الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات بقلم:شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2017-08-16
الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات

شوقية عروق منصور

" فرانكو فونتانا " زهرة في حقول صبار ، كخيط من الحرير المضيء  ينسل من ذاكرتي  " فرانكو فونتانا"  ذلك الشاب الذي وصل من إيطاليا الى بيروت عام 1969 وأطلق على نفسه أسم " جوزيف إبراهيم " ، جاء ليس كعارض أزياء أو كسائح يبحث عن الآثار أو عاشق للطبيعة  ، بل جاء لكي يلتحق بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وبالتحديد الجناح العسكري للجبهة وبقي في بيروت حتى عام 1982 ، فقد رجع الى إيطاليا بعد خروج الفدائيين من بيروت . وتوفي بهدوء عام 2015 .

" فيكتور اريغوني"  المراسل الصحفي الإيطالي الذي عاش في غزة ونشر كتاباً عن مآسي الحصار ، و الذي قام بإحياء حركة التضامن العالمية – وهي مجموعة تقوم بتأييد الفلسطينيين وتعمل على كسر الحصار عن غزة – كان جزاء عشقه لفلسطين اختطافه من قبل مجموعة سلفية واعدامه عام 2011 .

تتدلى الوجوه والسنوات حين نضغط على عنق الذاكرة ، فالذاكرة للفلسطيني هي دفاتر الوجع في زمن استثنائي كثرت فيه أمية الصمت وأمية الغرقى في بحور اللامبالاة والتآمر وأمية الأيدي المقطوعة التي لم تعد تلف سجائر الكبرياء وتمشط شوارب الكرامة  وتهز مهد " الاربي جي " بشمالها والمقاومة بيمينها .

بعيداً عن التاريخ والجغرافيا وعملية قلب القضية الفلسطينية المفتوح ، قريباً من شريان إيطاليا المتمثل بفرانكو وفيكتور وغيرهم من الوجوه الإيطالية التي أضاءت عتمة الإصرار على مساعدة الشعب الفلسطيني  ومشاركته في كفاحه لنيل دولته ، كان اسم رئيسة بلدية روما " فرجينا راجي " تتناقله وسائل الاعلام حيث أرادت هذه الرئيسة لبلدية المدينة التاريخية الهامة تخليد ذكرى ياسر عرفات من خلال تسمية حديقة عامة في الجادة الخامسة على اسمه، وعندما كان التساؤل لماذا ياسر عرفات ؟ أجابت رئيسة بلدية المدينة أن ياسر عرفات حاصل على جائزة نوبل للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، وحتى تهرب من الحاح الذين يحيطون بها وشكوكهم السامة ، أرادت أن تقوم بتوازن سياسي فقررت أن تخلد اسم حاخام روما " الياهو طواف " بإطلاق اسمه على أحد شوارع روما .

وكأن هزة أرضية أو زلزالاً قد وقع فوق مبنى البلدية وفوق رأس رئيستها التي أرادت توسيع مساحة التضامن مع الشعب الفلسطيني وتقريب مسافة الإحساس بوجوده .

 لكن  رئيسة الجالية اليهودية في روما أرسلت برقية احتجاج شديدة اللهجة ، كيف يوضع اسم الحاخام في نفس المستوى مع الإرهابي ياسر عرفات ؟ وطلبت الغاء القرار الجنوني ،  الذي اختصرته رئيسة الجالية اليهودية بقولها :

هل رئيسة بلدية روما تريد  تخليد الإرهابيين أم ضحاياهم ؟ وتحدثت عن تاريخ ياسر عرفات الإرهابي .

لقد حركت فكرة اطلاق اسم ياسر عرفات على حديقة في روما  الهواء العنصري  الفاسد ، وسدت المنافذ على اتفاق أوسلو والتنازلات التي قام الفلسطينيون ، عدا عن الاحتلال والحصار والأسرى والاستيطان ومصادرة الأراضي ، جميعها ذابت أمام ضوء القضية الفلسطينية الذي تجسد باسم ياسر عرفات ، فكان الغضب المرسوم بدقة الرفض والتنكر لزعيم لم يجد أمامه الا التوقيع على اتفاق أشبه بمنطاد سرعان ما صوب اتجاهه رصاص التنكر ليتمزق ويتناثر قطعاً .

وبعد رفض  وهستيريا صهيونية وصراخ واحتجاج قررت رئيسة بلدية روما مسح فكرة الحديقة ، ونسيان المبادرة وخبأت اسم ياسر عرفات في ملف والقت به في نفق تحت الأرض ،  لا تريد أن تخوض معارك وتمشي صوب الشر .

وفي منعطف حكاية الحديقة المرمية في عتمة روما ، كان الرفض القاطع وجنون المكابرة وتلمس التاريخ المحاط بالفوقية والكره والهروب الى الخلف ، فكيف ستحدق هذه الجالية وغيرها من الجاليات اليهودية في مستقبل الدولة الفلسطينية ؟ وكيف يفلح وجود الدولة الفلسطينية  في ظل وجوه ما زالت تنام على فراش الاستنكار وكرنفالات التشدق البائس وتتجول كأشباح في زوايا القرارات السياسية .

فكرة تسمية الحديقة في روما ليست قصة عابرة ومثل باقي الحكايات التي تبرز كالدمامل بين الحين والحين فوق الجلد الفلسطيني ، لكن الحديقة في روما أظهرت كم يعاني الشعب الفلسطيني وتاريخه من صبار الصحاري الذي يحاول الغاء وجوده .

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف