هل تفتح بوابة السماء أبواب جهنم علي المنطقة ؟
بقلم:ا.د.كامل خالد الشامي
باحث وكاتب مستقل
يعاني االاسرائيليون من شدة الإفراط في القوة , فالحل مع الفلسطينيين هو إطلاق النار عليهم,بصرف النظر عن النتائج, وما يحدث في الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى هو عملية تراكمية ناتجة عن معاملة وحشية وقمعية لا هوادة فيها واستيطان شرس يلتهم الأرض مثل تمساح جائع.
ومع ازدياد الاحتجاجات علي إغلاق المسجد الأقصى ووضع البوابات الالكترونية لغرض تأكيد السيادة علي الأماكن المقدسة الإسلامية وفي وقت لاحق أيضا علي المقدسات المسيحية, تقوم إسرائيل بزج آلاف الجنود الي منطقة القدس التي لا تزيد مساحتها عن بضعة كيلومترات مربعة بهدف تركيع المتظاهرين وبسط السيادة الفعلية علي المسجد الأقصى الذي يرغب المتدينون اليهود بهدمه وإقامة الهيكل المزعوم عليه.
ولا تكترث إسرائيل عمليا بالرأي العام العالمي الذي انتفض اليوم في بعض الدول علي خجل رافضا هذه الإجراءات, التي تقيد حرية العبادة, وتحد من حركة السكان تجاه المسجد الأقصى, لكنها في المقابل تبيح للمتدينين اليهود التحرك بحرية في الأماكن الإسلامية لإزعاج وتهديد المصلين, ومحاولة الاستيلاء علي المسجد الأقصى.
ولا تظهر السلطة الفلسطينية أي رد فعل علي ما يحدث حاليا وكأنه شيء يخص القدس وحدها, وكذلك يظهر القادة الفلسطينيون, وكأنهم في حالة ترقب وانتظار, لما سيحدث, فان تم قمع الاحتجاجات والمظاهرات, فهذه قصة قد ذهبت الي حالها,وان انتصرت الاحتجاجات فسيظهر عندها القادة لجني الانتصار, وهذه أمور مألوفة لدي الناس من تجارب سابقة.
وكذلك هو الحال مع الفصائل الفلسطينية التي لم تدلي بدلوها لما يحدث, والخشية كل الخشية أن تقوم إسرائيل في حال أطلقت أي صواريخ من غزة عليها, بتحويل الأنظار عما يجري في القدس, وشن حرب علي غزة, تؤدي الي تدمير ما تبقي من منشآت قليلة جراء تدميرها في 3 حروب سابقة, وإرغام الناس علي ترك قطاع غزة.
إن التغول الإسرائيلي هو نتاج للانقسام الفلسطيني, فالمشروع الوطني الذي كنا نسمع عنه , أصبح الآن مقسما بين فتح وحماس وتيار دحلان , ولكل جهة من هذه الجهات الثلاثة وجهة نظر خاصة بها, وكل المرافق التشريعية معطلة والحكومة التوافقية لا تعمل في غزة, وغزة تقع تحت حصار شديد,ولم يعد العالم مهتما بالقضية الفلسطينية, فهي ليست قضية العالم الأولي, كما أن الانقسام أصبح عائقا حقيقيا أمام التضامن العربي والدولي.
وربما يكون هناك عنصرا جديدا يؤثر بشكل واضح علي القضية الفلسطينية, وهو دخول المنطقة والمحيط الإقليمي في تحالفات جديدة هدفها محاربة الإرهاب, والفلسطينيون في نظر الولايات المتحدة الأمريكية إرهابيون سواء كان ذلك معلنا عنه أم لا, وبالتالي تنظر الدول الحليفة لأمريكا إلينا نفس النظرة الأمريكية إلينا, وهذا ما يصعب ويشدد الحصار علي غزة بالدرجة الأولي وما يشجع إسرائيل علي استباحة الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت مسمي محاربة الإرهاب, ولا أحد يعرف الي أين ستتجه الإحداث الدامية التي يسقط فيها الشهيد تلو الآخر حاليا؟ هل ستتوسع رقعة الاحتجاجات لتشمل الضفة الغربية؟ وهل ستتحرك المقاومة في غزة لنصرة القدس , وهل سيتحرك العالم العربي والإسلامي ليقول كلمته؟ وهل ستتراجع إسرائيل وتبقي وضع الأماكن المقدسة كما هو ؟ هناك أسئلة كثيرة ربما ستكون الإجابة عليها في الأيام القادمة أكثر وضوحا !
[email protected]
بقلم:ا.د.كامل خالد الشامي
باحث وكاتب مستقل
يعاني االاسرائيليون من شدة الإفراط في القوة , فالحل مع الفلسطينيين هو إطلاق النار عليهم,بصرف النظر عن النتائج, وما يحدث في الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى هو عملية تراكمية ناتجة عن معاملة وحشية وقمعية لا هوادة فيها واستيطان شرس يلتهم الأرض مثل تمساح جائع.
ومع ازدياد الاحتجاجات علي إغلاق المسجد الأقصى ووضع البوابات الالكترونية لغرض تأكيد السيادة علي الأماكن المقدسة الإسلامية وفي وقت لاحق أيضا علي المقدسات المسيحية, تقوم إسرائيل بزج آلاف الجنود الي منطقة القدس التي لا تزيد مساحتها عن بضعة كيلومترات مربعة بهدف تركيع المتظاهرين وبسط السيادة الفعلية علي المسجد الأقصى الذي يرغب المتدينون اليهود بهدمه وإقامة الهيكل المزعوم عليه.
ولا تكترث إسرائيل عمليا بالرأي العام العالمي الذي انتفض اليوم في بعض الدول علي خجل رافضا هذه الإجراءات, التي تقيد حرية العبادة, وتحد من حركة السكان تجاه المسجد الأقصى, لكنها في المقابل تبيح للمتدينين اليهود التحرك بحرية في الأماكن الإسلامية لإزعاج وتهديد المصلين, ومحاولة الاستيلاء علي المسجد الأقصى.
ولا تظهر السلطة الفلسطينية أي رد فعل علي ما يحدث حاليا وكأنه شيء يخص القدس وحدها, وكذلك يظهر القادة الفلسطينيون, وكأنهم في حالة ترقب وانتظار, لما سيحدث, فان تم قمع الاحتجاجات والمظاهرات, فهذه قصة قد ذهبت الي حالها,وان انتصرت الاحتجاجات فسيظهر عندها القادة لجني الانتصار, وهذه أمور مألوفة لدي الناس من تجارب سابقة.
وكذلك هو الحال مع الفصائل الفلسطينية التي لم تدلي بدلوها لما يحدث, والخشية كل الخشية أن تقوم إسرائيل في حال أطلقت أي صواريخ من غزة عليها, بتحويل الأنظار عما يجري في القدس, وشن حرب علي غزة, تؤدي الي تدمير ما تبقي من منشآت قليلة جراء تدميرها في 3 حروب سابقة, وإرغام الناس علي ترك قطاع غزة.
إن التغول الإسرائيلي هو نتاج للانقسام الفلسطيني, فالمشروع الوطني الذي كنا نسمع عنه , أصبح الآن مقسما بين فتح وحماس وتيار دحلان , ولكل جهة من هذه الجهات الثلاثة وجهة نظر خاصة بها, وكل المرافق التشريعية معطلة والحكومة التوافقية لا تعمل في غزة, وغزة تقع تحت حصار شديد,ولم يعد العالم مهتما بالقضية الفلسطينية, فهي ليست قضية العالم الأولي, كما أن الانقسام أصبح عائقا حقيقيا أمام التضامن العربي والدولي.
وربما يكون هناك عنصرا جديدا يؤثر بشكل واضح علي القضية الفلسطينية, وهو دخول المنطقة والمحيط الإقليمي في تحالفات جديدة هدفها محاربة الإرهاب, والفلسطينيون في نظر الولايات المتحدة الأمريكية إرهابيون سواء كان ذلك معلنا عنه أم لا, وبالتالي تنظر الدول الحليفة لأمريكا إلينا نفس النظرة الأمريكية إلينا, وهذا ما يصعب ويشدد الحصار علي غزة بالدرجة الأولي وما يشجع إسرائيل علي استباحة الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت مسمي محاربة الإرهاب, ولا أحد يعرف الي أين ستتجه الإحداث الدامية التي يسقط فيها الشهيد تلو الآخر حاليا؟ هل ستتوسع رقعة الاحتجاجات لتشمل الضفة الغربية؟ وهل ستتحرك المقاومة في غزة لنصرة القدس , وهل سيتحرك العالم العربي والإسلامي ليقول كلمته؟ وهل ستتراجع إسرائيل وتبقي وضع الأماكن المقدسة كما هو ؟ هناك أسئلة كثيرة ربما ستكون الإجابة عليها في الأيام القادمة أكثر وضوحا !
[email protected]