الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا تغيروا.. ؟!! بقلم إيمى الأشقر

تاريخ النشر : 2017-07-20
لماذا تغيروا ... ؟!!

بقلم / إيمى الأشقر

يتردد على مسامعى كثيراً تلك العبارة " لماذا تغير ولم يستمر كما كان فى بداية العلاقة ؟ " وتتكرر كثيرا ايضا امام عيناى فى موقع التواصل الاجتماعى الأشهر الفيسبوك , سواء من فتاة أحبت شاب ثم مع مرور الوقت وجدت نفسها ترى شخص آخر غير الذى أحبته فى البداية , أو من فتاة أحبت زميلة دراسة أو عمل ووضعتها فى منزلة أخت لها وفجأة وجدت أمامها شخصية أخرى لاتستحق كل الحب والثقة الذى منحتهم لها , أو من شاب صُدم فى صديقه الذى اعتبره بمثابة أخ له وأحسن اليه فى كل تصرفاته ولم يحصد منه إلا كل سوء ! أو من شخص قدم كل الخير وفاض بأعظم أنواع العطاء وفى النهاية كانت محاولة ايذاءه وإلحاق الضرر بحياته ومستقبله وتشويه صورته واِنكار مميزاته كان من ذلك الشخص الذى اعطاه كل هذا الخير وأسكنه قلبه ومنحه اِهتمامه ووقته ومنحه كل الخير !!
حقاً أنه شىء مُثير للدهشة والتعجب ومُثير ايضا للبحث عن الأسباب التى تكمن خلف التغير الذى يعتبر بمثابة تحوُل غير منطقى !!
ولكن لماذا نعتبره ونبصره على اساس انه تغير وتحوُل ؟ لماذا لا نعتبره مجرد عودة , عودة إلى الأصل , عودة إلى الحقيقة التى لم تتمكن ابصارنا من إدراكها فى البداية التى تتسم بالتلون والتقمص والتجمل , لماذا لا نعتبره إناء ملون بلون جميل ومع مرور الوقت بهت اللون وزال فنضح بما فيه وتجلى امام الانظار ؟ لماذا لا نعتبره تركيبة كونتها البيئة والتربية والتنشئة الإجتماعية وتكوين نفسى كون وشكل اركان هذا الكيان المغطى بستار انسانى ومع مرور الوقت سقط الستار وتجلت الحقيقة المختبأة خلفه ؟
ولأننى ضد التعميم فى الحكم على العلاقات فلكل حالة اسبابها وكل علاقة لها اسباب وظروف خاصة بها ولكل منا اسباب تكمن فى اعماقه ربما لاتتعلق بالطرف الآخر بقدر تعلقها باشياء تسكن اعماقنا التى لا يراها سوانا ولكن الإنسان طيب الأصل لايغدر ولا يخون ولا ينكر الجميل فان اقترب اقترب بحب وان ابتعد ابتعد بأدب واحترام لايؤذى ولا يجرح ولا يفضح .
ولكن ومن منطلق خبرتى الشخصية ربما استطيع ان اساعد هؤلاء الذين يعيشون بين اركان الحيرة بسبب تغير من احبوهم وتحولهم الى شخصيات أخرى من خلال طرح تلك الحالات والتى من منطلق معرفتى العميقة بهم وبتربيتهم وبيئتهم وتنشئتهم الاجتماعية وتكوينهم النفسى اقول انهم لم يتغيروا بل كانت كل الحكاية انها
" عودة إلى الاصل " , " عودة إلى الحقيقة "
وربما تتمثل تلك العودة الى الأصل والى الحقيقة فى الحالات التالية على سبيل المثال وليس الحصر ومن منطلق رؤيتى وخبرتى الشخصية المتواضعة والتى تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ ...

- فتاة أحبت زميلتها فى الجامعة جدا واعتبرتها أخت لها وخاصة انها كانت معها فى نفس الغرفة فى المدينة الجامعية فكانت حياتهن معا طوال الوقت كانت تهتم بها كثيرا ومشغوله بمشاكلها وخصوصياتها وكل ما يتعلق بها وكانت تراها رقيقة بريئة تستحق الحب والاهتمام وذات يوم مرضت تلك الزميلة وبشدة وكان يوم الامتحان الشفوى للسكشن الخاص بتلك الفتاة الطيبة ومن منطلق الخوف عليها قررت انها لن تحضر الامتحان حتى لاتترك زميلتها بمفردها فى المدينة وهى مريضة ! ولكن بعد ايام مرضت تلك الفتاة واصيبت بضيق حاد فى التنفس جعلها يبدو عليها وكأنها تحتضر ولكن لم تهتم صديقتها اطلاقا وكل ما فعلته انها تركتها ونامت وكأنها لا تراها امامها قط !! ... موقف غريب ولكن لا داعى للتعجب لانها هكذا تكون تربيتها انها نشأت مدللة على يد أب برمجها على الأخذ ولم يعلمها فن العطاء او حتى رد الجميل فلقد عودها على تلبية رغباتها وغمرها بالحب والعطاء فقط وهكذا نشأت وبُرمجت تجيد فن الاستمتاع بالأخذ لكن لا تعرف كيف يكون العطاء وما فعلته مع زميلتها هو نفسه ما فعلته مع والدها الذى تركته بمفرده وتجاهلته واستخصرت فيه لحظات تسعده فيها وهى على علم انه سيموت بعد ايام !!!


- فتاة تمت خطبتها على شاب فى البداية كان شاب مهذب , مؤدب , خلوق , كريم , مُتحضر جدا فى وجهات نظره ورؤيته للأمور , يحترم المرأة كــ كيان مستقل له حق التعليم والعمل وتحقيق الذات , حريص على استخدام المصطلحات الانجليزية وخاصة عند حاجته الى قول لفظ يثير احساسه بالخجل فيفضل نطقه بالانجليزية ! وخجول جدااا ويبدو انه تربى تربية راقية جداا ولكن بعد عقد القران فوجئت انها امام شخص آخر تماما فكم هو وقح وقذر فى اسلوبه فى الحديث واستخدامه لالفاظ بذيئة وله تعبيرات وايماءات همجية لقد سمعت منه الفاظ لم تسمعها من قبل من أحقر المستويات انه أخبرها يوما انه ليس مضطر ان يأخذ رايها فى اى شىء فهى بالنسبة له بقرة يجب ان تُربط بحبل من عنقها ويسوقها وهى تتبعه الى حيث يريد !! ان كل مشاكله فى مجال عمله بسبب سوء اسلوبه والفاظه البذيئة وغباءه فى التعامل مع الاخرين !! وانه يبدو انه تحول بشع ولكنه ليس بتحول انه العودة الى الحقيقة حيث الأصل فهذه هى تربيته وهذه هى البيئة التى نشأ بين اركانها وكونته وصنعته فهو نشأ فى مكان بعيد عن الرقى الحضارى وسكانه يتسمون بالهمجية والعنصر الاساسى فى حياتهم هو الحيوان وتعاملتهم المباشرة معه والمرأة على حسب ثقافتهم ماهى الا خادمة مستعبدة والرجل سيدها , فالهمجية هى اساسه والحيوانية هى نبض حياته اما الشخصية الأولى فكانت مجرد لباس أنيق لجذب الفتاة لان الحقيقة التى حرص على اخفائها لم تكن تجعل فتاة مثلها من بيئة راقية توافق على ان يكون مثل هذا الكائن الهمجى حيوانى الطباع والاسلوب شريك لحياتها .


- الفتاة التى قدمت كل الخير لزميلتها فى الجامعة والتى وقتما تعرفت عليها كانت تعانى من ازمه نفسية حادة فوقفت بجوارها ودعمتها كثيرا وكانت حريصة على تدعيم ثقتها بنفسها لتتجاوز تلك الأزمة ولكن عند اقتراب الامتحانات تعرضت تلك الفتاة لبعض المشاكل والتى كانت سبب فى تغيبها عن الجامعة والغريب ان زميلتها تلك حرصت بكل دقة على اخفاء المعلومات التى قالها الاساتذة عن الامتحانات والاسئلة المهمة وكل معلومة يمكن ان تفيدها اخفتها عنها وعمدا وعندما تأكدت الفتاة من حقيقة تلك التصرفات حزنت وبشدة واخذت تسأل نفسها والحيرة تعتصرها لماذا تعمدت ان تؤذينى ؟!! ولكن عادت والتمست لها العذر وأخبرت نفسها انه ربما يكون السبب يكمن خلف الازمة النفسية التى تمر بها جعلتها تحاول ان تميز نفسها على حسابى ودفعتها الى ذلك التفكير الغير سوى وسامحتها بصدق ولكن فى الترم الثانى وكانت ازمتها النفسية قد زالت وحالتها جيدة جدااا وسعيدة جدا بحالها الجديد كررت نفس ما فعلته فى الترم الاول وبمنتهى الغباء المكرر وحينما واجهتها وقفت صامته وعلى وجهها ابتسامة بلهاء فتجلت حقارتها وحقارة قصدها بلا شك او تردد فى الحكم عليها . والحقيقة انها لم تتغير انها ظهرت على حقيقتها هكذا هى تكون شخصية ضعيفة تخلط بين الخبث والذكاء فلقد اعتقدت انها بذلك ذكية وهذا دليل على ضعفها وضعف تكوينها الشخصى وكم هى تفتقر للعقل والمنطق ونظرتها للأمور بعيدة كل البعد عن رجاحة العقل والمنطق السليم وهكذا هو اصلها ولقد فعلت ما فعلته لانها تغار من تميزها والذى تجلى امامها عند وقوفها بجوارها فى تلك الازمة فبدلا من ان تحمد الرب على تلك الصديقة لا اكلتها الغيرة لانها تتسم بالعقل والمنطق الذى غاب عنها وقررت ان تعبر عن غيرتها واحساسها بالدونية بتلك الحماقة ومحاولة ايذائها وهذه هى الحقيقة التى تكمن فى اعماقها غيورة حقودة لا تحب ابدا من هو متميز عنها مهما فعل من اجلها .


- ان الشخص الذى يأخذ الحب ويعطى الكره لم يتغير
- الشخص الذى ياخذ الاهتمام ويعطى التجاهل لم يتغير
- الشخص الذى يكون راقى فى البداية ثم يصبح همجى لم يتغير
- الشخص الذى يكون لطيف ثم يصبح قاسى لم يتغير
- الشخص المحب للعطاء والذى اصبح يبخل بكل شىء لم يتغير
- الشخص المهذب فى البداية والذى اصبح حيوانى الاسلوب لم يتغير
- الجميل الذى اصبح قبيح لم يتغير

انهم جميعا طبقوا مبدأ غالب بمنتهى القوة على الجنس البشرى انه مبدأ العودة الى الأصل الى الحقيقة الى مايكمن فى الاعماق الى ما كون وشكل الاعماق وشُيد الكيان على اساسه ...

ولن انكر اننا نتعجل فى الحكم على الأخرين ونتسرع فى وضعهم فى منزلة الأصدقاء والأصحاب والمقربين وننسى كثيراً ان الانسان منا شخصية متعددة الجوانب نظهر بجانب ولكن ليست كل الجوانب ظاهرة وربما يكون ذلك الجانب ما هو إلا قناع يختفى الأخر خلفه لغرض ما أو كــ اسلوب تعايش مع الأخرين ولكل منا اسبابه التى لم تاتى من فراغ ...

ولن انسى ان اذكر نقطة هامة وهى ان من يعانون من الحرمان العاطفى فى بيتوهم وبين اركان اسرهم هم أكثر فئة تعانى من غدر الأخرين وتعانى من الصدمات المتكررة من الأصحاب والأصدقاء وربما يكون الرغبة فى امتلاك صديق مقرب يكون عوضاً عن الأخ أو الأخت هو السبب فى العاطفية والمصداقية فى التعامل مع الأخرين ولكن الطرف الآخر والذى تأتى الصدمة منه يكون الموضوع بالنسبة له مختلف تماما هو لا يرى الامور من ذلك المنظور العاطفى ولا يتسم فكره بنفس مصداقية الطرف المحب فالعلاقة بالنسبة له مبنية على اساس آخر ربما يكون مصلحة او شىء لابد منه او اى شىء آخر لا يمت للحب والصداقة بصلة

وهناك شخصيات نشأت فى بيئة لا تعرف الحب بل تعرف فقط الكره والحقد والغيرة والغل يسكن اعماقهم ونشأت بين فقر العقل واضطراب التفكير وخلل المنطق وتقديس الأهواء الشخصية وتلك الشخصيات لا تجيد فن الحب ولا تقوى على الاستمرار فى ممارسة فن العطاء فالحب والعطاء لديها يكون لاسباب وبشكل مؤقت لكن لا يستمر فهما اشياء دخيلة عليهم فلن انسى تلك الفتاة التى تكره شقيقتها التى تعاملها بعطاء دائما ولم تتوقف عن العطاء قط لانها تربت فى أسرة تميز بين الابناء وتفضل بعضهم على بعض فلذلك هى مبرمجة على مبدأ الغيرة ولا تستطيع ان تحب شقيقتها وان عاملتها بحب وعطاء فيكون بشكل مؤقت ثم تتراجع فجأة وتعود الى الكره والغيرة منها والتصرف معها بعدوانية شديدة وهى نفسها الفتاة التى تحولت كل علاقاتها مع صديقاتها الى علاقة كره ثم قطيعة بلا عودة ولانها لا تستطيع ان تظل جيدة فى التعامل مع الاخرين لا تقوى ان تستمر فى الحب والعطاء لانه مزيف من البداية وتتوقف فجأة وتمارس الكره والعدوانية لان الحب والعطاء عبء عليها وعلى حقيقتها التى لا تعرف الحب ولا تعترف بالعطاء انها تكون جيدة عندما تأخذ وبعد قليل تنسى وتنكر كل جميل من الآخرين وتعود سيئة كما كانت تعود الى الاصل الى الحقيقة الى نفسها التى تمتلك اعماقها .

إيمى الأشقر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف