الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نانا ترقص حافية القدمين بقلم: كامل خالد الشامي

تاريخ النشر : 2017-07-19
نانا ترقص حافية القدمين بقلم: كامل خالد الشامي
قصة قصيرة/
نانا ترقص حافية القدمين
بقلم: كامل خالد الشامي
تطوعت نانا للعمل مع كبار السن , وقامت بأول زيارة لها لعجوزين يسكنا في منطقة نائية, وقد صدمت عندما شاهدت أن العجوزين يعيشان في حالة يرثي لها, فالبيت الصغير آيل للسقوط ويفتقر الي أدني مقومات الحياة, والعجوزان يعيشان في الرمق الأخير بسبب المرض والفقر, بكت كثيرا, وغادرت علي وجه السرعة ,أحضرت بعض الطعام والشراب , وحاولت تنظيف البيت قدر الممكن, وفي اليوم التالي عادت الي العجوزين ومعها بعض عمال الصيانة, الذين قاموا بإصلاح ما يمكن اصلاحة, اتصلت بمكتب الشئون الاجتماعية لتبلغ عن حالة العجوزين , لكن الموظفة أصرت علي قدومهم شخصيا الي المكتب, للتسجيل والنظر في أمرهم, غضبت نانا كثيرا ولكنها في النهاية قررت مساعدة العجوزين بطريقتها الخاصة.
اتصلت بصديقاتها وقامت بجمع مبلغ من المال استخدمته لشراء الدواء وبعض الأغطية والثياب, وبعض المواد الغذائية, وكانت تقضي عدة ساعات في اليوم مع العجوزين تستمع الي حكاياتهم وتعد لهم وجبات خفيفة,حثي أن العلاقة تطورت فأصبحت نانا تذهب إليهم كل يوم تقريبا.
ذهبت الي مكتب الشئون الاجتماعية وحاولت إقناع الموظفة بحالة العجوزين وبعد مفاوضات شاقة وطويلة معها وافقت الموظفة علي زيارتهم وتسجيلهم ضمن الفئات التي تتلقي خدمات ومساعدات, فرحت بهذا كثيرا وشعرت بقليل الارتياح لما أنجزته.
في المساء اتصلت بها أنغام واتفقتا علي اللقاء ثانية فقالت نانا: نلتقي في نفس المقهى الصغير علي الميناء , وردت أنغام: ولكن هذه المرة بدون نوارس, نانا: واين ذهبت النوارس؟ أنغام اشتاقت الي مواطنها وعادت إليها. نانا اتفقنا يا عزيزتي.
كان سامح يفكر كثيرا بنانا ويشغل معظم وقته حالما تائها, ويتخيلها فراشة تحتسي معه قهوة الصباح وتطير من حوله علي الحوائط,فقرر أن يتزوجها لكنه لم يعرف كيف يصل إليها, فوجد أن عمتها وهي جارته هي أقرب وسيلة للوصول إليها, فقد كان يلمحها عندما تزور عمتها فأعجب بها كثيرا.
فرحت العمة بطلب سامح وذهبت في المساء لزيارة نانا وقالت لها : عندي عريس لقطة, نانا: لكني لا ارغب بالزواج, لقد جربت حظي, وانأ أريد أن ابتعد قليلا عن هذا الموضوع, شكرا يا عمتي علي اهتمامك, فردت العمة بنبرة غاضبة: أسمعي يا ابنتي , سامح شاب طيب ومن أسرة محترمة, وسيأتي اليوم الذي يجد فيه عملا وسيسعدك, نانا: شكرا يا عمتي لا أرغب بالزواج, العمة: تزوجي يا ابنتي قبل أن يفوتك القطار, نانا مبتسمة: عندها سآخذ تاكسي,غضبت العمة وتركت دون وداع.
في اليوم التالي التقت نانا بأنغام وطلبتا القهوة ,وتحدثت نانا عن عملها التطوعي مع كبار السن, وقالت بحسرة أن ما يحدث لهم غير إنساني علي الإطلاق لا يكترث بهم أحد,وقالت أنغام معقبة: صحيح ما تقولينه أضيفي الي ذلك جيش الباطلين عن العمل وآلاف المرضي والبلاد التي أصبحت محكمة الإغلاق , وقد سمعت أن البنوك سوف تتوقف عن العمل لتشديد الحصار,فتقول نانا: الفقراء ليس لديهم أرصدة او حسابات بنكية, المحاصرين يحاصرون أنفسهم يا أنغام, ولكن يا صديقتي نحن نعيش مأساة حقيقية وندفع ثمنا لشيء لم نفعله أبدأ, القادة في بلادنا هم من قاموا بالانقسام , وهم من يستحقون العقاب والملاحقة,والشعب له الدموع والجنازات فقط, أنغام:سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه الشعب كل من اعتدي وحاصر ونهب مقدرات الفقراء.
ويستمر الحديث بين الصديقتين الي أن يصلا في النهاية الي قناعة أن السياسي فوق القانون وهو يفعل ما يحلو له ولا تهمه مصلحة الوطن والناس.
في اليوم التالي تشارك نانا في حفل زفاف صديقتها نسرين,فترتدي ملابس تليق بالمناسبة, وفي صالة الأفراح تصل العروس ولفيف من النساء من طرفها ومن طرف العريس , ويبدأ الفرح بالغناء والرقص, وترقص نانا حافية القدمين ,تمايل فتتمايل معها النغمات, ويصدح احمد شيبه بأغنيته " لو لعبت يا زهر" مبتهجة بزفاف صديقتها, لكن الأمر ليس علي ما يرام, فقد قررت مجموعة من المدعوات تخريب الفرح كرها للعروس, فتناولت أحداهن كرسيا وضربت به نانا, فتهوي كالفراشة, وبدأت معركة الكراسي, فدب الرعب بين الحاضرين وعلا الصراخ وتطايرت الكراسي في سماء الصالة,فهرب من هرب وأصيب من أصيب.
استيقظت نانا في صباح اليوم التالي ربها بعض الكدمات , قد بدت وكأنها مستيقظة من كابوس.
جمعت قواها وحاولت أن ترسم شيئا لتخفف من حدة الحدث, لكنها فشلت في ذلك, فذهبت لزيارة العجوزين للاطمئنان عليهما.
drkamilshami@ yahoo.com
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف