الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحرم القدسى سيقلب الطاولة على الجميع بقلم:م.طارق الثوابتة

تاريخ النشر : 2017-07-20
الحرم القدسى سيقلب الطاولة على الجميع

عرض مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية بشكل خاص لحملة تهويد منذ احتلال المدينة قبل خمسين عام من اليوم عبر تغيير ديمغرافيا وجغرافيا المدينة بالتدريج عن طريق توسيع المدينة جغرافيا بضم الجزء الشرقى بذاك الغربى الذى اقتطع منها بموجب اتفاقية الهدنة عام 1952 لدولة الاحتلال واعلانها عاصمة موحدة وفرض الهوية الزرقاء الاسرائيلية على سكانها الفلسطينيين مطلع ثمانينيات القرن الماضى وبدا حملة الاستيطان فى شرق المدينة بتطويقها بالمستوطنات التى التهمت مساحات شاسعة من اراضى الضفة شرقى المدينة وشمالها وجنوبها ضمن مخطط استيطانى متكامل فى سائر اراضى الضفة الغربية كانت القدس فى عين عاصفته اما داخل الجزء الشرقى فكانت هناك سياسة احلال ديمغرافى ممنهجة استطاعت خلالها اسرائيل مصادر اراضى وهدم منازل للسكان المقدسيين الفلسطينيين بحجة انها غيرمرخصة اواملاك غائب اضف الى ذلك سياسة اسقاط الهوية لسكان القدس الذين يغادرونها بحكم السفر للعمل اوحتى للعلاج اضف الى ذلك سياسة التضييق عليهم بفرض الضرائب الباهضة على التجار وعلى رخص البناء فى محاولة لتصفية الوجود العربى فى المدينة المقدسة لصالح المستوطنيين اليهود الذين جلبوا الى المدينة بقوة جرافات الاحتلال تارة وعبر استثمارات استيطانية فى مشاريع معمارية يهودية سخية من اباطرة المال اليهود عبر العالم احالت جبال القدس الخضراء الى كتل اسمنتية استيطانية نجحت هذه السياسة فى تغير ديمغرافيا المدينة ليصبح عدد اليهود فيها اكبر من عدد الفلسطينيين ليصل عددهم لمايزيد عن ربع مليون يهودى يعيشون اليوم داخل حيز القدس الشرقية وضمن حدود المدينة الجديدة واذا نجحت اسرائيل فى ضم مجمل المستوطنات المجاورة كمستوطنة معالى ادوميم المجاورة للمدينة سيتحول الفلسطينيون الى اقلية فعلية فى مدينتهم المقدسة
نجحت اسرائيل فى فرض واقع ديمفرافى وجغرافى فى المدينة عبر خمس عقود من الاحتلال والاحلال وخلال العقدين الاخيرين نجحت بانهاء الوجود السياسى الفلسطينى باغلاق بيت الشرق الذى كان بمثابة تمثيل شبه رسمى للمنظمة التحرير وبدات خلال العقد الاخير فى مرحلة متطورة من التهويد للحرم القدسى والذى يضم المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة والذى لاتزيد مساحته عن كيلو متر مربع واحد ولان اسرائيل تدرك ان هذه المرحلة هى الاصعب فى التهويد لذلك تم تاجيلها لتكون الاخيرة بعد ان حاصر اخطبوط الاستيطان باذرعه المدينة وصولا الى البيوت المجاوره لاسوار الحرم القدسى بدات مرحلة تهويد الحرم بنفس المنهجية التى بدات بها حملة تهويد المدينة قبل 50 عام خطوة بخطوة فاسرائيل ليست فى عجلة من امرها فالقدس والضفة وكل فلسطين التاريخية فى قبضتها رويدا رويدا يهود الحرم عبر انشاء مدينة انفاق تحته عبر حفريات مستمرة منذ عقود جرفت خلالها معالم الحضارات السابقة وخاصة تلك الاسلامية من المكان تحت ستار الاستكشاف العلمى لكليات ومعاهد الاثار بالجامعات العبرية ضمن البحث العبثى واليائس عن ورقة توت تستر الرواية الثوراتية الخرافية عن المكان وهذه قضية تحتاج لمجلدات من البحث والتحقيق فى حجم الضرر التاريخى الذى احدثته اسرائيل بالارث التاريخى للحضارة الانسانية فى المدينة خلال العقود الخمس الماضية والذى يرقى لحجم جريمة حرب دولية عبر حملات التنقب الاثرى المعلنة و الغير معلنة فى غفلة من العالم ومن المسلمين والعرب والفلسطينيين اصحاب تلك الارض بمعالمها واثارها طبقا للقوانين الشرعية الدولية ممثلة بقرارات الامم المتحدة ومنظمة اليونسكوا اليوم نشهد فصل اخر من مراحل التهويد العلنى من فوق الارض بدات خطواته الاولى باكرا بالسيطرة على الحائط الغربى للحرم وتوسيع ساحته بهدم حى المغاربة وتحويله لمحج توراتى بتغير اسمه من حائط البراق الى المبكى ولتليها مرحلة اخرى بدات منذ عقد عبر ادخال المستوطنين عنوة وبحماية جيش الاحتلال الى داخل الحرم القدسى لاداء الصلوات اليهودية وعبر محاولة انشاء كنيس داخل اسوار الحرم وعبر محاولة التقسيم المكانى والزمانى الرسمى للحرم لنصل اليوم الى خطوة جديدة هى افراغ الادارة الاسلامية على الحرم من مضمونها عبر تحجيم ولايتها على الحرم من خلال فرض اجراءات ادارية جديدة تحت ستار الاجراءات الامنية لكنها فى الحقيقة ستحول ادارة المكان فعليا لاجهزة الامن الاسرائيلية عبر التحكم فى الدخول والخروج من ابواب الحرم عبر بوابات الكترونية وعبر كاميرات المراقبة داخل الحرم وعبر السماح للمستوطنين اليهود بالدخول فى اى وقت يشاءون هنا تنتقل اسرائيل لمرحلة الادارة المشتركة للحرم جنبا الى جنب مع ادارة الوقف الاسلامى التى تتبع للولاية الهاشمية للمملكة الاردنية وهنا يبدا التغيير الفعلى للوضع داخل الحرم الذى يعرف بالاستاتيكوا الذى لم تلتزم اسرائيل به الا ضاهريا وغض العرب والمسلمون الطرف على انتهاكها المستمر له ان مرور هذه الخطوة وتحويلها الى امر واقع يعد هدفا استراتيجى اسرائيليا نحو تقسيم الولاية على الحرم تمهيدا للتقسيم الزمانى والمكانى له وفرض هذا الواقع اليوم سوف يهيء الاجواء لتسوية ملف القدس طبقا لرؤية الاسرائيلية والتى لاترعب فى فرض السيادة السياسية على المدينة فحسب بل فى اشراكها كذلك فى السيادة الادارية والروحية على الحرم ضمن اى تسوية قادمة
اننا اليوم امام حقيقة مرة وهى ان اسرائيل التهمت تراثنا الاثرى فى القدس كما التهمت ارضنا بهدوء وبسياسة تراكمية خطوة بخطوة خلال 50 عام لم يبقى للفلسطينيين والعرب والمسلمين غير جبل الحرم القدسى والذى يعرفونه بجبل الهيكل نسبة لما يعرف بهيكل سليمان المزعوم الذى يدعون انه كان مكان مسجد قبة الصخرة والذى يعد اعادة بناءه ذروة سنام الحلم الصهيونى التوراتى والمسيحيون الانجليون الامريكيون الذين هم جل اباطرة المال والسياسة فى الولايات المتحدة وعلى راسهم الرئيس الامريكى الحالى دونالد ترامب والذين يؤمنون ان بناء الهيكل سيمهد لنزول المسيح المخلص وانتصاره فى معركة هرماجدون وهى اخر معارك الحق مع الباطل فى التاريخ الانسانى طبقا لمعتقداتهم
ان ماتقدم عليه اسرائيل اليوم يظهر للعالم وللمسلمين الوجه الحقيقى للصراع الفلسطينى الاسرائيلى وهو الوجه التى حرصت اسرائيل على حجبه اوتنكيره انه الوجه العقائدى للصراع لان اظهار هذا الوجه سيدخل اسرائيل فى صراع من قرابة المليار ونصف مسلم حول العالم وهومالاترغب به قط الان خاصة فى هذا الوقت الذى نجحت فيه اسرائيل فى مد جسور علاقاتها العلنية والسرية مع العالم الاسلامى والعربى وتقليص الصراع وتحيد الجبهات من حولها وتحويل الصراع الى فلسطينى اسرائيلى وتحييد وتصنبف وتقسيم الفلسطينيين فيه مناطقيا وايديولوجيا ان اسرائيل اليوم امام معادلة صعبة فالفرصة لن تكون مهيئة كماهى اليوم نحو استكمال مشروعها الاحلالى فى القدس والحرم القدسى تمهيدالاعادة بناء الهيكل المزعوم لكن عواقب اقتناص هذه الفرصة قد تدمر الكثير مما بنته اسرائيل عبر عقود من السياسات الماكر وقد يقلب الطاولة عليها بعودة الصراع الى اصوله التاريخية الحقيقية كصراع عقائدى لكن هذا مرهون بردة فعل الشارع الفلسطينى فيما لوقرر ان يستفيق من غفوته ويقلب الطاولة على الجميع
م طارق الثوابتة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف