهم في كل وقت وحين لكل الأخطار المؤثرة على نموهم العقلي والبدني ، الذي هو مسألة  في غاية الأهمية والتعقيد ، لأن طفل اليوم هو رجل الغد، ولكي يكون غدنا أفضل من يومنا، لابد من البناء التربوي السليم الذي يعلم أطفالنا محبة الحياة والجمال والنظام والتعاون وقيم الأصالة ومبادئ الكرامة عبر أساليب تتسمبالجمالية ورونق الحس الإنساني النبيل ، كما نصح بذلك أحد فلاسفة الصينيين من القرن الثالث قبل الميلاد ويقول: "إذا وضعتم مشاريع سنوية فازرعوا القمح. وإذا كانت مشاريعكم لعقد من الزمن فاغرسوا الأشجار. أما إذا كانت مشاريعكم للحياة بكاملها فما عليكم إلا أن تثقفوا وتعلموا وتنشئوا الأطفال تنشئة صحيحة" -انتهى كلام الفيلسوه- ولن نجد لتلك التنشئة ،بعد الأسرة والمدرسة ، مدخلا لقلوب فلذات أكبادنا وأفئدتهم البيضاء، أفضل  من اللعب واللهو البريء في رحابة الحدائق والمنتجعات والأندية المخصصة لذلك الغرض النبيل ، البعيد عن ردات الفعل كمدخل  لحماية هذا الكائن البريء من عبث العابثين ، كما حدث مع تلك المجموعة البئيسة البائسة من الأطفال التي ألقي بها في أحضان عالم سماته الأساسية المعانات الدائمة، والألم والإحباط، واليأس والمآسي التي حولتهم من "زينة الحياة الدنيا " كباقي أطفال العالم ، إلى أدوات إنتاج ومصدر رزق للكثير من العائلات المعوزة التي لا ترى حرجا في استغلالهم لتحسين ظروف عيشها ومعيشها، لإيمانها بأن الإنجاب قيمة اجتماعية واقتصادية وواجب ديني، وأن الأسر الكثيرة العدد عزة ومفخرة وضمانة للمورد، ما جعل هذه الفئة تسقط في جحيم مستهجن جرائم الأخلاق كالتي طالعت علينا بها الصحف خلال الأيام القليلة الماضية ، والتي أفاض الناس في تفاصيلها وباستمتاع غير بريئ ، ونشوة وتلذذ (ماسوزي) ، متقاعصين عن شرح أسبابها، وتحليل دوافعها، فكثر اللغط واشتد الجدل بين مصدق ومكذب، بعضهم يؤاخذ المخزن على ( تمياكه) وآخرون يرجعون الأمر للبعد عن الدين، لكنهم في قرارات أنفسهم متفقون على أنها وقائع شاذة، تستلزم وقفة متفحصة لخبايا دوافعها وسراديب أسبابها، وتحتم التدخل العاجل لكل الأطراف للحد من تكرارها عليها ، قبل فوات الأوان، ليس بالمنتديات التهريجية التي يراد بها تلميع الصورة أمام الغرب طمعا في منحه الشحيحة، وسلفياته الثقيلة، التي يكتفي المسؤولون بها عندما يعجزون عن الفعل ، ولكن بإتباع المثل والقدوة التي مافتئ عاهل البلاد يقدمها في تعامله مع الأطفال وكل الضعفاء ، والتي لا تشدد فيها ولا تعزير ، كما ذهبت إلى ذلك الكثير من الدراسات الاجتماعية ، المؤكدة على أنه كلما زاد التشدد زادت الانحرافات الخلقية في المجتمعات ، وأن القضاء على مثل هذه الظواهر المشينة والمتخلفة، لا يتأتى البتة بالتعزير والعقاب وحدهما -وإن كنت لست ضدهما- لأن الإشكالية، مرتبطة ارتباطاً تاماً بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وحاجة الأطفال المزدوجه للتعليم الصالح والعدالة العادلة، التي تحميهم من السلوكيات الإنساحيوانية أو الإنساحمارية...

أظن أنه حان الوقت لإخراج تحركات مسولينا في هذا الميدان عن طابعها الاستهلاكي المناسباتي الاحتفالي المعتاد ، وتعمل على تطبيق ما ذكر من من المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل وما لم يذكر ، لضيق المجال، فتطابق أقوالهم أفعالهم ونكونون من الصادقين...                             

وهذه بعض المواثيق الدولية الخاصة بحقوقهم التي صادق عليها المغرب:

ـ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ، الصادرة عن القمة الدولية للطفولة ( 1990)

ـ الإعلان العالمي وبرنامج العمل وحماية نمو الطفل ( فبراير1992 )

ـ اتفاقية حقوق الطفل ( يونيو1993)

ـ المؤتمر العالمي لمناهضة استغلال الأطفال في تجارة الجنس بستوكهلم

ـ المؤتمر العالمي لمناهضة استغلال الأطفال أسلو ( أكتوبر 1997)

ـ الاتفاقية 138لمنظمة العمل الدولية حول السن الأدنى لتشغيل الأطفال ( مارس 1999 )

ـ الاتفاقية 182 والتوصية 90 فيما يخص حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والاجراءات الفورية للقضاء عليها (أكتوبر 2000 )

ـ توصيات الملتقى العربي الإفريقي ضد الاستغلال الجنسي  الرباط  (أكتوبر 2001)

ـ توصيات المؤتمر العالمي الثاني ضد الاستغلال الجنسي للأطفال اليابان ( دجنبر 2001 ) .

الحب حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف