الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الماً أعيش.. بقلم أ. علاء الدين صلاح عيد

تاريخ النشر : 2017-07-19
الماً أعيش..  بقلم أ. علاء الدين صلاح عيد
ألماً أعيش..

جلس الراوي على عادته ، وسط جمع ليس بالقليل مِمَنْ أدمنوا سماع ما يرويه هذا الراوي ، قبل أن ينظر في وجوه الحاضرين ويقول :
لا تعجبوا إن قلت لكم أنني لا أقوى على التفوه بأي كلمة ، فقد هربت الكلمات من على لساني ، ونفذ عمري وأنا أستميل قلوبكم بما أرويه لكم ولكن..

ثم صمت لحظة راح خلالها ينظر في وجوه الحاضرين قبل أن يستطرد :
اعذروني اليوم إن طلبت منكم أن أكون واحداً منكم ، أبكي لما تبكون ، وأحزن لما تحزنون ، وأتلهف على ما تتلهفون.
فرد عليه أحد الجالسين:
ولكن يا أيها الراوي ، لقد استهوانا حديثك ، واستصاغت آذاننا نبرات صوتك ، ونبضت قلوبنا بصدق تعابيرك ، فمن يا ترى سيصنع صنيعك؟؟.
ابتسم الراوي ابتسامة باهتة قبل أن يقول:
إن الذي سيروي لكم اليوم ، سيروي لكم بإحساسه وعمق تجربته ، وسيتكلم بلسان الألم والمعاناة ، ولا تتعجلوا الحكم عليه ، أو بمعنى أصح عليها ، كل ما عليكم هو أن تحسنوا الاستماع ، ولكم الخيار بعد إذن..
أومأ الجميع برؤوسهم دلالة على الموافقة ، قبل أن تبدأ الراوية في الحديث:
في البداية .. لا تعجبوا إن قلت لكم أنني رويت مأساتي لكثيرين قبلكم ، وبعدما كنت أنتهي من حديثي يصبحون كالأصنام ، لا يقوون على الحديث أو حتى أن يحركوا ساكناً ، ولا أعرف إن كان ما يحدث لهم من هول ما سمعوا أم من ضجرهم من حديثي ، ولكنني عقدت العزم على أن أظل أتحدث وأتكلم حتى يبعث الله لي من يلبي ندائي..
ثم صمتت لحظة حاولت خلالها استقراء عقول الحاضرين قبل أن تستطرد:
لقد كنتُ واحدة من التي باركها الله ، ومنحها حسناً وجمالاً وشرفاً ، وفي حضني ترعرع جل الأنبياء ، ومن على أرضي أعرج بالنبي محمد إلى السماء ، فزادني ذلك عظمةً وكبرياء ، وقصدني الناس من شتى الأرجاء ، منهم من جاء ضيفاً يبغي الشرف والعلياء ، ومنهم من غزاني باغياً ، ولجمالي وحسبي ونسبي حاول اغتصابي العديد من الغزاة ، فالرومان حاولي اغتصابي ، والصليبيون كادوا أن يفلحوا في تغيير ملامحي ، لولا ذلك الفارس المغوار الذي ما ارتضى أن يراني ذليلة وهو على قيد الحياة ، فخلصني من أغلال الأسر ورفع لواء الإسلام فوق جبهتي ، ليعلن ميلادي من جديد ، ثم طمع الكثيرون في الاستحواذ علي ، وكان آخرهم جرثومة العصر ، الصهاينة الإسرائيليون الذي استباحوا حرمة مساجدي ، ودمروا كل معالم هويتي ، دون أن أجد من ينقذني من مصيبتي ، استنجدت بجيراني من العرب فلباني صدى صوتي آسفاً ، استنجدت بأبنائي فبذلوا كل رخيص وغالي ، استنجدت بمآذني فظلت تكبر عسى الله يبعث من يأسى لقصتي ، ولكن دون مجيب ينشد نصرتي..
قاطعها أحد الجالسين:
ولِمَ حتى هذه اللحظة أنتي على المر تصبري ؟ مادام الجميع قد تخلى عنك ، وأنت بألمٍ تعيشي وتتحسري؟.
ردت عليه الراوية بفخر:
لقد صبرت على الظلم منذ مولدي ، وكنت في كل مرة أجد من يهب لنصرتي ، وأنا صابرة إلى آخر نفس يحرك مهجتي ، ربما تأخر موعدي مع ذاك الفارس ولكني على العهد الذي عاهدته إياه أقوى وأنتشي.
سألها أحد الجالسين بحيرة:
ولكن ربما مات ذلك الفارس دون أن تعلمي ، فتعيشي على وهم سيقضي على كل أمل في صدرك ينتشي.؟
تبسمت الراوية وهي تقول:
حتى لو مات ذلك الفارس فقد أنجب في أحشائي ألف فارس وفارس ، فأبنائي كل يوم يضحون بدمائهم ، وبيوتهم ، وصغارهم ، من أجلي ومن أجل مسجدي..
سألها أحد الحاضرين:
ومَنْ هم أبناؤك أيتها الراوية؟
أجابت الراوية بفخر:
إنهم أبناء فلسطين.. أبناء التضحية والفداء ، أبناء البطولة والإباء ، كلهم هبوا لما سمعوا النداء..
سألها أحد الحاضرين متعجباً:
ومَنْ أنتِ أيتها الراوية حتى يلبوا لك النداء ، ويبذلون كل ما عندهم بلا أجر بعدما تخلى عنك كل الأصدقاء؟
أجابت الراوية بفخر:
أنا مدينة القدس.. مدينة القدس التي أحتضن بداخلي أفضل المساجد ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، مسرى محمد .. أنا التي أحتضن في أحشائي أطهر شعب ، وأشرف شعب ، أنا من أنجب أبناء العروبة بحق ، وكذب أولئك الذين ادعوا أنهم من عائلتي ، أولئك الذين لوثوا ثوب العروبة بانسياقهم نحو دائرة الخيانة .. أنا التي أعيش ألماً كل صباح ومساء ، ولكني استمد عزيمتي من صمود أبنائي في وجه عدوهم الغاصب ، صارخين في وجه الظلم ، وهذا يجعل الأمل في صدري يكبر ويكبر.. وسأظل صامدةً مادام أبنائي صامدين في جبروت الطغيان.. إلى أن يأذن الله بنصر مبين من عنده..
***
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف