كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر حين جاء صديقي القرقستاني ليخبرني بأن اعتصاماً سيبدأ الساعة السابعة أمام السفارة الاسرائيلية في العاصمة التركية أنقرة، نصرةً للمسجد الأقصى و مقدساته و المرابطين فيه. كان صديقنا يتنقل من غرفةٍ لأخرى و من شخصٍ لآخر و لم يتوقف عن الاتصال مستخدماً هاتفه المحمول داعياً كل من يعرف للمشاركة في هذا الاعتصام بهمةٍ لم أر لها من قبل مثيل.
و عند الساعة السادسة و النصف و عندما حان وقت التحرك، أقبل صديقنا مرتدياً بدلته ذات اللون الكحلي التي اعتدت على رؤيتها في المناسبات الأكثر أهمية بالنسبة له، و فاجأني قبل المغادرة بأن أقبل إلي و احتضنني بشدة و همس في أذني بالتركية قائلاً ( قريبا في فلسطين إن شاء الله ) !
انطلقت بنا السيارة إلى مكان الاعتصام و قد حملت الفلسطيني و التركي و القرقستاني و الكردي و الهندي و الأذربيجاني و كلهم مسلمون موحدون، علموا بأن من واجبهم أن ينصروا المسجد الأقصى بما استطاعوا إليه سبيلا، فحركتهم ضمائرهم الحية للمشاركة في هذا الاعتصام الذي لم أكن أتوقع مدى صدق الحاضرين إليه و انتماء أرواحهم و قلوبهم لفلسطين و قدسها و أقصاها و مقدساتها.
عند الوصول لمكان الاعتصام وجدت حشداً كبيراً من الشباب و الشيوخ و النساء و الأطفال. كانوا يتجهزون بشكل منظم لبدء الفعاليات، نظرت عن يميني فإذا بأحدهم يقوم بتوزيع الأعلام الفلسطينية و التركية، و عن يساري كان أفراد الشرطة التركية يصطفون في المحيط لحفظ النظام، ولما علم أحدهم بأنني فلسطيني من مدينة غزة بادرني بتحمسٍ قائلاً :" لو استوقفت أي تركي كبيراً كان أم صغيراً، ذكراً كان أم أنثى، فإنك ستجد في داخلهم حباً لفلسطين أكثر من حبهم لأنفسهم " و ختم جملته بـ " الله أكبر ". أحسست وقتها بفخر كبير و فرح يغمر داخلي، و بعد دقائق أعلن الحضور بتكبيراتهم و هتافاتهم بدء الفعاليات، فقد اصطفوا بشكل دائري وكانوا يمسكون من المنتصف بعلم فلسطين، كان حجمه كبيراً جداً كحجم قلوبهم التي تملكها حب فلسطين و قدسها و أهلها.
تخلل الاعتصام بعض الكلمات المناصرة لفلسطين و للمسجد الأقصى، و بين الفينة و الأخرى كانت تعلوا الهتافات " يا اسرائيل يا قتلة ارحلوا من هنا " و أيضا " الشهادة في أكناف بيت المقدس هي أمنيتنا ".. كانت تكبيراتهم و هتافاتهم تزلزل المكان حتى انبحت حناجرهم.
ولما علم أحدهم بأن فلسطينيا حاضرا من غزة متواجد بينهم، أبى إلا أن يقوم بتحيتي و الترحيب بي عبر مكبرات الصوت و قام بمناداتي للحضور بجانبه و المشاركة أيضا.. و ما إن انتهيت حتى أقبل الناس إلي يقدمون التحية و يحتضنونني و يقبلون رأسي، و ما استوقفني هنا إلا ذاك الرجل العجوزالذي يبلغ من العمر عتياً ، حين قال لي" نهب أرواحنا للمسجد الأقصى". في تلك اللحظة جال بخاطري الكثير من التساؤلات، كان من بينها:" إن كان هؤلاء قد حركهم الرابط الديني العقائدي الذي يربطنا، فما هو حال من يربطنا بهم الرابط الديني و رابط العروبة ؟"
ملاحظة (لأصحاب العروبة) : يوم الجمعة القادم سيقوم الأتراك بحشد أخر أمام السفارة الاسرائيلية، و لمن يظن أن الشعب التركي هو شعب هتافات و شعارات فقط، فسفينة مرمرة لها قول آخر.. ( وأسفي على عروبةٍ لم يتبق فيها للشعارات نصيب ).
