وأنا أتابع تطورات السيدة التي توفيت هي وجنينها بعد أن رفضت ثلاثة مستشفيات استقبالها و تقديم المساعدة الطبية لها و تركها تعود في كل مرة من حيث آتت لتلفظ أنفاسها الأخيرة من وضع حرج أضف له إرهاق قطع مسافات طويلة بين المستشفيات أضف له طبيعة المناخي لمنطقة . أضف له ، وهذا هو المهم، قسوة القلوب التي لا تشبه بياض مئزر حامليها ...
في نفس الوقت مر علي خبرا اخر من بلد عربي اخر ، نفس القصة . سيدة وجنينها توفيا بعد رفض مستشفى استقبالها .وهنا تأكدت أن المصاب جلل و المصيبة عامة والمواطن العربي ، المسكين ، أصبح عبارة عن نكرة على يسار الأصفار. وقد تكون بعض الكائنات الغير البشرية أحسن منه حالا قد تلقى رعاية الطبية احتراما لأوجاعها و لا تُترك تموت بها...
وهنا تذكرت قصة رواها لي والدي في وقت مضى، عن والدتي ، رحمها الله ، يوم جاءها المخاض وتعقدت حالتها وكان لابد من مساعدة طبية ...
لم تكون في المنطقة التي كنا نقطن فيها سوى قابلة واحدة يهودية. قلت يهودية ، وكان وقت حظر التجوال المفروض من قوات الاحتلال الأجنبي ويُطلق النار على أي شيء متحرك. زحف والدي ، كما رواها لي ، على بطنه ومن زاوية إلى أخرى حتى وصوله إلى بيت تلك القابلة اليهودية...
بعد أن علمت سبب مجيئه حملت على الفور حقيبتها وهمت بالخروج مع والدي ، وإذ بزوجها يصيح في وجهها ، قائلا : "أأنت مجنونة ، أتذهبين برجليك إلى الموت"...
ألتفت تلك القابلة لزوجها ، قائلة ، هناك شخص في خطر وحياتي ليست أغلى من حياته...". وخرجت مع والدي بدون أن تترك له فرصة التعليق...
وبالفعل ، أنقذت تلك القابلة والدتي و ساعدتها على وضع مولدها بدون أي مضاعفات وعادت لبيتها بدون أن يصيبها مكروه...
قلت يهودية ، لمرة الثالثة ، لكي نعود إلى عنوان الموضوع ،على أن الإنسانية لا دين ولا مذهب و لا لون لها ، هي صفات نبيلة تنغرس في أعماق الإنسان . تماما ، كالصفات الشريرة عوامل خبيثة منغرسة في نفوس بعض الناس بغض النظر عن دينهم أو عقيدتهم...
وأمامنا مثال حي ، سيدة لا تملك سوى حقيبة فيها بعض الأدوات الولادة البسيطة تُخاطر بحياتها للإنقاذ شخص اخر لا هو من دينها و لا من ملتها...
يقابله مثال اخر ، مستشفيات بطاقمها وتجهيزاتها كفيلة لإجراء عمليات أكبر بكثير من عملية ولادة بسيطة ، تستطيع عجوز لا تعرف معنى الطب القيام بها ، ترفض ( المستشفيات) استقبال و مساعدة امرأة وتتركها لمصيرها المحتوم...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
16.08.2017
في نفس الوقت مر علي خبرا اخر من بلد عربي اخر ، نفس القصة . سيدة وجنينها توفيا بعد رفض مستشفى استقبالها .وهنا تأكدت أن المصاب جلل و المصيبة عامة والمواطن العربي ، المسكين ، أصبح عبارة عن نكرة على يسار الأصفار. وقد تكون بعض الكائنات الغير البشرية أحسن منه حالا قد تلقى رعاية الطبية احتراما لأوجاعها و لا تُترك تموت بها...
وهنا تذكرت قصة رواها لي والدي في وقت مضى، عن والدتي ، رحمها الله ، يوم جاءها المخاض وتعقدت حالتها وكان لابد من مساعدة طبية ...
لم تكون في المنطقة التي كنا نقطن فيها سوى قابلة واحدة يهودية. قلت يهودية ، وكان وقت حظر التجوال المفروض من قوات الاحتلال الأجنبي ويُطلق النار على أي شيء متحرك. زحف والدي ، كما رواها لي ، على بطنه ومن زاوية إلى أخرى حتى وصوله إلى بيت تلك القابلة اليهودية...
بعد أن علمت سبب مجيئه حملت على الفور حقيبتها وهمت بالخروج مع والدي ، وإذ بزوجها يصيح في وجهها ، قائلا : "أأنت مجنونة ، أتذهبين برجليك إلى الموت"...
ألتفت تلك القابلة لزوجها ، قائلة ، هناك شخص في خطر وحياتي ليست أغلى من حياته...". وخرجت مع والدي بدون أن تترك له فرصة التعليق...
وبالفعل ، أنقذت تلك القابلة والدتي و ساعدتها على وضع مولدها بدون أي مضاعفات وعادت لبيتها بدون أن يصيبها مكروه...
قلت يهودية ، لمرة الثالثة ، لكي نعود إلى عنوان الموضوع ،على أن الإنسانية لا دين ولا مذهب و لا لون لها ، هي صفات نبيلة تنغرس في أعماق الإنسان . تماما ، كالصفات الشريرة عوامل خبيثة منغرسة في نفوس بعض الناس بغض النظر عن دينهم أو عقيدتهم...
وأمامنا مثال حي ، سيدة لا تملك سوى حقيبة فيها بعض الأدوات الولادة البسيطة تُخاطر بحياتها للإنقاذ شخص اخر لا هو من دينها و لا من ملتها...
يقابله مثال اخر ، مستشفيات بطاقمها وتجهيزاتها كفيلة لإجراء عمليات أكبر بكثير من عملية ولادة بسيطة ، تستطيع عجوز لا تعرف معنى الطب القيام بها ، ترفض ( المستشفيات) استقبال و مساعدة امرأة وتتركها لمصيرها المحتوم...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
16.08.2017