صدر عن دار فضاءات- الأردن
حكاية الأسماء الستة
رواية "العادي" جديد أيمن عبوشي عن دار فضاءات
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر للكاتب والإعلامي أيمن عبوشي رواية "العادي" وتقع في 204صفحات من القطع المتوسط.
والعبوشي روائي يشتغل بصمت وجدية على أعماله التي سبق للدار أن نشرت منها رواية إعدام ظل ورواية الغارقون في العطر.
وهو يتقن استخدام لغته الرشيقة التي تجذب القارئ في اتجاه مداخيل روايته فيتناول الحدث الغير مفكر فيه أو اللقطة الاعتيادية ليصنع منهما حدثا وصورة غير اعتيادية وقادرة على أن تسحر قارئها.
تقتفي رواية "العادي" أثر الضباع في ملحمة يبدو بطلها "العادي" عادياً بما تحمله الكلمة من معنى.. عادي بفقره وعوزه وحياته التي تقف على هامش قرية بدوية تربض على سفوح الجبال في وسط الصحراء.. حتى خطّت قدمه خطوتها الأولى إلى وكر الضواري لتتغير حياته إلى الأبد، ويجعله السرد بطلا لـ "الهدادي"؛ القرية الوهمية التي اختارها له الكاتب أيمن عبوشي في روايته الجديدة الصادرة عن دار فضاءات للطباعة والنشر والتوزيع في عمّان ـ الأردن.
تلازم رائحة الخوف من الضباع رواية العادي من صفحاتها الأولى إلى الفصل الأخير، لكن القصة الفعلية التي أراد لها الكاتب أن تتسلل إلى ثنايا روايته، لا تدور حول هذه الوحوش الليلية الكاسرة بقدر ما تكمن وراء الجبل، حين يقرر العادي أن يغير حياته أخيرا ليتخلص من الديّانة والفقر، بمغامرة يقررها له الشيخ ابن فيّاض كي يجني بها أموالا طائلة.
المغامرة التي تقضي بمواجهة غير عادلة بين الرجال الحفاة والضباع وحيدين مجردين من الأسلحة، مصطحبين معهم خوفهم وخرافهم، تأخذ العادي إلى عوالم أخرى، يكبر فيها ويصبح ذا شأن قبل أن تسوقه الظروف إلى الفقر والخزي مرة أخرى، لكن كثيرا ما تكون الانتكاسة أشد وقعا من الحياة البائسة التي اعتاد عليها العادي وكان قد بنى عليها خيارته، فتفجر فيه الخيبة الجديدة، رغبة محمومة بالانتقام، خاصة حين يجرده شيخ شيوخ الهدادي، ابن فيّاض من أمواله وسلاحه وكرامته أمام زوجته وطفليه وأعيان القرية.
في الحقيقة، تبدأ الرواية بقصة صغيرة في متن "العادي" وما تلبث أن تصبح أسطورة ينتشر صداها في الصحراء.. وبينما يحاول أيمن عبوشي تفكيك الخرافات الناشئة في عقولنا، يعمل، في الوقت نفسه، على طرح الكيفية التي ينشئ بها العقل الجمعي العربي أسطورته بدءا من الفرد الذي يقوم تفكيره على ثنائية "الخوف والإغواء"، مرورا بالمجموعة التي تصدق ما يروّج له الأقوى، وأخيرا المجتمع الذي يقدّس ما يعجز الناس عن فهمه وما يجعل التاريخ يحتفظ بـ "هذا العصي على الفهم" غامضا ومقدّسا.
وفي تبسيط المواجهة بين العوام والطغاة، يسرد عبوشي روايته من خلال العادي الذي تمنحه الرواية أسماء كثيرة، وهي نفسها الفصول الستة التي تقوم عليها الرواية، وهكذا يفصّل الكاتب لكل مرحلة من خلال اسم من أسماء العادي، لتنعكس هذه الأسماء أخيرا على مجريات الفصول تباعا وعلى تضاريسها في تطور درامي يصل في نهاية المطاف إلى الاسم الأخير ـ ابن المائة ـ أو الحبكة التي تضفي القيمة المعنوية على مجريات الرواية، وتفسّر الانطلاقة الشتوية الباردة التي استهل بها الروائي نصه لينهيه في بيئة صحراوية حارة وموحشة.
وهنا يعطينا المؤلف فرصة لنتعرف على الطريقة التي تنمو بها الأسماء في حواشي الناس وكيف تضمر ومن ثم تموت، وكيف تكبر في فقاعة وتنفجر في وجه الحقيقة الصعبة التي يتعذر على الناس فهمها.. لتنبلج لنا فكرة أن العادي اسما، ليس شرطا أن يكون عاديا وإن كان كذلك في بعض الأحيان، وأن الأسماء قد لا تخبر عن أصحابها بالضرورة أو لا تساعدهم على حمل معانيها كاملة كما أراد لهم آباؤهم.
يذكر أن أيمن عبوشي، الذي يعمل في مجالات الصحافة والإعلام، كان قد صدر له العديد من الأعمال مثل روايتي: "إعدام ظل" التي تبنتها وزارة الثقافة الأردنية، وصدرت عن دار فضاءات و"الغارقون في العطر" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ـ عمّان، بالإضافة إلى إصداره الأول: المجموعة القصصية، "العلبة" عن دار رحاب للنشر والتوزيع ـ بيروت. كما صدر له رواية بورسلان عن دار الجندي
حكاية الأسماء الستة
رواية "العادي" جديد أيمن عبوشي عن دار فضاءات
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر للكاتب والإعلامي أيمن عبوشي رواية "العادي" وتقع في 204صفحات من القطع المتوسط.
والعبوشي روائي يشتغل بصمت وجدية على أعماله التي سبق للدار أن نشرت منها رواية إعدام ظل ورواية الغارقون في العطر.
وهو يتقن استخدام لغته الرشيقة التي تجذب القارئ في اتجاه مداخيل روايته فيتناول الحدث الغير مفكر فيه أو اللقطة الاعتيادية ليصنع منهما حدثا وصورة غير اعتيادية وقادرة على أن تسحر قارئها.
تقتفي رواية "العادي" أثر الضباع في ملحمة يبدو بطلها "العادي" عادياً بما تحمله الكلمة من معنى.. عادي بفقره وعوزه وحياته التي تقف على هامش قرية بدوية تربض على سفوح الجبال في وسط الصحراء.. حتى خطّت قدمه خطوتها الأولى إلى وكر الضواري لتتغير حياته إلى الأبد، ويجعله السرد بطلا لـ "الهدادي"؛ القرية الوهمية التي اختارها له الكاتب أيمن عبوشي في روايته الجديدة الصادرة عن دار فضاءات للطباعة والنشر والتوزيع في عمّان ـ الأردن.
تلازم رائحة الخوف من الضباع رواية العادي من صفحاتها الأولى إلى الفصل الأخير، لكن القصة الفعلية التي أراد لها الكاتب أن تتسلل إلى ثنايا روايته، لا تدور حول هذه الوحوش الليلية الكاسرة بقدر ما تكمن وراء الجبل، حين يقرر العادي أن يغير حياته أخيرا ليتخلص من الديّانة والفقر، بمغامرة يقررها له الشيخ ابن فيّاض كي يجني بها أموالا طائلة.
المغامرة التي تقضي بمواجهة غير عادلة بين الرجال الحفاة والضباع وحيدين مجردين من الأسلحة، مصطحبين معهم خوفهم وخرافهم، تأخذ العادي إلى عوالم أخرى، يكبر فيها ويصبح ذا شأن قبل أن تسوقه الظروف إلى الفقر والخزي مرة أخرى، لكن كثيرا ما تكون الانتكاسة أشد وقعا من الحياة البائسة التي اعتاد عليها العادي وكان قد بنى عليها خيارته، فتفجر فيه الخيبة الجديدة، رغبة محمومة بالانتقام، خاصة حين يجرده شيخ شيوخ الهدادي، ابن فيّاض من أمواله وسلاحه وكرامته أمام زوجته وطفليه وأعيان القرية.
في الحقيقة، تبدأ الرواية بقصة صغيرة في متن "العادي" وما تلبث أن تصبح أسطورة ينتشر صداها في الصحراء.. وبينما يحاول أيمن عبوشي تفكيك الخرافات الناشئة في عقولنا، يعمل، في الوقت نفسه، على طرح الكيفية التي ينشئ بها العقل الجمعي العربي أسطورته بدءا من الفرد الذي يقوم تفكيره على ثنائية "الخوف والإغواء"، مرورا بالمجموعة التي تصدق ما يروّج له الأقوى، وأخيرا المجتمع الذي يقدّس ما يعجز الناس عن فهمه وما يجعل التاريخ يحتفظ بـ "هذا العصي على الفهم" غامضا ومقدّسا.
وفي تبسيط المواجهة بين العوام والطغاة، يسرد عبوشي روايته من خلال العادي الذي تمنحه الرواية أسماء كثيرة، وهي نفسها الفصول الستة التي تقوم عليها الرواية، وهكذا يفصّل الكاتب لكل مرحلة من خلال اسم من أسماء العادي، لتنعكس هذه الأسماء أخيرا على مجريات الفصول تباعا وعلى تضاريسها في تطور درامي يصل في نهاية المطاف إلى الاسم الأخير ـ ابن المائة ـ أو الحبكة التي تضفي القيمة المعنوية على مجريات الرواية، وتفسّر الانطلاقة الشتوية الباردة التي استهل بها الروائي نصه لينهيه في بيئة صحراوية حارة وموحشة.
وهنا يعطينا المؤلف فرصة لنتعرف على الطريقة التي تنمو بها الأسماء في حواشي الناس وكيف تضمر ومن ثم تموت، وكيف تكبر في فقاعة وتنفجر في وجه الحقيقة الصعبة التي يتعذر على الناس فهمها.. لتنبلج لنا فكرة أن العادي اسما، ليس شرطا أن يكون عاديا وإن كان كذلك في بعض الأحيان، وأن الأسماء قد لا تخبر عن أصحابها بالضرورة أو لا تساعدهم على حمل معانيها كاملة كما أراد لهم آباؤهم.
يذكر أن أيمن عبوشي، الذي يعمل في مجالات الصحافة والإعلام، كان قد صدر له العديد من الأعمال مثل روايتي: "إعدام ظل" التي تبنتها وزارة الثقافة الأردنية، وصدرت عن دار فضاءات و"الغارقون في العطر" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ـ عمّان، بالإضافة إلى إصداره الأول: المجموعة القصصية، "العلبة" عن دار رحاب للنشر والتوزيع ـ بيروت. كما صدر له رواية بورسلان عن دار الجندي