الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في كتاب "دفء" للأستاذ عبد الرحمن العريج بقلم:أ.نوال الغامدي

تاريخ النشر : 2017-07-21
قراءة في كتاب "دفء" للأستاذ عبد الرحمن العريج بقلم:أ.نوال الغامدي
قراءة أ/ نوال الغامدي لديوان (دفء) للشاعر : عبدالرحمن العريج 


رغم صِغر هذا الديوان في حجمه , وعدد صفحاته التي لم تبلغ المئة ,حيث جاء في 96 صفحة ,إلا أنه كان زاخراً بأفانين القصيد , فكان غايةً للمريد , للباحثِ عن المزيد ,من صدق الكلمة ورونق القصيد .

بدأ الشاعر كتابه المعنون بـــــِ (دِفء) بالإهداء : فجاء إهداؤه لثلاثةٍ من أقطاب الدفء في حياة المرء ,(الأب رغم وفاته –رحمه الله-,والأم والزوج ) .

اشتمل الديوان على 82 نصّاً بين مقطوعة شعرية قصيرة وقصيدة متوسطة الطول ,وتنوعت البحور الشعرية المختارة . 

وسأتوقف عند بعضها : 

جاء العنوان الأول (دِفء) وهو عنوان الكتاب أيضاً ليكون فاتحة للديوان ,وجاء في أبياته: ليلايَ ..

ضميني إليك 

فالقلب مرهونٌ لديك 

أشرقتِ 

فابتهج الهوى 

ومضى يرفّ بمقلتيك ..

جاءتِ القصيدة مليئةً بالدفء معطرةً بالزهر , موشّاةً بالحب ..

وتحت عنوان ( بقايا سهر) : يناجي الشاعر الليل الذي يوطد شعور الغربة, ويفاقم الألم ,ونبش الذكريات ثم يخاطب الليل متسائلاً :

  أناجيكَ

 يا ليل أم تشتكي ؟!

فَمن ناظريكَ ينوح الوتر ...

ويختم قصيدته بالمرارة التي يشعر وبها كما لو أنها بدت هي الرابط بينه وبين الليل :

كلا نا جريحٌ ولكنما 

دواءُ الجراحِ جِراحٌ أُخر !

وتحت عنوان ( سبحاتُ منام ) 

يحكي لنا الشاعر عن قصة مهما تكرر حدوثها في تاريخ البشر تظل تجربة فريدة لصاحبها ,لا يشابهها شيء ولا يرتق فتقها شيء, تأتي هكذا عظيمة ,لتبقى عظيمة على امتداد الحياة, إنه فقد (الأب) إنه الدفء ,والذي لازال يزوره كطيف عابر ولكنه غامراً , ويتساءل الشاعر عن حقيقة الموت التي عجزت عقول الكبار عن فهمها ,فكيف به إذ كان طفلاً حينها :

لقد حملوك إلى القبر يوماً 

وكنتُ صغيراً رقيق الجنان 

(أماتَ أبي؟!)

أحاول إخراجها من فمي 

فينتنُ فوق لساني السؤال 

ويبدو الجواب عتياً رهيباً 

يفوق الخيال ! 

فأكرع يتمي ....

ثمّ يبوح الشاعر ببعض الأمنيات :

أبي هاتِ كفيك 

دعني أمارسُ 

لهو الطفولة في راحتيك 

ثم يحكي الشاعر سيرة والده الحسنة ,والتي أثنى بها شيخ كبير ليقول :

تتبّع مواطئ رجلي أبيك 

لتحيا كما عاش بعد الممات 

والشاعر بهذا يرسّخ حقيقة أنّ أشرف الناس يموتون فيخلّدون ذكراهم ,تبقى مآثرهم حيةً لا تموت .

ثم يُنهي الشاعر قصيدته ببيتٍ مؤلم وتساؤلٍ لطيف : 

أبي 

أي شيءٍ صنعتَ لتبقى 

نسيماً لطيفاً  بليل الزمان ؟!

ولأن الهموم الخاصة لا تنُسي الشاعر الفذّ هموم العرب والمسلمين , فقد جاءت قصيدة بعنوان : (دمعة ذكرى ) لتحكي الواقع المؤلم في بلاد الشام :

وفي الشام لا شيء غير الظلامْ 

وصوت أزيز الضّنى في العظامْ

ويسترسل الشاعر في وصف المآسي الإنسانية التي حلّت بالشام فالأشجار هزيلة , والزهور تذوي ,والأنهار تجري بدماء الكرام , والأطفال يعلو وجوههم وجوم المشيب ...,

ثم يستحضر الشاعر بعض الذكريات والأمجاد في الشام فيقول :

تلاحظني خيل إبن الوليد 

وعين الأشجّ بدمع الملام 

أحمصٌ تنوح على خالدٍ ؟!

أجلّق خانت عروش العظام ؟!

لتكن نهاية تلك التساؤلات : 

فأغمض عيني لتحكي الدموع 

عن الذل فينا وصمت الكلام .

وتحت عنوان :( حُبك معجم ) :

لم ينسَ الشاعر القطب الثاني من أقطاب الدفء الثلاثة ,وهي الأم تلك التي يعجز المعجم حتمًا ليحكي عما يجول بالخواطر تجاهها : 

رتّبتُ حروفي لكني 

أبصرتُ حروفي تتلعثم ...

ثم يعددّ ويفنّد بعض فضائلها , وأوجه الجمال بوجودها في هذا العالم ويختم بالدعاء لها وبأن برهنة ادعاء الحب هي الطاعة :

لا أملكُ إلا طاعتكِ 

والحُب ودعوة مولاكِ 




وتحت عنوان ( تسعون عاماً ..بحثًا عن نخوة ) 

يصرخ الشاعر بهذه القصيدة في وجه العرب والتي يصرخها في كل يوم شاعرٌ مجيد :

يا وعد بلفور تكفينا مآسينا 

لا تنكأ العارَ .. فالذكرى تبكينا ..

إلى أن يقول متسائلاً :

ماذا فعلنا ؟!

بنينا العزّ قافيةً 

وخطبةً , سكرتْ منها أمانينا !

عن تخاذل العرب حيالها وكأن لهم ألسنة حداد , وليس لهم أيادٍ ..




وتحت عنوان ( يا للذنوب) 

يحكي الشاعر قصة ابن آدم مع الذنب الذي يلاحقه , ومهما بلغ من العمر ,فهما في شدٍّ وجذب :

 نجري على شط الهوى 

ونقول إنّ العمر مثل الحلم نُشرع مقلتيه 

وننتشي في راحتيه 

ننسلّ  من ربق الضمير

إلى غوايات المدى ....

ثمّ ينهي الشاعر قصيدته بالتوجع الذي كان من الطبيعي أن يشعر به مرتكب الذنب ,وبطلب العفو والغفران من أرحم الراحمين :

أواه ...يا رباه 

نبض الموت يرعد في دمي 

ويسيرُ بي ربي إليك ..

وفي القسم الثاني من الكتاب والذي كان بعنوان ( ومضات حرف) :

كان من جميل تلك الومضات : 

جهلٌ مزمن : 

كلما أوغلتُ في العلم  ..تبصّرتُ بجهلي ..!

القلب الكسير :

 أنا لا أرى إلا جداراً  ..أتقش الأحزان فيه ..أرسم القلب الكسير ..

قلبٌ تضرّج من سهام الحب للوطن الكبير ..وطني الكبير  ..أصغرتَ في عين الأسير ؟!

سياط الحروف : 

بئس المطية .. حرفُ لا زمام له ..يفرّ ثم يسوط القلب ..تأنيباً .

الحُب :

 الحب يتخطى الفواصل ,ولا يحاصر(بقوسين) ولا يتوقف بنقطة . 

حداد : 

من بعد غروبك  ..

حتى الظل تخلى عني 

 لا شيء هنا غير حدادي   .. 

وأسى يخفق فؤادي ..

وأخيراً ..

الكتاب في منتهى الجمال والرونق ,لغةً ومفردات , والمعاني تحلّق بقارئها لسموّ الفكر ,وتطوف به في هموم الناس وآمالهم , أحلامهم وخيالاتهم , وكل ّ ذلك  بـــــِ دِفء ..

    أ/ نوال الغامدي 

     26/10/1438هـ 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف