الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة الثالثة والعشرون من كتاب ذاكرة الترف النرجسي بقلم: د.حنان عواد

تاريخ النشر : 2017-08-16
الحلقة الثالثة والعشرون من كتاب ذاكرة الترف النرجسي بقلم: د.حنان عواد
متابعة البرنامج السياسي والثقافي.

تابعت اللقاءات والاجتماعات الفتحاوية،واجتماعات مع القوى الأخرى أيضا،وانتشر صوتي في المواقع،وخلال وجودي في احتفالات الانتفاضة،انضم الينا ألأخ أبو الأديب والأخ شهاب محمد.

وقد وجه نادي الرمس في رأس الخيمة، دعوة خاصة لي للحديث عن الانتفاضة،وكذلك دعوة شرف الى الأخ أبو الأديب.غادرنا سويا الى هناك،ولما دخلنا القاعة،وجدنا بها ما يقرب الستمائة رجلا،معظمهم من الشيوخ والمتدينين.رحبوا بنا،وطلب أحدهم مني أن أضع الغطاء على رأسي،كنت ألف عنقي آنذاك بالكوفية التي لم تفارقني،وأعلمتهم أنه يصعب علي انتحاء الكوفية، لأنها أجمل ملامحي،وصممت أن أحدثهم وأنا أمتشق الكوفية،فوافقوا.

كنت السيدة الوحيدة بين كل هؤلاء الرجال.

خصصت المقاعد الأولى لممثلي حركة فتح وضيوف الشرف.جلسنا،و ابتدأ البرنامج الرسمي بقراءة القرآن الكريم،ثم قدم عريف الحفل الضيوف،ونادى على المتحدثين،الأخ أبو الأديب،وأنا والأخ شهاب محمد.وقف الأخ شهاب محمد وقدمني بما يليق بي،ثم قدمني الأخ أبو الأديب

بقصيدة شعرية مميزة،جاء فيها:

"تشدو" حنان" فيستفيق لصوتها       أيك غفا قد عانق الأغصانا

صورا من الوطن الحبيب تراقصت    أطيافها وتناسقت الحانا

فتذكروا حطين يوم تراكضت         خيل حملن فوارسا شجعانا

وتذكروا عكا وقد عزت على       جيش توعدها الردى الوانا

وتذكروا القسام تحت عمامة        وبقلة قد واجه الطغيانا

تشدو"حنان"من البلاد قصائدا       صورا تفيض عواطفا وحنانا...

اشتد التصفيق،ثم صعدت الى المنصة بكل كبرياء الفلسطينية،نظرت الى الحضور وأبعادهم الفكرية والثقافية، ابتدأت باسم الله والصلاة على رسوله،ثم أخذت أتحدث عن الاحتلال وصمود الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة،ودور منظمة التحرير الفلسطينية،الممثل الشرعي والوحيد في اضاءة الوعي الفلسطيني. مستشهدة بما يناسب الشرح بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وقصص التاريخ .كان يستوقفني التصفيق كل عدة دقائق مع التكيبر.قدمت محاضرة استغرقت حوالي الساعة،وبانتهاء المحاضرة، طلبت من رئيس الجلسة أن يفتح باب النقاش الحر،وخاطبت الجمهور المتحمس قائلة:"ان الباب مفتوح لأي سؤال كان، دون تحفظ".

بدأ وابل الأسئلة،والتي رأى رئيس الجلسة، أن تكون مكتوبة.وقد لاحظت بأن رئيس الجلسة يضع العديد من الأسئلة تحت الملف،وما يراه مناسبا من الأسئلة يضعه فوق الملف،ولما انتهى من جمع الأسئلة،رفعت الملف،وبدأت بالأسئلة التي حاول اخفاءها،احترازا من تسبب أي ازعاج.

أخذت أفتح الأوراق وأقرؤها،لأرى جميع الأسئلة تشكيكية بدور منظمة التحرير،ومحاولة نسب الانتفاضة الى قوى أخرى،ليس لها صلة بمنظمة التحرير.

جمعت في ذهني ولساني بلاغة البلاغة،وبدأت أجيب على الأسئلة بتفاصيلها،وكان مقررا أن تكون مدة الحوار نصف ساعة فقط،وامتدت الأسئلة والاستفسارات لتنتهي في الثانية عشر،منتصف الليل..

وفي نهاية الأسئلة، ورد هذا  التعليق والسؤال:" ان الانتفاضة المباركة ليست من صنع منظمة التحرير،والدليل على ذلك،أن المنتفضين-حسب رأيه-لم يرفعوا صور ابي عمار..

صمت قليلا،وطاف ذهني في عمق مدينة القدس والانتفاضة المباركة،وصورة الشعب الفلسطيني وهو يطوف اركان مدينة القدس بالكوفية الوطنية وصورة زعيم فلسطين التي أشرق بها وجه مدينتي،لأجيب بكل اعتزاز وصلابة :"ان الصور الحقيقية لا ترفع على الورق فقط،، وانما تنقش في القلوب،وتطوف في أمواج خاصة تستلهما الروح ،تحافظ عليها وتعيش بها،وأبو عمار يعيش في روح وقلب شعبه،قامة ارتقاء وموقف يعبر الى شرايين المناضلين في ايقاع خطى فعل المقاومة ."

