الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القدس وباب الأسود .. والانتفاضة القادمة بقلم أ. علاء محمد منصور

تاريخ النشر : 2017-07-21
القدس وباب الأسود .. والانتفاضة القادمة  بقلم أ. علاء محمد منصور
القدس وباب الأسود .. والانتفاضة القادمة

بقلم / أ. علاء محمد منصور

لن تُطوي سجلات المجد و البطولة لأهل القدس, ولن يسجل التاريخ الا الشموخ لأهل فلسطين في صد الغازي والمعتدي حتى مع تراجع الواقع الفلسطيني والعربي وتقهقره, ووصوله لمستوى التردي والهوان, حيث أصبحنا على عتبة اندلاع انتفاضة جديدة تنطلق من أحد أبواب المسجد الأقصى, ألا وهو باب الأسباط والمُكنى بباب الأسود ليدق أبواب الأمة العربية والاسلامية من مشرقها لمغربها, ومع تصدع وتهالك أبواب الأشقاء العرب والمسلمين, تتجلى كلمات الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي "من  في القدس الا أنت", أنت  أيها الفلسطيني الأبي المقاوم المشتعل تضحيةً لمقدساتك الدينية وهويتك الوطنية , فقضية القدس من القضايا الصعبة التي طالما تم تأجيل التفاوض حولها بين إسرائيل والفلسطينيين الى نهاية العملية التفاوضية, خوفاً من تفجُر المفاوضات قبل أن تبدأ, فالقدس ليست قضية إسرائيلية – فلسطينية أو حتى قضية عربية – إسرائيلية, وإنما هي قضية تشمل عواطف ومصالح واهتمام كافة المؤمنين في العالم كله, وفي القلب منه الشعب العربي الفلسطيني, لكون القدس تختلف عن بقية المناطق والمدن من حيث مكانتها الاستراتيجية والرمزية للفلسطينيين, فهي تقع على تقاطع الطريق الذي يربط شمال الضفة بجنوبها, وتعتبر ممراً وحيداً يصل الغرب بالشرق في محاذاة البحر الميت فهي تقسم الضفة الغربية الى قسمين, مما جعلها تشكل قلب المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة, وفي حين تواصل إسرائيل تأكيدها على أن القدس جزء لا يتجزأ من الدولة اليهودية وأنها عاصمتها الأبدية, وواصلت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة  الليل بالنهار لتهويد المدينة وفرض حقائق جديدة على الأرض لا سيما في الحرم القدسي الشريف وباحاته, وفي عهد حكومة الائتلاف اليميني المتطرف الحالية بزعامة نتنياهو تضاعفت خطوات طمس الطابع العربي للمدينة من تغيير لأسماء الشوارع  والأحياء وتكثيف الاستيطان في قلب المدينة لأجل تهويدها, ومحاولات حثيثة ومستمرة لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيس باحاته عبر زيارات منظمة للجماعات الدينية اليهودية المتطرفة تحت حماية بنادق الشرطة الاسرائيلية, متجاهلين ما تمثله القدس للعرب والمسلمين كقضية دينية مركزية هامة, فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, وهذا يعني وجود علاقة قوية تربط القدس بما يزيد عن مليار ونصف من المسلمين في العالم, بل أن الدين الاسلامي حث المسلمين على حمايتها والحفاظ عليها, ومع تهاوي وتشرذم الأمة العربية والاسلامية وما تعانيه من حروب واقتتال وفتن داخلية, ينبري رجال القدس بل رجال الأمة مرابطين على باب الأسود مدافعين عن المعتقد الديني والوطني بصدورهم ورؤوسهم الشماخة التي لم تركع سوى للواحد القهار, فزيارة  رئيس وزراء اسرائيل السابق(شارون) بتاريخ 28/9/2000م أدت لاندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية في وجه المحتل الصهيوني لما يربو عن خمس سنوات متتالية, ذاق فيها المحتل الغاصب مرارة احتلاله ودفع فاتورة باهظة جراء غطرسته وتدنيسه لأولى القبلتين, ولافتقاد انتفاضة الأقصى قيادة وطنية حكيمة, وتناحر فصائل العمل الوطني الفلسطيني وعوامل أخرى عديدة, أدت لعدم وصول الانتفاضة لمبتغاها بالحرية والاستقلال. ومع حالة الاحتقان السياسي الناتجة عن توقف العملية  السياسية ونتائجها المُخيبة لآمال وتطلعات الفلسطينيين, وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية, وأوضاع بؤس وشقاء ومعاناة وحصار لقطاع غزة, بات من الطبيعي تبلور حالة فلسطينية رافضة للواقع السياسي والاقتصادي, ستجد تعبيراتها, بل ستتجسد بانتفاضة أو هبة شعبية موعودة ما تلبث لتخبو بعد حين, وتُجهض مرة أخرى, لافتقارها لقيادة وطنية موحدة تواكب التطورات وتستثمر التضحيات, فالحالة الفلسطينية بانتفاضتها السابقة وبهباتها الشعبية المختلفة, أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك, أن الفلسطيني متقدم وسابق لقياداته الوطنية, مرابطاً ومدافعاً عن حقوقه ومقدساته وهويته, وستعود حالة الغليان الشعبي الفلسطيني سالفة الذكر لتتكرر في هيئة هبات شعبية أو حتى انتفاضات جماهيرية عارمة, الى أن يأتي الله بقيادة وطنية فلسطينية تقود الجماهير نحو الحرية والاستقلال بعيداً عن الحسابات الحزبية والفئوية والمصرفية. لقد تحددت سياسة اليمين الإسرائيلي المتطرف من القدس والأقصى منذ زمن, حيث تُمارس سياسة تطهير عرقي متعددة الوسائل عبر سياسة هدم بيوت الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وفرض الضرائب عليهم, وبواسطة سياسة بناء الجدار العنصري الفاصل الذي يعزل المدينة ويضع عراقيل جديدة أمام سكانها لتشجيعهم على تركها, وتواصل من جهة أخرى إقامة المباني والأحياء السكنية الاستيطانية لليهود حصراً, مما يجعل من المؤكد أن ملامح الصراع وديمومة بقاءه في المرحلة القادمة ستكون على القدس والتوسع الاستيطاني الصهيوني فيها, وبات من المطلوب أكثر من أي وقت مضى تفعيل واسناد الحالة الجماهيرية الرافضة للاحتلال وممارساته بالأقصى الشريف, عبر تغليب المصلحة الوطنية ووأد الانقسام, وخلق حالة فلسطينية جديدة تقودها جبهة مقاومة وطنية عريضة تضم الكل الفلسطيني, تخلق أوسع التحالفات الاقليمية والدولية المناهضة للاحتلال وسياساته العنصرية, لتتحول طبيعة الحالة السياسية والاقتصادية بالبلدان العربية المحيطة, وليتغير منطق وفلسفة اللاعبين الدوليين بالمنطقة, وحينها سيقاوم الشعب وينتصر.

ا. علاء محمد منصور
كاتب وباحث بالدراسات السياسية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف