الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غنِّ يا (ابراهيم الموصلي) لتحرير الموصل بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2017-07-15
غنِّ يا (ابراهيم الموصلي) لتحرير الموصل بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
غنِّ يا (ابراهيم الموصلي) لتحرير الموصل

( لعادل بن مليح الأنصاري)

جاء الفاتحين العظماء من الحشد الطائفي وأعوانه وأنصاره وداعميه من مشارق الأرض ومغاربها ليحتفلوا بالنصر على أنقاض مدينة كانت لؤلؤة التاريخ العراقي , ربما تكون عصابات داعش دخلت المدينة لتفرض ايدولوجيتهم على سكانها , وربما قتلوا من خالفهم , ولكن مغاويرالحشد ومن ورائهم طغاة العالم اجتمعوا لتدمير المدينة بما فيها من حجر وبشر ونبات ومساجد وبيوت الآمنين وتشريد الغالبية منهم والتنكيل الطائفي , وجبنوا عن دخول المدينة عندما كانت فيها شرذمة من الدواعش وجيوشهم وطائراتهم تكفي لمحو قارة عن وجه الأرض , ويبقى السؤال الغامض أيها ( الفتى الموصلي ) الذي تعجز أناملك الموسيقية عن ضبطه ووضعه بمكانه الصحيح على سلم السياسة الموسيقية , وحتى التياسة العربية , كيف استطاع ( 2000من شراذمة داعش ) القادمين من البراري بسيارات تويوتا وأسلحة خفيفة من هزيمة ( 60000 من مغاوير الجيش والشرطة ) ؟
(3) سنوات عجاف وحرب كونية تدور بين ( ما تبقى ) من جيش العراق العظيم ومغاوير الحشد الشعبي ( النبيل , الحنون , الوطني , الغير طائفي ) , وبين مرتزقة داعش الذين تجمعوا كفسيفساء من كل حدب وصوب بسيارات دفع رباعي وبـ(2000) عنصر , (36) شهرا يقارعون جيشا صُرفت عليه المليارات التي نُهبت من أفواه العراقيين والتي باسم حربهم المقدسة النبيلة عاثوا في أرض العراق العظيم فسادا ونهبا وتخريبا , ( حتى أعترف مسؤولا كبيرا منهم وعلى قنوات عالمية أنه لا يوجد سياسي عراقي واحد غير فاسد , وسؤل : حتى أنت , فأجاب بكل شجاعة وصراحة : حتى أنا .
نعم دخلت مجموعات داعش القليلة وخفيفة التسليح لمدينتك العظيمة أيها الفتى الموصلي , ومطلوب منا ألا نناقش كيف دخلوا , وكيف انتصروا على جحافل المغاوير , ولكن مطلوب منا أن نرقص فرحا و (نزغرد) لأن المغاوير أخيرا وبعد ( 36 ) شهرا حرروا المدينة أو ( المقبرة ) التي كان اسمها الموصل , دخلت شراذم داعش الموصل وهي كما تعرفها ايها الفتى الموصلي جميلة بنخلها ومازال صدى موسيقاك يتردد بين بساتينها وممزوجا مع خرير مياهها , وخرجت منها على أنغام القنابل وأمطار الرصاص وسلم الموت والدمار تفننت جحافل المغاوير في هدم الحجر والشجر وقتل وتهجير البشر بحجة (التحرير) العظيم , ما أبشعها من سنفونية عذاب ومعزوفة دمار شاركت فيها جحافل المغاوير وطائرات التحالف واستخبارات العالم وتخطيط جهابذة العقول لطرد (2000) داعشي من مدينتك الهادئة , غني ايها الفتى الموصلي لمدينتك البائسة , واعزف أنغام عودك الرنان على شاهد قبرها وابحث لك عن حائط لم تعبث به يد الحقد والطائفية لترتكن إلى ظله , وتمسك بعودك الراقي وتبكي موالك العراقي واذكر حضارة العباسيين إن كان لها باقي .
نعم ايها الفتى الموصلي , بعد أن دكت المدينة طائرات التحالف ( الغير عراقية ) وحولتها لأبشع مقبرة في التاريخ , كما شقيقتها 0 المرحومة (حلب ) من قبلها لتتساوى مآسي العباسيين مع مآسي الأمويين في ميزان المجرمين (الصفويين) , دخل الجبناء ليرقصوا ويحتفلوا بجريمة غيرهم ويسطروا المقامات الموصلية والحكم الكوفية والمدائح البَصْرِية في ملاحم وشجاعة الجيوش الأسطورية , تبا لكم ولانتصاراتكم المزيفة وأهازيجكم الجبانة على أنغام ( ابراهيم الموصلي ) , وتبا للتاريخ إذا لم يكتب انتصاراتكم بدماء الأرامل والأيتام ويحفظها في زاوية القاذورات البشرية .
تعال واسمع ايها الفتى الموصلي لأصدق خطب الشجاعة العربية , فهذا (العبادي) يتغنى على بواقي ألحانك الموصلية بأنشودة الشجاعة ويترنم ( إن معركة التجرير العظيمة تمت بتخطيط وتنفيذ عراقي أصيل , ولم يشارك فيها أحد مع العراقيين من باقي الجنسيات في القتال على الأرض ويتوجه بالشكر ( في ذات الوقت ) إلى (كل الدول) التي وقفت مع العراقيين في حربهم ضد (2000) داعشي , ودعموا القوات العراقية في (التدريب والدعم اللوجستي , والدعم الجوي للقطاعات العراقية المقاتلة على الأرض , وكأن الزحف على الأرض هو المعركة في حروبنا الحديثة , هل تعلم ايها الفتى الموصلي أن ذلك الزحف بدون تلك المساعدات لا يعدوا كالزحف في ليلة ظلماء بين الحجارة والحفر ولا يكفي لانتصار على مجموعة جرذان ! .
لقد زحف (60000) ألف من مغاوير العبادي وحشده الطائفي الحاقد مع تهيئة لأرض المعركة من قبل العالم بطائراتهم ودعمهم اللوجستي والاستخباراتي لطرد (2000) سائق لسيارات دفع رباعي من مدينتك المنكوبة ليتغنوا بعدها بانتصارات القادسية وصفين وبدر واليرموك !!!
وإليك هذه المعلومة العصيّة على الفهم ايها الفتى الموصلي , لقد خرج (جرذان) داعش بسياراتهم الخفيفة وبكامل عتادهم وما بقي من رجالهم ليتجهوا إلى مناطق أخرى في ظل الطائرات المتحالفة والدعم اللوجستي والأقمار الصناعية التي (كانت تصور الأفغان في الليلة الظلماء بين الكهوف والصخور وهم يزحفون على الأرض ) , وهنا لم تستطع تلك الأقمار من رصد تلك الأرتال الممتدة على طرق صحراوية وفي عز النهار ولم تقم بإبادتها وكأنها أحجار لرقعة الشطرنج تتجه لإكمال اللعبة في مكان آخر !!!
من يقف وراء هذا السيناريو العبثي , أو من يقف خلف تلك الأوركسترا العبثية التي لن تجد لك مكانا فيها ايها الفتى الموصلي ؟
هم يعرفون الجواب أكثر منا (نحن) الذين يتهمونا ليل نهار بدعم أولئك الفضائيين الذين يدكون ويحاصرون المدن ويدمرون الدول , ويتسببون في هلاك الشجر والحجر والبشر لسباب لا حصر لها , وأما في بلادك بلاد الرافدين فالسبب لا يجهله عاقل , هل تصدق أيها الفتى الموصلي أن التهمة والتبرير صدر من ( بعضهم ضد بعضهم ) !
إنهم يحركون ( أحجار داعش ) للمناطق السنية ثم يتركون لهم الحبل على الغارب في تنظيم أنفسهم والسيطرة على المدينة وفرض قوانينهم ومعتقداتهم وأحكامهم وطريقة عيشهم , ثم يتباكون لسقوط تلك المناطق في يد الإرهاب , فيتخذوا من وجود أحجارهم مبررا لهدم المدينة بأكملها على رأس سكانها وتشريدهم وقتلهم وإذلالهم , وكل الهدف من ذلك ليس إلا ( تطهيرا عرقيا ) لمكون طائفي واحد , وبعد أن ينالوا غرضهم القذر يتراقصون بشجاعة على أنقاض مدينة وتشريد أهلها وكل ذلك الزلزال الطائفي الحاقد الساحق الماحق للمكون العربي السني يقدمه (المغفلون , البائسون , الخونة ) كقربان وثني لإرضاء الولي السفيه .
إن تغلغل داعش في المدن العراقية قد يكون غامضا في بداياته , وغير مفهوم , أو غير منطقي , فتلك العصابة تقتحم المدن وهي في حماية جيوش منظمة تفوقها أعدادا وتسليحا وتنظيما وتأهيلا , وتتمتع بحماية النظام والمجتمع والدولة والعالم بأسره , فإذا بهذه العصابة تلب كل موازين العقل والمنطق وتتمكن من مفاصل المكان الذي تسللت إليه !!
ولكن النتيجة واحدة دائما في الختام نراها واضحة جلية في العراق وسوريا ( حيث التغلغل الصفوي ) , النتيجة لتبرير حربهم وإخراجهم بعد دخولهم المشبوه , هو تدمير المدينة التي دخلوها بسهولة وبأقصى علامات الاستفهام , كان دخولهم بلا ثمن , ولكن خروجهم يجر دمارا وموتا وخرابا على تلك المدينة أو القرية أو المنطقة , إنها لعبة مكشوفة لمن اراد أن يفهم , إنهم بطاقة دمار ونذير خراب للمدينة المستهدفة , هذا التحليل ليس تحليلا شخصيا أو استعراض ذكاء وادعاء حكمة , لا ورب الكعبة , لقد جرت محاولات عدة من شرفاء العراق للبحث عن الأسباب وكشف تلك المعضلة الغامضة , والمتابع لا يخفاه ما نتج عنها من دعوات للتحقيق في خلفية تلك التساؤلات وما نتج عنه من جرائم إنسانية بشعة , ومن انحدار وسقوط لكل قيم ( العروبة , والوطنية , والدين , والإنسانية ) .
لا يخفى علينا أن هناك كتلا سياسية عراقية حاولت منع وحتى استخدمت ضغوطا شتى لمنع رئيس مجلس النواب ( سليم الجبوري ) بعدم تشكيل اللجنة التحقيقية للبحث في اسباب سقوط مدينة الموصل بيد ( عصابات داعش ) , وزجوا بأسماء ( 23 ) عضوا من مختلف الكتل السياسية في ملف التحقيق , ولا يخفى أن من أهم السماء التي تدور الشبهة عليها هي ( نوري المالكي , بابكر زيباري , أثيل النجفي ) .
هذا اختصار شديد , وشديد جدا , لما يدور خلف الستار من قصة أحجار (داعش) ومحركيها , ونود أن نلفت الانتباه أن المتهم الأول بتحريك تلك الأحجار هو نفسه أكثر الأصوات (جعجعة) في اتهام الأخرين بصناعة (داعش) , وهدفه الرئيسي لا شك في أنه الابتزاز أولا , وإبعاد الشبهة عن نفسه ثانيا في إعراق الأخرين في الدفاع عن أنفسهم , وليس غريبا أن يلقى دعما وتأييدا من جهات قوية ولكل أهدافه ومبرراته وما يرمي إليه قريبا أو بعيدا .
سيكشف التاريخ إن عاجلا أو أجلا أن صناعة ( داعش ) هي صناعة صفوية بإطلاق وبتحديد تام , وقد نجحوا بلا شك في ولادة هذا المخلوق وأخفوا أباه وعائلته ورموه في ساحتنا العربية كلقيط يقذفه الكل على الكل , ولكن الأبصار تعمى عن حقيقته لأنهم لا يبحثون عن المستفيد , ذلك المستفيد الذي يحرق المدن بهدف طائفي محض بذريعة دخول هذا اللقيط لتلك المدن ’ ثم تُحرق عن بكرة أبيها وتترك الطريق ممهدا لهروبه بعدته وعتاده وسياراته ورجاله نهارا جهارا ليستوطن مدينة أخرى يُجهزون لتدميرها .
غني أيها الفتى المصلي ,,
إنهم يعلمون ,
ويتجاهلون ,
ويرقصون ,
لأن القوي يرهبهم
لعلهم يتأدبون .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف