الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فصام وجداني بقلم:لمى عبد الحميد

تاريخ النشر : 2017-07-09
بعض الحب أحيانا لا يقتله إلا الحب أن يعلم الآخر بثملك به حد العبادة ترتديه كمتصوف زهد في كل شيء إلا من روحه تقع في هوى أن تدق تفاصيله كأسا عاليا على باب سماء راحت ترقص على حبات المطر لتتسلل إلى شغاف قلبه في اللحظة ذاتها التي تتباعد فيها شفتاه التي أغواها جنون المطر لتصرخ "أحبك" ذاك البوح الأصدق الذي رصده هذا المقعد الخشبي الذي أجلس عليه وحيدا الآن ..
أتجلبه الذكرى ليهمس لهذا الشاهد الوحيد أني كنت معتوه كبير في حبه وهواه ؟! أيستعيد الخشب شكله المنسي كناي يعزف على أوتار قلبه ليشجن ما صنع منه مغرورا لامبالي إلا ببسط سيطرته على أكبر جزء مني ؟! لا بأس هكذا قالت روحي فأنا رجل الأجزاء بامتياز
- جزء مني يدعونه أوطان يملؤها الفساد تحرث دماء المستضعفين والفقراء ذاك لان الحكام قد أصابتهم شراهة الحصاد والامتصاص ..
-جزء مني كان الهوية أنا لهذه اللحظة احمل هوية واحدة (المهموم) ولطالما كنت جمعا ومجمعا من هموم البشر هل أصيب العربي منذ بدء التاريخ على يد ساحر ما بتعويذة صيغة الجمع التي ترفض الإفراد ذاك أن لكل واحد منا شيء يميزه بالتعاسة والوحشة بيد أننا نتشارك الفقر ..الجوع ..الكفر ووهم التحرر والحرية شعورك الدائم بأن ثمة من يسحقك يوميا بقدم فولاذية لا يرفعها عنك لا إيمان ولا أمل أو هذيان تماما ما يدعونه "الكبت"
-جزء مني يطل على الحلم بعين رمادية يخالط بياضها سوادها بطريقة مدهشة لا تميز حبات عيني في موضع ما أيهما غلب الآخر وغالبه لذلك كنت دوما أخطئ الطريق أراه أبيضا ليتضح أنه كالح السواد وحبذا لو أخطأت مرة ليستقر سهم الهدف باتجاه معاكس
-جزء يؤمن بالمواجهة حاجة هذا الجسد للشفاء فحين كنت أحبس نفسي بباب غير موصد أمام شيء اذهب أمام المرآة لأتعرى ليس كما قالوا الفلاسفة او الشعراء عري "نفس وروح" بل كنت اتعرى من ثيابي كنت مخبول بحق انا من يعالج يأسه بالصدمة رؤية جسد مترهل حفرت فيه السنين ثنيات من الخيبات ومعدة خاوية دائما ملتصقة بظهري لولا بروز صغير بالعمود الفقري لحسبت نفسي من الرخويات وبابتسامة ساخرة أرددها دوما(تضح العدالة في توزيع ثروات الأرض لو أنهم يأخذونني كعينة في مجلس شعبي او اجتماع أمة أو في قرارات مملكة) شعر كثيف أجعد يغزوه البياض كغول خانته السمنة لكنه يحتفظ بقدرته على إخافة من حوله ( هي وحدها من أحبتني رغم بشاعة هيئتي لم تعيرني يوما بالشيب بل بضخامة قلبي على هكذا جسد ) صدر لا تنمو فيه الحشائش مضى وقت طويل لم تسكب عليه الماء ولم تزرع فيه البذور تربة بور رغم خصوبة الخيال لم يكن وطن لأحد أي أكذوبة اخترعوها لنا لنؤمن بأن أجساد الذين أحببناهم صورة مصغرة عن الوطن أي وطن هذا الذي تعجز فيه على ممارسة أبسط حقوقك ألا وهي لقمة العيش ؟!
لا يشابه الحب استبداد الفقر ابدا ..!!
يدان تستران بعار أعضائي التكاثرية بدأت بالانكماش والضمور في استراحة محارب اضنته محاولات السير للوجه الآخر للعالم لا ينقصنا ازدياد القطيع الذي أسس بنسخة واحدة ملايين البشر والرعاة واحدهم تلو الآخر لا يتغيرون من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ثم أن الليالي الحمراء رحلت عني في هجرة شرعية إلى مستنقعات العمر القذرة على اختلاف أشكالها وألوانها وأظنهم أطلقوا عليها اسم " الحياة "
رجلان تشبهان قوائم الطائر أبو سعد ولي من البلاهة استعراضهما كطاووس في ليلة ربيعية يستقطب أنثاه لتزاوج
كل شيء فيني هزيل وضعيف وصغير باستثناء قلبي وقدماي قالوا اذا اردت ان تعرف حجم قلبك عليك بقبضة اليد غير أني ولدت بقلب بحجم قدمي أيكون للدهس المستمر لكليهما علاقة بالحجم ؟؟!!
في كل مرة أخوض تجربة المواجهة أشعر بالحرية التامة لربما نحن بحاجة لمكاشفة الجسد قبل الروح أشعل سيجارة من نوع وطني ومرة أخرى الفقراء وحدهم من يدعمون الاقتصاد الوطني هم في الغالب مرغمين ولكنهم حركة تجارة ونشاط هكذا سمعت مرة مسؤولا في تعليق له على شاشة الوطن أنفث دخانا متصاعدا يملأ الغرفة بالضباب وتختفي فيه معالم جسدي ما عدت أشعر بالخزي ولا العار هذا ما يمارسونه علينا تماما الخدر يجعلوك تشعر وكأن المرض فيك ليعموا عنك حقيقة الفصام الكلي الذي نحيا فيه ألملم ثيابي ارتديها وأخرج مسرعا لكي لا أصاب بداء العقل في معرفة عقدة القصة
- وجزء كان لها ذات مرة قالت لي انت ناقص حد الكامل بكل شيء , لا شيء فيك يعجبني ورغم شح حالك ورداءة مظهرك تأتيني بقلب مثقوب وتتفاخر انه بحجم قدمك ألا تخجل من نفسك ؟! ماذا سأفعل به قلي اضعه كقلادة لتأكله الذباب رويدا رويدا أم أقايضه ببعض قروش لعابر ما أم أهبه لأي متسول بالطريق اذ كان يشابه قدمك فلما لا ارتديه جوربا واتغاضى عن الثقب الذي فيه كانت تضحك بصوت مرتفع رغم تنحنح الحزن بعيني حتى لو كانت تهزأ بي اغفر لها فهي الوحيدة التي كانت تسرق لي فتات الفرح من جب السعادة المتهكمة كنت أطالع عينيها كمن يقف في صف الحساب آلهتين من ماء ونار تصهر كل الأجزاء وتطفأها بعطر يحمل كتاب مقدس وأكثر هي ديانة كاملة إلا أن الصلاة فيها كانت شبق ..
يا أحمق كفاك تحدق بي وكأني وليمة تنالها بعد جوع وتجوعي أممي متفق عليه لن تحظى بي أبدا من رافقه النحس أمدا من الدهر لن ينال السعادة أبدا يراوغنا الأدباء والكتاب حين يرسمون نهاية سعيدة لمن عصره الظلم مرارا وتكرارا أنت من ظلمة الرحم عبر ظلمات الحياة إلى ظلمة القبر وهكذا هي القصة ..
قد كانت متسلطة على قلبي أكثر من الحاكم نفسه ..
وها أنا الآن أجمع أوراق اعترافي واستعد لدخول بسبات جديد وهذه المرة بملئ إرادتي ولكن أرجوك يا شاهدي الوحيد اذ عصف بها الحنين لتأتي اليك بعد أن علمت بأني كنت الواحد الوحيد الذي وضع بيدها قلبه خاتما بترنيمة تقول (إن المحبة قوية كالموت وتسقط بينهما كل الأشياء ) قل لها اريدها ان تحتل كل أجزائي وان تتأهب بكامل عدتها وعتادها لترفع علم استحواذها على كامل هذا الجسد المتعب الكافر والفقير
أن تسحق الكرامة تحت راية الحب لمرة واحدة أرحم من أن تشنق يوميا تحت رايات الوطن ..
وحين هممت لنهوض لأتركها وأترك كل الأشياء ورائي واعبر حدود النسيان برحابة الصدر وسكرة الاعتراف مر أمامي طفل صغير له نفس تفاصيلي حتى حسبته أنا ووضع وردة بيضاء على المقعد (قد كانت تحية الحياة الأخيرة على قبري ) ...
لمى عبد الحميد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف