الانحراف الفكري الأسباب والعلاج
الانحراف الفكري مصطلح قديم حديث، ترفضه جميع الأديان والثقافات المتنوعة ومؤسسات حقوق الانسان ويعني التعصب والتطرف بالرأي والفكر والسلوك منبته التنشئة الاجتماعية اللاسوية " الخاطئة " التي يتلقاها أبناءنا منذ الصغر فتلك تدمر مجتمع بأكمله بل دول لها ماضي و تاريخ مشرق وهذا نتيجة ما حصل في عالمنا العربي في الآونة الأخيرة وما زال، فلذلك تبدو جلياً مظاهر الانحراف الفكري على المستوى الأسري الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .. إلخ
فالأسرة هي النواة الأولى في بناء المجتمعات الإنسانية منذ أن خلق الله الكون مستخلفاً آدم عليه السلام في الأرض فالأسرة صمام الأمان لأفرادها في السعي لغرس القيم الاجتماعية والجمالية كالحب بين الأخوة والأخوات والوالدين وغرس التسامح والتعاون والتشاركية في القرارات المتخذة فضلاً عن ابراز روح الحوار الهادف مع الأبناء والتعبير عن الرأي متقبلين النقد والنقد البناء بروح رياضية كما أن علاقة المحبة بين الوالدين ومدي الانسجام بينهم يؤدي إلى التماسك الأسري بين الجميع وهذا الجو الديمقراطي المتماسك في العلاقات يبعد الأبناء عن كل مظاهر الحقد والحسد والكراهية وبالتالي التعصب للفكر والرأي .
أما على المستوى الاجتماعي : ينبغي على قادة المجتمع المحلي ومؤسساته أن تعمل على استنهاض كل القوى الاجتماعية لنبذ الانحراف الفكري والتطرف والتعصب بكل أشكاله الذاتي والسياسي والقبلي من خلال إبراز خطره على الفرد والمجتمع، فالمسئولية ليست فردية في مواجهة هذا السرطان المتربص بنا والذي يصر على أن يفتك بمجتمعاتنا وأطفالنا وفلذات أكبادنا، فالمسئولية خطيرة تقع على جميع مؤسسات المجتمع المحلي، من مساجد ونوادي ومدارس وجامعات... الخ، ونخص بالذكر هنا المساجد والدعاة وأهل العلم والفقهاء بشكل أساسي الذين تقع عليهم مسئولية كبيرة في علاج هذه الأفكار المتطرفة والمتعصبة، استناداً إلى القرآن الكريم والسنة، فقد نبذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفكر الديني المتطرف من خلال الحديث: الذي ورد في ذم التنطع (التعصب)، حيث جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ . قَالَهَا ثَلَاثًا ) رواه مسلم ...
فمن باب أولى أن ننبذ ونرفض كل مظاهر التعصب الديني والانحراف الفكري مستبدلين غرس القيم الاجتماعية المتمثلة بالمحبة والتسامح بعيداً عن الحقد والكراهية وتأكيداً على نشر تعاليم الإسلام الحنيف.
كما أن للمدارس والنوادي والجامعات دور في الحد من هذا الانحراف في المجتمع من خلال تغيير مناهجنا وتطويرها وتحسينها لصالح مجتمعاتنا وأبناءنا، من خلال عقد ورشات عمل للمسئولين وأهل الاختصاص، للتعامل مع أصحاب الفكر المتطرف في المجتمع ومواجهتهم فكرياً بكل الطرق والوسائل المتاحة، وننوه هنا إلى ضرورة تفريغ طاقات شبابنا الإيجابية من خلال ممارسة الرياضة بأشكالها وألوانها المتعددة فضلاً عن المطالعة وقراءة الكتب وكتابة القصص القصيرة، وممارسة هواياتهم وتنمية مواهبهم التي تنتقل بالفرد من حالة اللاسواء إلى السواء، ومن الخيال إلى الواقعية.
أما على المستوى السياسي: فإن للانقسام السياسي والتنظيمي من الأحزاب الفلسطينية له دور كبير في تعزيز الانحراف الفكري الذي يؤدي إلى الإرهاب وتبرير القتل وسفك الدماء بكل صوره وأساليبه، فعلينا كمثقفين وأكاديميين وسياسيين أن نعمل سوياً على إنهاء حالة الانقسام السياسي لتشكيل حالة من السلم الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد رافضين كافة مظاهر الفرقة والخلاف للعودة إلى حضن الوطن الآمن فلسطين الحبيبة، التي وما زالت حلم يراود كل الأحرار في فلسطين كما كان يراود القائد الرمز أبو عمار.
أما على المستوى الاقتصادي: فإن الحالة الاقتصادية المتردية في مجتمعنا الفلسطيني والتي يعيشها شعبنا في الشتات والداخل والخارج، له دور كبير في انحراف الأفكار من خلال البحث عن لقمة العيش وعن مصادر أخرى لسد أفواه الجياع بغض النظر عن الزمان والمكان والأشخاص، ومن هنا علينا جميعا مسئوليات كبيرة جمة لمواجهة الأخطار التي تفتك بمجتمعنا الفلسطيني للوصول إلى تحرير القدس وكامل تراب فلسطين.
ومن خلال عملنا في المجال الأكاديمي نوصي بالتالي:
1- على كل المعنيين من أهل الاختصاص بالتربية وعلم النفس وخاصة بوزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المحلي الوقوف على أسباب الانحراف.
2- نبذ هذا الفكر بكل صوره وأشكاله الفكرية والسلوكية.
3- عقد ورش عمل وبرامج تربوية ونفسية للحد من ظاهرة الانحراف الذي يعاني منها شبابنا.
4- تنظيم رحلات وبرامج ترفيهية للتخفيف من حالة الضغوط النفسية التي يعاني منها بعض الشباب.
التوقيع : د. ماجد أبو سلامة
الانحراف الفكري مصطلح قديم حديث، ترفضه جميع الأديان والثقافات المتنوعة ومؤسسات حقوق الانسان ويعني التعصب والتطرف بالرأي والفكر والسلوك منبته التنشئة الاجتماعية اللاسوية " الخاطئة " التي يتلقاها أبناءنا منذ الصغر فتلك تدمر مجتمع بأكمله بل دول لها ماضي و تاريخ مشرق وهذا نتيجة ما حصل في عالمنا العربي في الآونة الأخيرة وما زال، فلذلك تبدو جلياً مظاهر الانحراف الفكري على المستوى الأسري الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .. إلخ
فالأسرة هي النواة الأولى في بناء المجتمعات الإنسانية منذ أن خلق الله الكون مستخلفاً آدم عليه السلام في الأرض فالأسرة صمام الأمان لأفرادها في السعي لغرس القيم الاجتماعية والجمالية كالحب بين الأخوة والأخوات والوالدين وغرس التسامح والتعاون والتشاركية في القرارات المتخذة فضلاً عن ابراز روح الحوار الهادف مع الأبناء والتعبير عن الرأي متقبلين النقد والنقد البناء بروح رياضية كما أن علاقة المحبة بين الوالدين ومدي الانسجام بينهم يؤدي إلى التماسك الأسري بين الجميع وهذا الجو الديمقراطي المتماسك في العلاقات يبعد الأبناء عن كل مظاهر الحقد والحسد والكراهية وبالتالي التعصب للفكر والرأي .
أما على المستوى الاجتماعي : ينبغي على قادة المجتمع المحلي ومؤسساته أن تعمل على استنهاض كل القوى الاجتماعية لنبذ الانحراف الفكري والتطرف والتعصب بكل أشكاله الذاتي والسياسي والقبلي من خلال إبراز خطره على الفرد والمجتمع، فالمسئولية ليست فردية في مواجهة هذا السرطان المتربص بنا والذي يصر على أن يفتك بمجتمعاتنا وأطفالنا وفلذات أكبادنا، فالمسئولية خطيرة تقع على جميع مؤسسات المجتمع المحلي، من مساجد ونوادي ومدارس وجامعات... الخ، ونخص بالذكر هنا المساجد والدعاة وأهل العلم والفقهاء بشكل أساسي الذين تقع عليهم مسئولية كبيرة في علاج هذه الأفكار المتطرفة والمتعصبة، استناداً إلى القرآن الكريم والسنة، فقد نبذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفكر الديني المتطرف من خلال الحديث: الذي ورد في ذم التنطع (التعصب)، حيث جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ . قَالَهَا ثَلَاثًا ) رواه مسلم ...
فمن باب أولى أن ننبذ ونرفض كل مظاهر التعصب الديني والانحراف الفكري مستبدلين غرس القيم الاجتماعية المتمثلة بالمحبة والتسامح بعيداً عن الحقد والكراهية وتأكيداً على نشر تعاليم الإسلام الحنيف.
كما أن للمدارس والنوادي والجامعات دور في الحد من هذا الانحراف في المجتمع من خلال تغيير مناهجنا وتطويرها وتحسينها لصالح مجتمعاتنا وأبناءنا، من خلال عقد ورشات عمل للمسئولين وأهل الاختصاص، للتعامل مع أصحاب الفكر المتطرف في المجتمع ومواجهتهم فكرياً بكل الطرق والوسائل المتاحة، وننوه هنا إلى ضرورة تفريغ طاقات شبابنا الإيجابية من خلال ممارسة الرياضة بأشكالها وألوانها المتعددة فضلاً عن المطالعة وقراءة الكتب وكتابة القصص القصيرة، وممارسة هواياتهم وتنمية مواهبهم التي تنتقل بالفرد من حالة اللاسواء إلى السواء، ومن الخيال إلى الواقعية.
أما على المستوى السياسي: فإن للانقسام السياسي والتنظيمي من الأحزاب الفلسطينية له دور كبير في تعزيز الانحراف الفكري الذي يؤدي إلى الإرهاب وتبرير القتل وسفك الدماء بكل صوره وأساليبه، فعلينا كمثقفين وأكاديميين وسياسيين أن نعمل سوياً على إنهاء حالة الانقسام السياسي لتشكيل حالة من السلم الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد رافضين كافة مظاهر الفرقة والخلاف للعودة إلى حضن الوطن الآمن فلسطين الحبيبة، التي وما زالت حلم يراود كل الأحرار في فلسطين كما كان يراود القائد الرمز أبو عمار.
أما على المستوى الاقتصادي: فإن الحالة الاقتصادية المتردية في مجتمعنا الفلسطيني والتي يعيشها شعبنا في الشتات والداخل والخارج، له دور كبير في انحراف الأفكار من خلال البحث عن لقمة العيش وعن مصادر أخرى لسد أفواه الجياع بغض النظر عن الزمان والمكان والأشخاص، ومن هنا علينا جميعا مسئوليات كبيرة جمة لمواجهة الأخطار التي تفتك بمجتمعنا الفلسطيني للوصول إلى تحرير القدس وكامل تراب فلسطين.
ومن خلال عملنا في المجال الأكاديمي نوصي بالتالي:
1- على كل المعنيين من أهل الاختصاص بالتربية وعلم النفس وخاصة بوزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المحلي الوقوف على أسباب الانحراف.
2- نبذ هذا الفكر بكل صوره وأشكاله الفكرية والسلوكية.
3- عقد ورش عمل وبرامج تربوية ونفسية للحد من ظاهرة الانحراف الذي يعاني منها شبابنا.
4- تنظيم رحلات وبرامج ترفيهية للتخفيف من حالة الضغوط النفسية التي يعاني منها بعض الشباب.
التوقيع : د. ماجد أبو سلامة