.اشتد التصفيق والتكبير،واستمر، ووقف جميع الحضور اجلالا،وقدموا الشكر الجزيل لمنظمة التحرير لقبولها الدعوة،وظل الهتاف مستمرأ.

أصر المنظمون على دعوتنا للعشاء في فندق الانتركونتيننتال في دبي،قبلنا الدعوة،وكانت أمسية مميزة جدا.

ثم جاء وفد صحفي من جريدة الخليج يترأسه الأخ غسان طهبوب زميلي سابقا،سجل تفاصيل الندوة بهدوء وذهب.                         

وفي اليوم التالي،توجهت الى قطر.استقبلني السفير الشيخ ياسين والأخ سليم القزق والاعلامي زعل أبو رقطي.وقد تم ترتيب برنامج مميز وكثيف،مع الصحف المحلية،الأجنبية والعربية،كما سجلت برنامجا اذاعيا هاما يستعرض أدب المقاومة واطلالاتي الشعرية،قدمه الاعلامي السوري المعروف حسان عطوان.كانت ثقافته عالية،وأسئلته هامة تستحضر روح وضمير الشاعر،وقد أعد البرنامج بوقت قصير واخراج مميز مع موسيقى هادئة ومميزة، أضفت الى روح القصيدةأحاسيس مفعمة بالانتماء. وقد بث البرنامج في صباح اليوم التالي، وأعيد بثه مرارا.وسمعه عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية،وتلقيت عددا كبيرا من الاتصالات.

وجاء في ختام التقديم:"هكذا يرتحل الطائر ليعود ثانية الى عشه،

هكذا ترتحل الكلمات وتسافر

لتتضمخ بعبير الأرض

لتعود أكثر قوة وجذرية والتصاقا بالحياة،

يرتحلون،لكنهم يعودون أكثر مضاء،

وأكثر عزيمة الى أن يطلع النهار..

هكذا كنا مع الشاعرة الفلسطينية في الأرض الفلسطينية حنان عواد،

والتي مكثت بيننا لأيام عديدة،

أهلا بهذا الصوت العائد..

وحينما نلتقي مع انسان مبدع،بصفاء الروح،وأناقة الفكر والوجدان،تشعر أن للكلمات قيمتها والقها وهي توضع في ميزان الفن،بلغة الابداع الذي يشكل عشقا خالدا للأرض والانسان.

وفي الساعة الثامنة صباحا،دق جرس الهاتف،واذا هو الدكتور خالد البياري،شقيق زوج شقيقتي،وكنا على وشك الخطوبة سابقا،قال لي:"أريد أن أراك قبل أن يزدحم برنامجك الثقافي".جاءني بسرعة البرق،وأخذني بالسيارة الى مطعم هاديء، لتناول طعام الافطار،وهناك قدم لي هدية ثمينة،وتحادثنا وتعاتبنا،ثم أعادني ثانية الى الفندق.شرد ذهني في روعة العلاقات الانسانية التي لا تمحوها الأيام.كانت تعيش خالتي في قطر أيضا،زرتها،وشاركتني العديد من النشاطات والفعاليات.

التقتني الصحف القطرية جميعها،الشاعر حسن توفيق من صحيفة الراية القطرية،الكاتب الصحفي بدر الدين أدهم من صحيفة الشرق،والصحفي السوداني فراج الشيخ الفزاري،ليلى محمد من أخبار اليوم،وعدد كبير من  الاعلاميين ،في اطلالة على ابداعات الحجر،الحالة الفلسطينية الخاصة والمتميزة على خارطة الثقافة المقاومة .

وقد كتب الشاعر المصري المعروف حسن توفيق تعريفا بي قائلا:"تغمرني الفرحة حينما ألتقي بكاتب عربي لم أكن التقيت به من قبل،ولكن مدى الفرحة يزداد رحابة واتساعا حينما يكون اللقاء مع كاتب قادم من الأرض العربية الفلسطينية، التي يجثم فوقها كابوس الاستعمار العنصري الصهيوني.وهذا ما أحسست به عندما التقيت بالكاتبة والشاعرة الفلسطينية حنان عواد،خاصة وأنها قادمة من القدس،هنالك أسئلة كثيرة ستجيب عليها في لقائنا معها".

كما كتب الكاتب الفلسطيني خليل قنديل في صحيفة الوحدة:"؛حنان عواد كاتبة ملتزمة قادمة من الأرض المحتلة،تعيش يقظة ثورية حقيقة،تحمل فلسطين دائما في صوتها وحركتها وهي تريك اياها في كل كلمة تقولها".

ربطتني بالكتاب صداقة مميزة،كنا نلتقي بعد الانتهاء من العمل في جلسات أخوية،يدور الحديث في شجون،ويدور في آفاق الفكر والثورة وذاكرة التاريخ.

أطلق الكتاب علي لقب"سفيرة الانتفاضة"و"عاشقة الوطن".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف