ما حقيقة ما يجري في القنيطرة .... ولماذا الآن !؟"
آلاف المسلحين الإرهابيين مدججون بعشرات الأطنان من الأسلحة الفتاكة والنوعية وبغطاء عسكري ناري وجوي من الكيان الصهيوني ، كانوا هم النواة الرئيسية المحضرة لـ«غزوة القنيطرة» وما يتبعها، وبدورها الأجهزة الاستخباراتية وعلى رأسها الاستخبارات الصهيونية – السعودية - الأميركية، جهزت الأرضية والدعم العسكري لهذه المجاميع الراديكالية لتتحرك بهذا الدعم العسكري والتسليحي واللوجستي بهدف إسقاط محافظة القنيطرة، استكمالاً لمخطط كان يعد لقلب موازين الميدان لصالح المجاميع الإرهابية ،وخصوصاً بعد عمليات الجيش العربي السوري بدرعا المدينة وما صاحبها من استعدادات لمعارك ريف درعا الشمالي والشمالي الشرقي وبمناطق محددة بريف القنيطرة ، القيادة العسكرية السورية أيضاً استشعرت خطورة ما هو آت ويستهدف محافظة القنيطرة كجزء من مشروع أكبر يستهدف المنطقة الجنوبية ككل، والتي تعول عليها واشنطن وحلفاؤها في تل أبيب والرياض كهدف أول يتيح لهم الوصول إلى مسار عسكري يضمن على الأقل تعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية.
وهنا لا يمكن إنكار حقيقة أن محافظة القنيطرة بموقعها الاستراتيجي بجنوب سورية تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية، وتحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق جنوب سورية ووسط سورية، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية للجولان السوري العربي المحتل، وصولاً للمناطق المرتبطة بالجانب الحدودي اللبناني إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بالعاصمة دمشق جنوباً وغرباً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة القنيطرة بخريطة المعارك المقبلة بالجنوب والوسط السوري بشكل عام وبالجولان العربي السوري المحتل بشكل خاص.
القيادة العسكرية السورية وبعد أن استشعرت خطورة ما يحضر للقنطيرة، أوعزت للوحدات العسكرية السورية المنتشرة على نقاط الاشتباك بريف القنيطرة بالاستعداد لصد موجات هذه الغزوة، وهذا ما ظهر بشكل واضح بالفترة الأخيرة والتي سبقت هذه المعركة «المصيرية»، المعركة بدورها كانت «مصيرية» بكل معنى الكلمة، نظراً إلى الأهداف التي كانت تحملها هذه الغزوة، فقد حملت هذه الغزوة مجموعة أهداف للقوى المسلحة الإرهابية وداعميها، وكان الهدف الرئيسي لهذه الغزوة التي قادتها القوى الراديكالية المسلحة نيابة عن المحور الصهيوني الأميركي، هو وصل المناطق الممتدة ما بين القنيطرة والغوطة الغربية ،ولاحقاً محاولة وصل سلسلة جبال وتلال الحرمون بسلسلة جبال القلمون، من خلال إسقاط بلدة حضر الاستراتيجية، ما يعني تدفق آلاف المسلحين الإرهابيين باتجاه جبل الشيخ، وهذا ما يعني حكماً تأمين إقامة منطقة آمنة وحزام أمني سعى لتشكيلها الكيان الصهيوني على طول الحدود الجنوبية السورية، وما يعني ذلك مستقبلاً من استهداف لمناطق جبل العرب.