الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخلاف و الإختلاف بقلم سارة سليمان

تاريخ النشر : 2017-08-17
الخلاف و الإختلاف

بقلم سارة سليمان خبيرة العلاقات الاسرية

للأسف لأننا كعرب و كشعب و كدين (المسلمين مننا) إتحطينا بسبب ظروف لايد لنا فيها بتاتا في قالب إسمه "الآخر" (The Other) .إنطبع في أذهاننا ان كل ما هو آخر فهو مختلف فهو إذا معي على خلاف. و عيشنا في أوائل الألفية مصطلحات زي
صراع الحضارات (The Clash of Civilizations) و هم بيكرهونا ليه (Why do they hate us?!). و كنا نحن جيل بيحاول يوضح إننا فقط نجهل بعضنا!! إحنا محتاجين
نعرف بعض عشان نفهم بعض!
إنعكس الفكر ده علينا إحنا و اصبحنا ننظر إلى إختلافاتنا (و نحن أبناء البلد الواحد و النشأاة الواحدة ) أنها عقبة في التعامل و في التواصل. و سبحان الله إستطاعت الفكرة المسيطرة تدخل حتى إلي أصغر انواع الإختلاف و أكثرها فتكا:
إختلاف الراجل عن الست!!!
كتير من الزوجات الاتي يحضرن ورش عمل عن الزواج بيكون دافعهم الأول أو الاقوى لحضور مثل هذه الكورسات: انا و زوجي مختلفين! مختلفين دي معناها عادة إنهم بيشوفوا و بيمارسوا حياتهم بطريقتين مختلفتين فمش عارفين يتلاقوا و بالتالي هم دايما على خلاف!
السؤال هنا: هو مين ماعندوش خلاف في بيته؟ مين دول الإتنين المتجوزين إللي مش بيختلفوا؟ مين دول إللي زي بعض بالظبط في كل صغيرة و كبيرة؟؟ الإجابة: مفيش! من علاقتي بالمتدربات و المشتركات في ورشة عمل الزواج حتى الآن تعلمت إننا
عندا مشكلة اصلا في تقبل الخلاف و التعامل مع الإختلاف! و الموضوع في رأيي زي ماله بعد تاريخي فهو له بعدين ثقافي و تربوي.

المهم إننا كلنا مقرين إن كل الزيجات, بمعنى كل الزيجات, لا تخلو من إختلافات شخصية عند الزوج و الزوجة عوضا عن خلافات دائمة حول روئيتهم و تفهمهم و تنفيذهم و طرق تعاماهم مع جميع الأمور. الخبر الظريف هو أن الأزواج إللي نجحوا
في قيادة مركب الزواج لعمر طويل كانوا هم كمان مختلفين و بيختلفوا زيهم بالظبط زي من لم يوفقوا في حياتهم الزوجية و دمروها!! لكن المفتاح هنا او السؤال هنا هو: هم كانوا بيختلفوا إزاي؟؟؟
كيفية الإختلاف ياجماعة هي السر. في ازواج بتختلف عشان تفتح باب للنقاش و تتحاور و تتعلم من بعض. في ناس بتختلف عشان توصل لحل وسط و تتواصل و بكده يعلوا التفاهم بينهم. لكن برضه للأسف في ناس بتختلف لإثبات غرض ما في نفسها:
زي مثلا إثبات الذات أو إثبات صحة فكرها أو لمجرد إثبات القوة, و ده للأسف بيكون من الناس إللي فاكرة خطئا إن الجواز ده حلبة صراع: لازم واحد بس هو إللي ينتصر فيها. هؤلاء اقول لهم: انت لو داخل الجواز عشان تحدد موازين القوى فين و
عشان تحاول تثبت نفسك و تنتصر على شريكك, انا آسفة: لقد حكمت على جوازتك بإنها لازم تفشل و تنهار!
الشراكة الحقيقية في رائيي يجب ان تتسم بالمرونة و عدم الخوف من التغيير! مين قال إننا عشان مختلفين إذا لازم واحد فينا يغير التاني؟؟ هو أنا إزاي أصلا ينفع أغير شخص بتجربة حياة و تربية عمرها 25 سنة او اكثر؟؟ مستحيل!!! إذا لو انا عندي مرونة و تقبل للإختلاف مع إدراكي إن الإختلاف ده يثري الحياة و يثري التجارب و ينتج عنده تعدد في وجهات النظر يبقى أنا بالعكس:حاحب الإختلاف! للأسف إحنا النهاردة أصبحنا بنركز اكتر على مدى إختلافنا و حنحل المشكلة دي إزاي أكتر ما نركز على القبول والإحترام. لكن في الحقيقة الجواز بيكون أقوى و
عنده فرصة اكبر للنجاح لو أن الزوجين ركزا على مايعجبها و ما يجمعهما و ما يقدرانه في بعضهما البعض. ايوة الأزواج السعداء بيختلفوا و يتجادلوا و يتعاركوا حتى حول أسلوب تربية الأطفال لكن الفيصل عندهم هو إنهم مش بيسمحوا لا لخلافهم ده ولا لإختلافاتهم دي إنها تكون عقبة في نجاح حياتهم الزوجية.
الزوجين الأذكياء هم إللي بيعتبروا نفسهم منظومة واحدة مش بيسيبوا مجال للأنانية, بيعينوا و يشجعوا بعض وقت المحن, بيقدروا و يحبوا بعض و قت الرخاء, عندهم رؤية مشتركة و خطة واحدة و هدف واحد للمستقبل و نظرتهم البعيدة دي هي في
الحقيقة المحرك و الدينامو إللي بيساعدهم على الإستمرار معا و على التغلب على الخلاف والإختلاف.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف