الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إبراهيم: كنعانيٌّ فلسطيني بقلم:عز الدين المناصرة 

تاريخ النشر : 2017-07-17
إبراهيم: كنعانيٌّ فلسطيني بقلم:عز الدين المناصرة 
إبراهيم: كنعانيٌّ فلسطيني:

ولد في (هورأُسدُم)، شرق (مدينة بنوعام) وعاش في (خِلّْ إيلْ) بفلسطين، وزار (بكَّة)، وتكلّم الكنعانية الأمورية.


• عز الدين المناصرة 

ولد إبراهيم في (أورسدوم)، شرق مدينة (خِلّْ إيل) الفلسطينية عام (2175 ق.م.). وكان يتكلم (الكنعانية السريانية). وتوفي في مدينة (خِلّْ إيل)، عام 2096 ق.م. اسمه (إبراهيم بن آزر)، وهو كنعاني أموري، آرامي. تزوَّج من ثلاث نساء: (سارة) الأمورية الآرامية، و(هاجر) المصرية و(قَطُّورا) الكنعانية الفلسطينيَّة. وكلمة (أبرام)، هي (أب – رام) الآرامية، وتعني: (الأب الجليل). وكان (إبراهيم) هينوئياً، حسب بعض الآراء، أي: (عبادة الله الواحد، دون إنكار وجود آلهة أخرى)، وبالتالي، فهو: (ثاني موحّد، حسب الأديان الثلاثة بعد ملكي صادق، رئيس كهنة أورسالم الكنعاني: (وديع بشّور: الميثولوجيا السورية: ص: 440). ويقال إنَّ إبراهيم، عَبَدَ (الإيل الكنعاني)، ومنه جاءت تسمية (بيت إيل)، أي بمعنى (الإله الواحد)، وكان الإيل، هو كبير الآلهة الكنعانية، أو (رئيس الآلهة)، والفارق بينه وبين الكنعانيين الوثنيين، أنهم، رمزوا للإله الواحد، بتماثيل وأصنام ماديَّة، بينما رأى إبراهيم أن الله (الإيل)، هو مطلق، أي أ نه لم يجسّده في تمثال، أو صنم. أمَّا ما قاله القرآن الكريم: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كانَ حَنيفاً مُسْلماً: آل عمران: 67)، فهو يعني، أنه خضع وأسلم موقفه لله الواحد. وحسب الباحثين، فإنَّ دعوة إبراهيم إلى التوحيد (Monotheism)، قد جاءت ناضجةً، بتأثير (ملكي صادق الكنعاني)، رئيس كهنة أورسالم، صاحب أوَّل دعوة توحيدية في تاريخ البشرية. وكان إبراهيم، يتكلم اللغة الآرامية، وهي فرعٌ من اللغة الكنعانية. ورد اسم الإله (إيل) مضافاً إلى أسماء عدد من ملوك (المعينيين) في اليمن، ومنهم: وقه – إيل، يصدق إيل، ملك حضر موت ومعين، و(يثع إيل). كما ورد اسم الإله إيل مضافاً إلى بعض أسماء ملوك سبأ: (يدع إيل)، و(كرب إيل وتر)، و(وهب إيل). وكانت أسرة إبراهيم، تُضيف اسم الإله إيل، إلى أسماء زعمائها، وقد قال القرآن: (واتخذ اللهُ إبراهيم خليلاً: سورة النساء: 125)، أي (خليل الله). والأرجح عندي (ع.م)، أنَّ صفة (خِلّْ إيل)، هي الاسم الكنعاني القديم لمدينة (الخليل)، وأنَّ صفة أو لقب (الخليل)، الذي أطلق على إبراهيم بن آزر، اشتُقَّ من اسم المدينة الأصلي، (خِلّْ إيل)، بعد أن أقام في (خِلّْ إيل) الكنعانية الفلسطينيَّة. 

أولاً: يرى البروفسور (Daiches)، أنَّ (أسرة إبراهيم الخليل، كنعانية (فلسطينيَّة)، جاءت في زيارة إلى بلاد بابل من أرض كنعان، (فلسطين)، التي كانت وطنها الأصلي)، بينما يقول (أحمد سوسة (عراقي))، بأنَّ أسرة إبراهيم، هاجرت من جزيرة العرب إلى منطقة بابل العراقية، في حوالي أوائل الألف الثانية قبل الميلاد (ص: 482)، وأنه نادى بعقيدة التوحيد بين قومه الوثنيين، فاضطهدوه. ثم غادر إبراهيم مع قبيلته إلى حاران (حرَّان) الآرامية، ومنها إلى أرض كنعان (فلسطين). ثمَّ ذهب في زيارة إلى (مصر)، ثمَّ عاد إلى حبرون (الخليل)، وكان (لوط)، ابن أخيه، يصحبه في الرحلة كلها، ثمَّ حدث خلافٌ بين رعاة أغنام إبراهيم، ورعاة أغنام لوط، أدّى إلى انفصالهما، فاختار (لوط) أن يبقى في وادي الأردن، حيث كانت بلدات: سدوم، وغامورا. وحدث أن بعض شيوخ القبائل أغاروا على وادي الأردن، فأخذوا لوط، أسيراً، لكن (إبراهيم) مع عشيرته، هاجموا العشائر الغازية، واسترجعوا لوطاً، والنساء، وجميع أسرى سدوم، وعادوا منتصرين، فاستقبله ملك سدوم، وباركه ملكي صادق (رئيس كهنة أورسالم الكنعاني). وقد رزق إبراهيم ابناً من زوجته المصرية (هاجر)، سمَّاه: إسماعيل. ثمَّ ولدت له (سارة الآرامية)، ولداً في شيخوخته، سمّاه: إسحق. كذلك، فقد رزق أولاداً من زوجته (قطّورا) الكنعانية الفلسطينية. وعندما توفي إبراهيم، دفنه إبناه (إسماعيل وإسحق) في (خلّْ إيل) في نفس المقبرة، التي دُفنتْ فيها زوجته (سارة).

ثانياً: نادى إبراهيم الخليل بعقيدة (التوحيد)، (قبل ظهور (عقيدة موسى) بسبعمائة سنة)، لذلك، لا توجد أية صلة دينية بينهما.

ثالثاً: كان إبراهيم من كبار زعماء قبائل العرب البائدة المنقرضة، ويؤكد المؤرخون أنَّه أقام فترة قصيرة في دمشق بعد مجيئه من (حرَّان). وكان، (حسب أحمد سوسة)، خبيراً بطرق البادية ومواقع آبارها، وكانت له اتصالات بالجزيرة العربية. وكان إبراهيم، يفهم لسان البلاد التي تنقَّل فيها، فهي كانت تتكلم بلغة واحدة، هي حسب أحمد سوسة (العربية)، لأنه يعتقد أنَّ العربية، هي نفسها، الكنعانية. ومن المحتمل أنه مرّ بالحجاز لزيارة مكَّة، وذلك قبل رحيله إلى مصر. وربّما كانت (حرّان)، تشمل قبائل آرامية لها صلة بقبيلة إبراهيم. ورأى البعض أنه ربّما نزح إلى (أور – فه)، في حرَّان. ويرى بعض الباحثين، أنَّ إبراهيم، سلك طريق الفرات الأيمن في رحلته من أور إلى حران (900 كيلو متر)، لكنَّه مرَّ أولاً بمدينة (ماري)، عاصمة الأموريين الكنعانيين، الذين ظهرت منهم سلالة حكّام بابل الأولى، ومنهم حمّورابي الكنعاني، حيث كانت (ماري) في أوج ازدهارها. ثم غادر (حران)، بطريق تدمر إلى دمشق، ومنها إلى فلسطين، حيث قطع من حران إلى فلسطين (960 كيلو متراً)، أي أنه قطع من أور إلى فلسطين (1860 كيلو متراً). أما الطريق الذي سلكه إلى مصر، فهو اختراق صحراء شبه جزيرة سيناء، حيث تسكن فيها قبائل مدينيَّة، وقينيَّة – (ص: 487).

رابعاً: يعتقد (أحمد سوسة)، أنَّ القبائل التي وُجدت في (فلسطين) في زمن إبراهيم، هي (قبائل كنعانية أمورية): (القينيّون، القيداريّون، الأدوميّون، الفرزيّون، الرفائيّون، الجرجاشيّون، واليبوسيّون)، وأنَّ القبائل العربية (البائدة): (عاد وثمود ومعين وسبأ والعمالقة)، كانت أيضاً موجودة في زمن إبراهيم، وأنه من المرجح أن إبراهيم كان على صلة بقبائل الجزيرة العربية، وأنَّ القبائل (البائدة)، كانت (إرميَّة)، أي أن إبراهيم كان ينتمي لهذه القبائل الآرامية. والمشهور أن (عاد، وهود)، هم قوم بادوا، وانقرضوا بعد إبراهيم الخليل، وبعد بناء (البيت) بمكَّة. وجاء في القرآن، أنَّ إبراهيم وإسماعيل، اقترنا بمكَّة. وقد أجمع الباحثون على أنَّ زمن هجرة إبراهيم، هو (القرن التاسع عشر ق.م.)، أي في أوائل عصر المملكة البابلية القديمة (1894 – 1594 ق.م). وقد ورد اسم أبرام في النقوش المصرية (974 – 925 ق.م)، كذلك ورد اسم (مزرعة إبراهيم = الخليل) في جنوب فلسطين. كما ورد اسم (أبرام، أبرامو) في كتابات أشورية، ترجع إلى عهد أسرحّدون (681 – 669 ق.م). ولم يظهر (يهود) في العراق في زمن إبراهيم إطلاقاً، بل ظهروا بعد زمن إبراهيم، بأكثر من (ألف وثلاثمائة سنة) – (أحمد سوسة: ص: 498).

- ويقول (كمال الصليبي)، بأنَّ (بيت إيل)، التي وردت في سيرة إبراهيم (في التوراة)، ليست قرية (بيتين) الفلسطية الحالية، قرب رام الله، وأنَّ (تل عاي)، ليس التلَّ المجاور لها، وإنّما (بيت إيل)، هي (بيت أولى = بيت ءول) في منطقة الخليل بفلسطين، وعلى مسافة معقولة إلى الشرق عبر البحر الميت، هناك (عاي)، تسمى خربة (عي) في منطقة الكرك، لكن الفاصل بينهما ليس جبلاً، وإنما هي أغوار البحر الميت، التي تنحدر إلى ما يقرب من (400 متر) تحت سطح البحر: (ص: 239: التوراة جاءت من جزيرة العرب)، وأنَّ ترجمة (ءور كسديم) على أنَّها (أور الكلدانيين)، هي ترجمة خاطئة في التأويل الهلليني (ص: 49). ويقرّر أن كل هذه الأمكنة التي مرّ بها إبراهيم، أو أبرام: (أور الكلدانيين – حران – الخليل – شكيم – بيت إيل)، كلها في جزيرة العرب، وليست في العراق وسوريا، وفلسطين. 

- أمّا (سيّد القمني) في كتابه: (النبي إبراهيم والتاريخ المجهول)، فيقول، بأن إبراهيم عند المسلمين، هو (أبو الأنبياء)، وأنه كان غريباً على بلاد العرب (كان يتكلم اللغة السريانية)، وأنه زار مكّة، وقام مع ابنه إسماعيل بإعادة بناء (الكعبة)، التي كانت مقدسة لدى عرب الجاهلية قبل الإسلام، وأنه المؤسس الأول لملَّة الإسلام، وأنَّ التوراة تجاهلت هذا الحدث، أي علاقة إبراهيم بمكّة، ولم ترد في التوراة، قصة تكسير إبراهيم لأصنام قومه، كما حذفت قصة إلقائه في النار، أو خلافه مع أبيه حول العقيدة، كما تذكر حواره مع (النمروذ). وفي المقابل نجد تفاصيل هائلة، في التوراة، لم ترد في القرآن. وتتفق القصة التوراتية، مع كتابات الإخباريين المسلمين، حول موطنه الأصلي في العراق، ثم هجرته إلى فلسطين، كذلك زيارته لمصر. وهذا ما أدَّى ببعض الباحثين إلى اعتباره (شخصية أسطورية)، وأنَّ أساطيرها كانت متداولة (قبل التوراة) في الأدب الأسطوري الكنعاني، وأن أسطورة (براما)، كانت واسعة الانتشار في الهند وإيران، قبل زمن إبراهيم. ونلخص فيما يلي، بعض أفكار سيّد القمني: النبي إبراهيم... أرميني:

أولاً: ترى التوراة، أن قائد القبيلة المرتحلة، هو (تارح)، والد النبي إبراهيم، وليس إبراهيم، وأن موطن القبيلة الأصلي، هو أور الكلدانيين. أما القرآن الكريم، فيذكر أن اسم والد إبراهيم، هو (آزر)، وأن الابن كان يخالف أباه في العقيدة، فالأب هو صانع تماثيل الآلهة التي يعبدها، وهو ما لم تُشر له التوراة. كما أن كتب التراث الإسلامية، تؤكد صلة والد إبراهيم بالملك الوثني (النمرود) ابن كنعان. أما (ابن كثير)، فيقول: (إنَّ أرضه التي ولد فيها، هي أرض الكلدانيين، يعنون أرض بابل، وهذا هو الصحيح المشهور). وهناك من قال بأن (حاران)، هي موطن إبراهيم الأصلي، وفقاً لإشارات التوراة.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف