الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هذا هو الشعب التركي

تاريخ النشر : 2017-07-20
كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر حين جاء صديقي القرقستاني ليخبرني بأن اعتصاماً سيبدأ الساعة السابعة أمام السفارة الاسرائيلية في العاصمة التركية أنقرة، نصرةً للمسجد الأقصى و مقدساته و المرابطين فيه. كان صديقنا يتنقل من غرفةٍ لأخرى و من شخصٍ لآخر و لم يتوقف عن الاتصال مستخدماً هاتفه المحمول داعياً كل من يعرف للمشاركة في هذا الاعتصام بهمةٍ لم أر لها من قبل مثيل.
و عند الساعة السادسة و النصف و عندما حان وقت التحرك، أقبل صديقنا مرتدياً بدلته ذات اللون الكحلي التي اعتدت على رؤيتها في المناسبات الأكثر أهمية بالنسبة له، و فاجأني قبل المغادرة بأن أقبل إلي و احتضنني بشدة و همس في أذني بالتركية قائلاً ( قريبا في فلسطين إن شاء الله ) !
انطلقت بنا السيارة إلى مكان الاعتصام و قد حملت الفلسطيني و التركي و القرقستاني و الكردي و الهندي و الأذربيجاني و كلهم مسلمون موحدون، علموا بأن من واجبهم أن ينصروا المسجد الأقصى بما استطاعوا إليه سبيلا، فحركتهم ضمائرهم الحية للمشاركة في هذا الاعتصام الذي لم أكن أتوقع مدى صدق الحاضرين إليه و انتماء أرواحهم و قلوبهم لفلسطين و قدسها و أقصاها و مقدساتها.
عند الوصول لمكان الاعتصام وجدت حشداً كبيراً من الشباب و الشيوخ و النساء و الأطفال. كانوا يتجهزون بشكل منظم لبدء الفعاليات، نظرت عن يميني فإذا بأحدهم يقوم بتوزيع الأعلام الفلسطينية و التركية، و عن يساري كان أفراد الشرطة التركية يصطفون في المحيط لحفظ النظام، ولما علم أحدهم بأنني فلسطيني من مدينة غزة بادرني بتحمسٍ قائلاً :" لو استوقفت أي تركي كبيراً كان أم صغيراً، ذكراً كان أم أنثى، فإنك ستجد في داخلهم حباً لفلسطين أكثر من حبهم لأنفسهم " و ختم جملته بـ " الله أكبر ". أحسست وقتها بفخر كبير و فرح يغمر داخلي، و بعد دقائق أعلن الحضور بتكبيراتهم و هتافاتهم بدء الفعاليات، فقد اصطفوا بشكل دائري وكانوا يمسكون من المنتصف بعلم فلسطين، كان حجمه كبيراً جداً كحجم قلوبهم التي تملكها حب فلسطين و قدسها و أهلها.
تخلل الاعتصام بعض الكلمات المناصرة لفلسطين و للمسجد الأقصى، و بين الفينة و الأخرى كانت تعلوا الهتافات " يا اسرائيل يا قتلة ارحلوا من هنا " و أيضا " الشهادة في أكناف بيت المقدس هي أمنيتنا ".. كانت تكبيراتهم و هتافاتهم تزلزل المكان حتى انبحت حناجرهم.
ولما علم أحدهم بأن فلسطينيا حاضرا من غزة متواجد بينهم، أبى إلا أن يقوم بتحيتي و الترحيب بي عبر مكبرات الصوت و قام بمناداتي للحضور بجانبه و المشاركة أيضا.. و ما إن انتهيت حتى أقبل الناس إلي يقدمون التحية و يحتضنونني و يقبلون رأسي، و ما استوقفني هنا إلا ذاك الرجل العجوزالذي يبلغ من العمر عتياً ، حين قال لي" نهب أرواحنا للمسجد الأقصى". في تلك اللحظة جال بخاطري الكثير من التساؤلات، كان من بينها:" إن كان هؤلاء قد حركهم الرابط الديني العقائدي الذي يربطنا، فما هو حال من يربطنا بهم الرابط الديني و رابط العروبة ؟"
ملاحظة (لأصحاب العروبة) : يوم الجمعة القادم سيقوم الأتراك بحشد أخر أمام السفارة الاسرائيلية، و لمن يظن أن الشعب التركي هو شعب هتافات و شعارات فقط، فسفينة مرمرة لها قول آخر.. ( وأسفي على عروبةٍ لم يتبق فيها للشعارات نصيب ).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف