الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نانا تحاور نانا بقلم:كامل خالد الشامي

تاريخ النشر : 2017-08-17
نانا تحاور نانا بقلم:كامل خالد الشامي
قصة قصيرة/
نانا تحاور نانا
بقلم:كامل خالد الشامي
شعرت بالملل وبعصبية حادة بداخلي, لا اعرف كيف أتعامل معها, فأنا أغضب من نفسي لأي سبب وبدون سبب, فقررت الذهاب الي سوق المدينة لقليل من التسوق ومشاهدة شبابيك العرض, وفي وسط الزحام والاكتظاظ كنت ارقب الناس, وأتأمل ملامح المارة, وقد انتابني شعور غريب , رأيت الغالبية نحاف وتغيب الابتسامة عن اغلب الوجوه,بعضهم شارد الذهن,وقليل منهم تبدوا في وجوههم ملامح الهدوء
شعرت أن ألاف الأميال من الحزن والألم تبعدني عنهم, ولا أعرف هل هم مثلي جاءوا لنفس الغرض؟هروبا من الدنيا! أم أن لديهم دوافع أخري؟, الأماكن هي نفس الأماكن, لم تتغير منذ أن كنت طفلة, أرافق أمي إليها, ولكن أنا من تغير ,أصبحت الحياة أكثر صعوبة,وذو لون واحد, ولم أعد أري الكثير من صديقاتي اللواتي كنت التقي معهن أحيانا لتناول القهوة وتبادل الحديث, فقد اختفين,ومن يختفي هنا لا يظهر غالبا إلا في يوم القيامة,فالبيوت أصبحت أشبه بالمقابر.
بعد ساعتين من المشي والتوقف أمام شبابيك العرض عدت ثانية الي البيت, لكني ما زلت أشعر بالملل والعصبية التي لم تعد تفارقني, بسبب الوضع الذي نعيشه, والظروف الاستثنائية الي تحولت الي ظروف دائمة, انقطاع التيار الكهربائي ونقص الماء والبطالة, والفراغ السياسي ,وانسداد الأفق, كل هذه الأشياء دفعة واحدة وطوال الوقت تجلب التعاسة
في البيت استلقيت علي الأريكة ونظرت الي سقف غرفتي ,وغصت بعيدا في حياتي,تارة أشعر بالخوف وتارة أشعل بالحزن¸وأنام قليلا ثم أصحو لأكرر نفس الأشياء وأخاطب نفسي بصوت مرتفع ساعات طويلة حتي اشعر بالإنهاك واغفوا.
عزيزتي نانا لماذا كل هذا القلق؟ وأنت تعيشين بين أسرتك!
قلقي نابع من خوفي المستمر من المجتمع الذي أعيش فيه,نحن الوحيدون في العالم الذين نختلف ولا نتفق أبدا, إن تعدد الآراء ينتهي في العادة بإجماع علي رأي واحد, إلا في بلدي الاختلاف قائم والتفكير عقيم وغير متجدد, وكل يوم تضاف الي الاختلاف اختلافات جديدة, دون مراعاة ظروف الناس وقدرتهم علي التحمل.
نحن البلد الوحيد في العالم الي يرتهن الي السياسة والذي يطحن فيه الإنسان دون هوادة بسبب تحجر العقول.
عيوني تحرقني يا نانا ولا أبكي, وفي صدري الم كبير لا استطيع البوح به لأحد
وخوفي نابع من قهري ومن نفاق الآخرين, لا اشعر بالأمان طالما نجلس في السفينة والكل يضرب بها مسماره بطريقته وكما يحلو له وكأنه هو فقط مالك السفينة ولا يوجد علي ظهرها غيره.
لماذا لا تعيشين مثل الأخريات؟ تقبلين بأي شيء ؟
انظري يا نانا, لقد حاولت أن أعيش مثل الأخريات وقبلت, لكن نحن مجتمع يطمس هوية المرأة ويصادر جميع حقوقها وحفاظا علي الشرف علي أن اقوم بممارسات غير إنسانية, لا استطيع تحملها , وعلي أن أختفي من الصورة ,ليبقي الرجل معفي من قضية الشرف, ويبقي هو وحيدا في المشهد.سوف أقص عليك سريعا ما حدث
لأحدي صديقاتي تزوجت مرغمة وهي في عمر الزهور, وبعد عام تزوج زوجها الثانية بعد تحسن وضعة الاقتصادي,ثم بدأ بتطبيق الشريعة علي طريقته فتزوج الثالثة ثم الرابعة, التي قام بتطليقها بعد ستة شهور من زواجهما ليتحايل علي الشرع ويتزوج الخامسة , هذا شخص مثل ذئب جائع وضعوه في حظيرة للأغنام اعتدي علي خمس نساء والحق بهن أضرارا نفسية غير قابلة للإصلاح.وكل هذا يحدث في وضح النهار, تحت مسميات حق الرجل في التعدد, ومسميات أخري واهية, والناس يساندونه ويباركون له خطواته, أنا اشتري كرامتي وحريتي الشخصية, ولا أريد أن أكون ضحية وتنتهي حياتي بهذه الطريقة البشعة.
الي أين أنت ذاهبة في الطريق؟
أنا لا أعرف الي أين! مثل الغالبية الصامتة ,ولكن لن أدخل نفسي وحياتي في مأزق بعد كل ما أري واسمع, سوف أواصل حياتي في عملي وسوف أساعد كبار السن في التخفيف عنهم, لكني لن أقبل التنازل عن حقوقي,وعندما تنتهي حلول البقاء سأرحل حاملا علي كتفي أوجاعي.
Dr;[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف