(( أنتم حماس ... ))
للأستاذ الشاعر : شريف قاسم
للأستاذ الشاعر : شريف قاسم
أنتم حملتُم هدى الإسلامِ فاتّكلوا | على الإلهِ ، ولم يعرفْكُمُ الكللُ |
ومَنْ رأى نصرةَ الإسلامِ واجبةً | فأُمُّه لم يغادرْ دارَها الثَّكلُ |
أنتم كتائبُ دينِ اللهِ في زمنٍ | ببهرجِ الشَّرِّ والطغيانِ يشتعلُ |
هذي صدورُكُمُ كلمى ، وعاصفةُ | بالحقدِ تلفحُها ماضرَّها الأسلُ !! |
خابتْ ظنونُ أعاديكم ، وما علموا | بأنَّ غزَّتَكم باللهِ تتَّصلُ |
ليستْ تموتُ قلوبٌ عزَّ منهجُها | بالبيِّناتِ ، وأهلوها هُمُ الأُملُ |
وبينَ أحنائِهم نورٌيواكبُهم | إلى الفلاحِ ، وفيه تنجلي المُثُلُ |
رأيتُ فيكم أماني أمَّةٍ عَجَزَتْ | عن القيامِ وأوهتْ عزمَها العللُ |
تمدُّ حبلَ نجاةٍ نحوَ مركبِكم | فليس في أهلِه وهْنٌ ولا فَلَلُ |
وأنتم اليومَ عنوانٌ لقدرتِها | وأنتمُ السهمُ إذ في السَّاحِ تنتضلُ |
وأنتمُ الفكرُ في أجلى تصوُّرِهِ | لرفعةٍ في سناها النصرُ يكتملُ |
فياشبابَ حماسٍ ، يارؤى غدِنا | يامَنْ على خطوِكم تٌستحسنُ النُّقلُ |
ثوروا فما خيَّبَ الدَّيَّانُ مَنْ صدقوا | ولا أُهينوا ولا خانوا ولا خُذلُوا |
تسلَّحوا بالتُّقى فاللهُ ناصرُكم | ولن يخيبَ فتىً للهِ ينفعلُ |
وامضوا لصدرِ العلى تلقوا به أثرًا | من خطوِ أجدادِكم ، أو بعضِ ماعملوا |
ثقوا بربِّكُمُ الرحمنِ مابرحتْ | حماسكم منه وازدانت بها الحللُ |
وارعوا به القدسَ حقا لانكوص ولا | هذا الضياعُ بعصرٍ كلُّه خطلُ |
*** | *** |
هذي حماسُ وهذا دربُها لهبٌ | وعنه ينأى الونى والخوفُ والمللُ |
أعزَّها اللهُ في الساح التي سُكبتْ | بها الدماءُ وثار الثأرُ والنَّفلُ |
من شذوِ أسحارِ أبناءٍ لها عبقت | من دمعِ خشيتهم فاضت به المقلُ |
وما حماسُ سوى وجهٍ لأمتنا | ينيرُ جبهتَها الإيمانُ والعملُ |
فلو تأملتَ إذ يتلون مصحفَهم | خلْتَ الأُلى بكتابِ اللهِ قد شُغلوا |
وإن هُمُ ذكروا حُلوَ الحديثِ دنا ... | ... المحدِّثُ النَّوويُّ العالمُ البطلُ |
قد بارك اللهُ فيهم حيُُ أكرمهم | فللخيانةِ والإجرامِ لم يصلوا |
وأودعَ اللهُ فيهم نورَ دعوتِه | ومن منابعِ هذا النورِ قد نهلوا |
وعِزَّةٌ في محيَّاهم تلألؤُها | ينفي الخنوعَ لمَن هانوا ومَنْ قفلوا |
ياإخوةَ الدربِ والرحمنُ يكلؤُكم | وجنَّةُ الخلدِ أعلاها لمَنْ قُتلوا |
أنتم جميعا ولا استثناء يرجعكم | عن أفق دربِ الهدى إذ أنتمُ الأملُ |
تقاتلون طغاةَ الأرضِ في شممٍ | والآخرون بثوبِ العارِ قد حجلوا !! |
فأنتمُ الخيرةُ استهوتْ قوادمُكم | ريحَ الجِنانِ ، وأهلُ المكرِ قد غفلوا |
وكلُّنا معكم والعهدُ يجمعنا | وكلُّنا لإلهِ العرشِ نبتهلُ |
أن يكلأَ اللهُ مسعاكم وينصرَكم | على جميعِ الأعادي أينما نزلوا |