و عند الساعة السادسة و النصف و عندما حان وقت التحرك، أقبل صديقنا مرتدياً بدلته ذات اللون الكحلي التي اعتدت على رؤيتها في المناسبات الأكثر أهمية بالنسبة له، و فاجأني قبل المغادرة بأن أقبل إلي و احتضنني بشدة و همس في أذني بالتركية قائلاً ( قريبا في فلسطين إن شاء الله ) !
انطلقت بنا السيارة إلى مكان الاعتصام و قد حملت الفلسطيني و التركي و القرقستاني و الكردي و الهندي و الأذربيجاني و كلهم مسلمون موحدون، علموا بأن من واجبهم أن ينصروا المسجد الأقصى بما استطاعوا إليه سبيلا، فحركتهم ضمائرهم الحية للمشاركة في هذا الاعتصام الذي لم أكن أتوقع مدى صدق الحاضرين إليه و انتماء أرواحهم و قلوبهم لفلسطين و قدسها و أقصاها و مقدساتها.
عند الوصول لمكان الاعتصام وجدت حشداً كبيراً من الشباب و الشيوخ و النساء و الأطفال. كانوا يتجهزون بشكل منظم لبدء الفعاليات، نظرت عن يميني فإذا بأحدهم يقوم بتوزيع الأعلام الفلسطينية و التركية، و عن يساري كان أفراد الشرطة التركية يصطفون في المحيط لحفظ النظام، ولما علم أحدهم بأنني فلسطيني من مدينة غزة بادرني بتحمسٍ قائلاً :" لو استوقفت أي تركي كبيراً كان أم صغيراً، ذكراً كان أم أنثى، فإنك ستجد في داخلهم حباً لفلسطين أكثر من حبهم لأنفسهم " و ختم جملته بـ " الله أكبر ". أحسست وقتها بفخر كبير و فرح يغمر داخلي، و بعد دقائق أعلن الحضور بتكبيراتهم و هتافاتهم بدء الفعاليات، فقد اصطفوا بشكل دائري وكانوا يمسكون من المنتصف بعلم فلسطين، كان حجمه كبيراً جداً كحجم قلوبهم التي تملكها حب فلسطين و قدسها و أهلها.
تخلل الاعتصام بعض الكلمات المناصرة لفلسطين و للمسجد الأقصى، و بين الفينة و الأخرى كانت تعلوا الهتافات " يا اسرائيل يا قتلة ارحلوا من هنا " و أيضا " الشهادة في أكناف بيت المقدس هي أمنيتنا ".. كانت تكبيراتهم و هتافاتهم تزلزل المكان حتى انبحت حناجرهم.
ولما علم أحدهم بأن فلسطينيا حاضرا من غزة متواجد بينهم، أبى إلا أن يقوم بتحيتي و الترحيب بي عبر مكبرات الصوت و قام بمناداتي للحضور بجانبه و المشاركة أيضا.. و ما إن انتهيت حتى أقبل الناس إلي يقدمون التحية و يحتضنونني و يقبلون رأسي، و ما استوقفني هنا إلا ذاك الرجل العجوزالذي يبلغ من العمر عتياً ، حين قال لي" نهب أرواحنا للمسجد الأقصى". في تلك اللحظة جال بخاطري الكثير من التساؤلات، كان من بينها:" إن كان هؤلاء قد حركهم الرابط الديني العقائدي الذي يربطنا، فما هو حال من يربطنا بهم الرابط الديني و رابط العروبة ؟"
ملاحظة (لأصحاب العروبة) : يوم الجمعة القادم سيقوم الأتراك بحشد أخر أمام السفارة الاسرائيلية، و لمن يظن أن الشعب التركي هو شعب هتافات و شعارات فقط، فسفينة مرمرة لها قول آخر.. ( وأسفي على عروبةٍ لم يتبق فيها للشعارات نصيب ).