الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أين الحقيقة؟ بقلم:ب. فاروق مواسي

تاريخ النشر : 2017-07-22
أين الحقيقة؟ بقلم:ب. فاروق مواسي
أين الحقيقة؟

ب. فاروق مواسي

....

نستمع أحيانًا إلى تصريحات سياسية تدين الضحية، ولا أنسى في ذلك تصريحًا لغولدا مئير (رئيسة حكومة إسرائيلية سابقة)، وهي تندب بجدّية متناهية وحزينة، لأن الفلسطينيين يلزمون "جيش الطهارة والنقاء" أن يقتل أطفالاً فلسطينيين، فيا حرام!

..
ذكرني هذا الموقف -وكم يتكرر بصورة أو بأخرى- بقصة الصياد والعصافير:

"كان صياد يصطاد العصافير في يوم ريح، فجعلت الرياح تدخل في عينيه الغبار، فتقطران بعض الدموع. وكان كلما صاد عصفورًا كسر جناحه، وألقاه في ناموسه.
 فقال عصفور لصاحبه: مَا أرقَّه علينا! ألا ترى إلى دموع عينيه، وكيف يبدو حزينًا!
 فقال له الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى عمل يديه"!
(ابن حبّان: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص 67)
..

كنت قرأت هذه الحكاية في حكايات إيسوب اليوناني، وفوجئت أن مجنون ليلى قد أوردها وهو يشكو لواعجه لليلى:

وكنتُ كذبّاح العصافير دائبًا *** وعيناه من وجدٍ عليهن تَهْمُل

فلا تنظري ليلى إلى العين وانظري *** إلى الكفّ ماذا بالعصافير تفعلُ
...

من الطريف أن المجنون أورد في القصيدة نفسها قصة الذئب الذي حاسب الجدي لأنه شتمه قبل سنة (قبل أن يولد)، وهي من حكايات لافونتين.
يقول المجنون:

وكنتُ كذئب السَّوء إذ قال مرة *** لبَهْمٍ رعتْ والذئب غرثانُ مُرْملُ

ألستِ التي من غير شيءٍ شتمتني *** فقالت: متى؟ قال: ذا عامُ أوّلُ

...

فهذا الذي يقوم بالشر كثيرًا ما يتجمّل، وما أحرانا بألا تُحجب عيوننا عن رؤية الحقيقة التي أمامنا، فالمظهر حتى في الزي والشكل لا يعني شيئًا.

الحكم هو على الجوهر لا على المظهر، فالمسوح لا تصنع الراهب،  واللحية لا تجعل من صاحبها شيخًا، والذئب ذئب ولو في ثوب حمل، أو في ثياب الجدة في قصة "ليلى والذئب".

صحيح أن لنا الظاهر، ولكن لا تحكم حكمًا جازمًا بناء عليه، وصدق من قال:
" ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخْل"!
وقصة هذا المثل أوردها الميداني في (مجمع الأمثال- رقم 685)، والدخل= العيب الباطن.
 يضرب لذي المنظر لا خير عنده.
 قال المفضل الضَّبّي: أول من قال ذلك عَثمة بنت مطرود البجيلية، وكانت ذات عقل ورأي مستمَع في قومها.

خطب أحد بني الأزْد فتاة، وقد حضر مع إخوته ليطلبوا يدها.
 فقالت أختها عثمة: "ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل.
اسمعي مني كلمة أن شر الغريبة يعلن، وخيرها يدفن. أنكحي في قومك، ولا تغررك الأجسام". فلم تقبل منها، وبعثت إلى أبيها، وقالت: أنكحني مدرِكًا.
 فلم تلبث عنده إلا قليلاً حتى صبحهم فوارس من بني مالك بن كنانة، فاقتتلوا ساعة، ثم أن زوجها وأخوته وبني عامر انكشفوا، فسبَوها فيمن سبَوا، فبينا هي تسير بكت. فقالوا ما يبكيك؟ أعلى فراق زوجك. قالت: قبحه الله. قالوا: لقد كان جميلاً. قالت: قبح الله جمالاً لا نفع معه.
إنما أبكي على عصياني أختي وقولها: "ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل". ... (للقصة تتمة).

...

وأخيرًا وفي هذا السياق، ثمة بيت من الشعر لم أنجح في التوصل لمعرفة صاحبه، مع أنه مشهور:

لا تحسبوا أنْ رَقَصْنا بينكم طربًا ***  فالطير يرقص مذبوحًا من الالم

وهو تشبيه ضمني جميل، فلا يغرنكم الشكل والمظهر، فالطير لا يرقص حقيقة، وإنما هي رقصة الذبح الذي أصابه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف