الإعاقة لا تحدّ الإبداع
لله در الكلمة المنظومة إذا توقدت العاطفة في نسجها،خرجت بحلوى الإبداع، وأطربت الآذان،فالقريحة لا تتعامل مع الحواس الظاهرة وحسب، وإنما تدخل إلى اللاوعي؛ ليتولد جرس الشعر وصورته الرائعة،ففي حديقة مسابقات الشعر برز شاب كفيف ينظم الشعر، فكان لي شرف مقابلته، وعندما جلس أمامي بادرته يالسؤال عن اسمه وصفِّه ومستواه العلمي، فما كان منه إلا أن ركب صهوة جواد اللغة، وطفق يتحدث بلغة سليمة لا تشوبها شائبة، رجعت بالذاكرة أقلب صفحات الأدب فاستحضرت شعراء فقدوا نعمة البصر، ولكنهم لم يفقدوا نعمة البصيرة، وعاجلته بالسؤال عنهم، فافتر عن ابتسامة وقال: أظنك تعني أبا العتاهية أو المعري،وربما كان بشار له نصيب من تذكرك، فقلت: مهلاً، وما ذا تعرف عنهم؟
فقال: هم زملائي في خلوتي، وآثارهم في مكتبتي منسوخة بلغة بريل.
فالطاقة الإبداعية الكامنة في ذهن هذا الشاب وهو كفيف، تجعلنا ندرك أن من رحم المعاناة يولد الإبداع، ومن يريد أن يكون فاعلاً في مجتمعه، فإنه يستطيع متجاوزاً إعاقته أنى كان شكلها.
فكم من معاق حلّق في سماء الإبداع، داعية أو مثقفاً أو أستاذاً جامعياً، وقد كان لهم بصمة في أذهان الأجيال الذين لهجوا بمآثرهم دون الحديث عن إعاقتهم، فالمكانة التي تصدروها أنست الأجيال إعاقتهم.
ولا يقتصر مقالنا هذا على الكفيف وحسب، وإنما يشمل حالات كثيرة، منها من يتغلب على عضو الكتابة ألا وهي اليد؛ ليكتب بأصابع رجليه، ومنهم يتناول ريشة إبداعه بفمه كي يرسم لوحة الأمل إلى الأصحاء، وهو معاق، ومنهم من يقود سيارة كي يقتات من غلتها، ينقل على متنها الركاب ...
أما التعليم فالملاذ الآمن لهذا المعاق، والمنبر الذي من خلاله يخاطب الآخرين، ويوصل رسالة إلى الإنسانية أنني أستحق الحياة؛ لذا نجد المعاق له نسبة في الوظائف الحكومية بعدما أثبت جدارته.
وحتى يتسنى للمعاق أن يخاطب الناس بلغتهم العصرية، فقد ركب موجة التكنولوجيا، وراح يقلب صفحات ونوافذ تطل به على العالم الافتراضي والرقمي، وأسس مدونات ومواقع تخصه، وفي هذا الصدد، يحضرني موقع (الفيس بوك)، موقع التواصل الاجتماعي؛ إذ أتلقى رسائل ومشاركات رائعة من أكفّاء، وهم أصدقاء لي على الموقع، وطلبتي في الجامعة.
نهاية، على المعاق أن يدرك أن الأنشطة التي يقوم بها الأصحاء، يستطيع بإرادته أن ينفّذ معظمها، لا نقول: كلها، وبالتالي يصبح لبنة بناء في المجتمع لا عالة عليه.
لله در الكلمة المنظومة إذا توقدت العاطفة في نسجها،خرجت بحلوى الإبداع، وأطربت الآذان،فالقريحة لا تتعامل مع الحواس الظاهرة وحسب، وإنما تدخل إلى اللاوعي؛ ليتولد جرس الشعر وصورته الرائعة،ففي حديقة مسابقات الشعر برز شاب كفيف ينظم الشعر، فكان لي شرف مقابلته، وعندما جلس أمامي بادرته يالسؤال عن اسمه وصفِّه ومستواه العلمي، فما كان منه إلا أن ركب صهوة جواد اللغة، وطفق يتحدث بلغة سليمة لا تشوبها شائبة، رجعت بالذاكرة أقلب صفحات الأدب فاستحضرت شعراء فقدوا نعمة البصر، ولكنهم لم يفقدوا نعمة البصيرة، وعاجلته بالسؤال عنهم، فافتر عن ابتسامة وقال: أظنك تعني أبا العتاهية أو المعري،وربما كان بشار له نصيب من تذكرك، فقلت: مهلاً، وما ذا تعرف عنهم؟
فقال: هم زملائي في خلوتي، وآثارهم في مكتبتي منسوخة بلغة بريل.
فالطاقة الإبداعية الكامنة في ذهن هذا الشاب وهو كفيف، تجعلنا ندرك أن من رحم المعاناة يولد الإبداع، ومن يريد أن يكون فاعلاً في مجتمعه، فإنه يستطيع متجاوزاً إعاقته أنى كان شكلها.
فكم من معاق حلّق في سماء الإبداع، داعية أو مثقفاً أو أستاذاً جامعياً، وقد كان لهم بصمة في أذهان الأجيال الذين لهجوا بمآثرهم دون الحديث عن إعاقتهم، فالمكانة التي تصدروها أنست الأجيال إعاقتهم.
ولا يقتصر مقالنا هذا على الكفيف وحسب، وإنما يشمل حالات كثيرة، منها من يتغلب على عضو الكتابة ألا وهي اليد؛ ليكتب بأصابع رجليه، ومنهم يتناول ريشة إبداعه بفمه كي يرسم لوحة الأمل إلى الأصحاء، وهو معاق، ومنهم من يقود سيارة كي يقتات من غلتها، ينقل على متنها الركاب ...
أما التعليم فالملاذ الآمن لهذا المعاق، والمنبر الذي من خلاله يخاطب الآخرين، ويوصل رسالة إلى الإنسانية أنني أستحق الحياة؛ لذا نجد المعاق له نسبة في الوظائف الحكومية بعدما أثبت جدارته.
وحتى يتسنى للمعاق أن يخاطب الناس بلغتهم العصرية، فقد ركب موجة التكنولوجيا، وراح يقلب صفحات ونوافذ تطل به على العالم الافتراضي والرقمي، وأسس مدونات ومواقع تخصه، وفي هذا الصدد، يحضرني موقع (الفيس بوك)، موقع التواصل الاجتماعي؛ إذ أتلقى رسائل ومشاركات رائعة من أكفّاء، وهم أصدقاء لي على الموقع، وطلبتي في الجامعة.
نهاية، على المعاق أن يدرك أن الأنشطة التي يقوم بها الأصحاء، يستطيع بإرادته أن ينفّذ معظمها، لا نقول: كلها، وبالتالي يصبح لبنة بناء في المجتمع لا عالة عليه.