الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أطفال الدهشة زمن العيد بقلم:محمود حسونة

تاريخ النشر : 2017-06-28
أطفال الدهشة زمن العيد بقلم:محمود حسونة
قبيل الاشتعال...
خرج الأمير الصغير مع أقرانه الذين يشبهون هواء الندى المبلل في جميل الفجر، وهبطوا في حلمهم الصغير، ثمة أطفال يلعبون في الساحة مع الحمام، في وقت يلي وقت الرأفة منتصف يوم العيد، كانت العتمة شديدة الحلكة !!!!! حدّ أنهم نسوا ذلك،لأن عيونهم البريئة اليقظة ستضيء لهم ثغرة في عتمة العيد، لم يأخذوا معهم أثرا يدلّ على عودتهم، ولم يتركوا وراءهم عطوراً توحي أنهم قد يرجعون، كانوا أطفالا أبرياء، وكان ينبغي أن يأخذوا معهم أشياء كثيرة، لكنهم آثروا أن يكتفوا بالضحك كلّه.
من يلقي على حلمكم شغاف قلبه؛ لكيلا تشعروا بالخوف ؟؟؟ أو يلقي بعضاً من أغصان النعناع والورد لإشعال حدائقكم بالحكايات ؟؟؟!!
مخلب...
كان الأمير الصغير غافيا في أرجوحته في ذلك الزقاق الضيق، هل كان متعباً بعض الشيء من فرط الفرح، وأرادَ أن يبلل جبينه بأحلام التراب وهو يبني مع أقرانه أكواخ الرمل؟؟؟!!! هل صرخ قليلاً قبل أن ينام ؟؟ وهل أراد أن يبني لأترابه أكواخ الأحلام الرملية بعينيه المغمضتين ليرى بوضوح مأساة الحلم كشرط وجود في زمان الكون هذا؟؟؟
قبل أن تغفو في أحضان أرجوحتك كنتَ تضحك أيها الأمير، بحيث لم يعد من الممكن استعادة الوقت الذي عبر قبل قليل، أو استرجاع رنين ضحكةٍ كانت مشغوفة بفتنة الفرح الخفيف الرائق كالياسمين. فجأة شهق الزقاق وارتعد ،لقد حطّت جوارح البوم على سفوح الضباب متخفية بأزهار سوداء وراء وادي جهنم ، واتخذت هيئة الانقضاض على الحلم الوردي، لتنثر حبّاته التي سطعت كفراشات النار في السماء وفي الزقاق ، لقد جاءت من الرماد، لتتغذى على الدم !!ولتكتم أنفاس الأوتار!! عندما استيقظت أخذتك الدهشة؛ لأنك لم تعرف كيف تحصد سنابل الفرح في وقت العيد، فآثرت أن تعود إلى حلمك!!!
ليتني لم أفعل وأترككَ مستلقياً في أرجوحتك ، فقد كنت موقناً أنكَ ستستفيق من غفلتك المريبة .
الدهشة...
وعدكَ أبوك بلعبة بسيطة جدا، بسمكة تخرج من البحر لتلاعبكَ على الشاطئ، لكنه تأخر كثيراً، فاستسلمت للنوم، كان الوقت ثقيلاً عليكَ وكان مجحفاً في حقّكَ، لقد شئتَ أن تحلم فلم تعثر على مكان تطلق فيه العنان لطيف حلمكَ البسيط، فتركتَه في عهدة الموج الخفيف؛ لئلا يذهب بعيداً ويضيّع الطريق، لكن البوم من طباعه أنه لا يراعي أحداً!! بل يتعامل مع كل شيء وفق أمزجته المريضة، وهو في سبيل ذلك قد يأخذ كل شيء إلى البعيد المفجع، في أمكنة غريبة وموحشة.
آآآه لم أكن قادراً على الصراخ طلباً للنجدة؛ لأن صوتي آثر أن يبقى مكتوماً فلم يصعد إلاّ إلى رأسي المتصدع، كم يحزنني أنني لم أستغث لاعتقادي أن لا أحد يأبه لصراخ كهذا!!
ضريح...
عكفتُ على جروحكَ ألملمها لأجعل منها أمكنةً طريةً في ذكرياتي، وتركت عواطفي تحتضن طفولتكَ إلى حيث تعثر لكَ على ضريحٍ لائقٍ، هناك حيث يطمئن الموتى والمفقودون، في مقدوركَ هناك أن تعثر على كائنات لطيفة حيث لا بوم لئيم يتسرب إليك مسموما ويغافلك من بين شقوق الموت المبعثرة ؛ لأنك لم تجد لكَ مكاناً في العالم إلا هناك بين الأضرحة في رأس الوجود المعبأ بالكوابيس، والأشرار، وكلمات الرياءو الموت .
إنه العالم أيها الأمير الصغير، العالم هذا لم تعد تؤلمه أقدارك المفجعة صدِّقني، أنا لا أكذب عليكَ، أو أسمح لأحد بأن يوهمكَ بأن العيد بريء كما كنت تظن !!!
حضور الغياب...
أنت مستريحٌ هناك، لكن أمك الكليلة لا تزال غير مصدِّقة بأنكَ نائمٌ نومتك المديدة كذلك أشقاؤك، لقد رأيتها للتوّ تبحث بين الحطام و الخراب عن قميصٍ زائغ بين العينين وفي يدها اللعبة التي وعدتك بها ، ماذا ستفعل ؟؟؟!!!
من وراء عينيكَ المغلفة بالعتمة، تلمح العالم كله بين أنياب الوحوش، وفي يدهاّ شموسٌ وأقمارٌ ودموع، أيكون بمقدور الكلمات أن تظللها بالرأفة ؟؟!! أم يكون بمقدور أحد ترتيب المناديل التي تكفكف بها الدمع والدم والجروح؟؟!
نشيد...
صوتي مرايا ،أيها العالم الجبان، أيها الجائرون، أيها البوم، أنا الطفل المجروح، كنتُ قد وعدتُ نفسي بأن أبلل قميصي برحيق الفرح، وأن أطلب نجمةً واحدة تُرشدني إلى أول الغيث أو إلى بعضه الكثيف، لكني لم أعثر إلاّ على مرآة اليأس والدم!!
أشهد ضدّ هذا العالم، وهو يشبه حيوانٌ لئيم، إنه عالم معنيٌّ بأشغال الشعوذات في تعاسته ، عالمٍ يأوي إلى صمتٍ يشبه أحوال السكارى المفجوعين بهلوساتهم المريرة، عالم لن يفتح نافذة أطل منها على غد الأطفال الفسيح، فلن يكون ليَ مكانٌ بين هؤلاء !!!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف