الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مُطرب ثورة23تموز\يوليو بجّدارة وبعطاء تخطى الزمن بقلم:حيدر زكي عبدالكريم

تاريخ النشر : 2017-06-28
مُطرب ثورة23تموز\يوليو بجّدارة وبعطاء تخطى الزمن بقلم:حيدر زكي عبدالكريم
  مُطرب ثورة23تموزيوليو بجّدارة وبعطاء تخطى الزمن   


 تُعرف عادةٍ الشعوب من خلال فنونها المتنوعة ، ومنذ التاريخ القديم ازدهرت حضارات بلاد الرافدين وبلاد النيل بمختلف الفنون وعرفت تلك الحضارات آلات الموسيقية ومنها القيثارة  وغيرها ، وفي التاريخ  اشتهر عدد من الاناس في مجال الفن امثال معبد والغريض من العصر الاموي و ابراهيم الموصلي وابنه اسحق من العصر العباسي. 
وزرياب في بلاد الاندلس والذي ابتكر الوتر الخامس وريشة العود والموشحات والازاجل وظهور آلات التخت.(1) 
وفي التاريخ الحديث سادت نظريات فلسفية للفن وتحديدا في القرنين التاسع عشر والعشرين ومنها على سبيل المثال " نظرية الفن للفن " والتي ترى ان الحكم الجمالي يجب ان يكون غير ذي نفع ، وكذلك نظرية " الفن للمجتمع" والتي ترى ان يوظف الفن لخدمة المجتمع ولحياة البشرية لإرشادها . كما ان هناك جمال للطبيعة وجمال للإنسان يتمحور في الشعر والرسم والموسيقى والغناء (2) 
وكلما تقدم بنا العصر تلتقي الثقافات قربا وتلاحما ، ومن هنا بدأت الدراسات في تاريخ الفن تعنى بالكشف عن اسباب ازدهار هذه الفنون ومن يساهم فيها من الانسان .(3) 
كثيرا ما نسمع عن – الزمن الجميل – من القرن الماضي في كل مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية التي تزامنت مع تحرر الشعوب والاستقلال من الاستعمار انذاك ، وفي هذا الصدد نقتبس عن مجلة الهلال المصرية في عدد خاص عام 1959  للكاتب يوسف السباعي السكرتير العام للمجلس الاعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية آنذاك- مقالة  بعنوان " قصص الغد سنسمعها ولا نقرأها - بعد نصف قرن تقريبا ستظل مشاعرنا كما هي وان زالت فيها المرارة التي خلفها الاستعمار وسينتهي عهد الكتاب ويبدأ عهد الاشرطة " .(4) 
وفي قول اخر للشاعر الكبير نزار قباني : " لا نريد عقارات ولا تعهدات ولا اجازات استيراد كل ما نريده هو قلم رصاص ، نكتب به احلامنا ، او نكتب به وصيتنا " .(5) 
ظهر عبدالحليم حافظ في عصر تألق فيه عدد من الاصوات التي تركت بصماتها عميقا على صفحات الغناء العربي ، وبالرغم من مساحة 47 عاما من عمره لكنها بعطاء تخطى الزمن ... 
*حياته (21929- 30977) ولدَ في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية وكان الابن الرابع للشيخ علي اسماعيل شبانة بعد اسماعيل وعليه ومحمد ، وفي يوم 28 توفيت والدته بعد اسبوع من ولادته وفي سنة 1934 توفي والده مما اضطر خالهم  الموظف بوزارة الزراعة ان ينقلهم ليعيشوا معه في مدينة الزقازيق وفي سنة 1935 ذهب الطفل (عبدالحليم) الى الكتاتيب للتعليم وبعدها تم ارساله الى الملجأ لعدة سنوات ، وفي سنة 1940 ظهرت عليه اعراض مرض البلهارسيا ، وفي سنة 1945 توجهَ الى القاهرة لأول مرة مع شقيقه الاكبر اسماعيل الذي حصل على دبلوم معهد الموسيقى العربية وأنضّمَ الى المعهد العالي للموسيقى المسرحية حيث تخصص على الة العزف (النفخ) ، وفي سنه 1948 تخرج عبدالحليم من المعهد .
وعيَن مدرسا للموسيقى بمدرسة طنطا الابتدائية للبنات ، وكان يسافر يوميا من القاهرة الى طنطا . وفي سنة 1949 عيَن بفرقة موسيقى الاذاعة ، حتى جاءت الفرصة عندما تغيب المطرب ابراهيم حمودة عن تسجيل اغنية لأحد اركان الاذاعة وعرض عبدالحليم التسجيل بصوته ولكن حضور ابراهيم في اللحظات الاخيرة اضاع الفرصة . وفي 22951 تم اعتماده مطربا بالإذاعة بعد موافقة اللجنة ليبدأ مشواره الفني .(6) 


*حياته الفنية يرى البعض ان ولادته بدأت مع بنيان شخصيته الفنية انه عازف درس اصول الموسيقى دراسة صحيحة وتفانيه في حب فنه وموهبته الصوتية وحسن استعمالها . 
وكذلك مسألة اخرى يرها علماء الاصوات وخبراء الموسيقى ومهندسو الصوت الذين صاحبوا عبدالحليم طوال رحلته الفنية من خلال عمل متواصل استغرق ربع قرن ..  يقول الدكتور يوسف شوقي ونقلا عن كتاب اصوات لا تنسى ، ص 29 : " ان خطوات التحليل في صوت عبدالحليم ذات صفة متميزة تماما عن كل الاصوات الرجالية التي كانت تغني في مصر منذ العام 1903 وحتى العام 1973 وهي التي كان يغطيها بحث الدكتور شوقي في اصوات الغناء العربي – عند قياس ترددات النغمات في صوت عبدالحليم كشفت الاجهزة عن ميزة اخرى يتمتع بها صوته –  ذلك ان كل اصوات الغناء العربي باستثناء عبدالحليم في مصر وفيروز في لبنان ، كانت تغني درجات السلم الموسيقي العربي الطبيعي مما يدل على اصالة تلك الاصوات ، اما في صوت عبدالحليم حافظ فبالإضافة الى انه كان يغني درجات السلم الموسيقي الطبيعي غناء صحيحا الا انه كان يتميز بدقة اداء اصوات السلم الموسيقي المعتدل الذي يصدر عن اصوات الاوركسترا فقط .(7) 
غنّى عبدالحليم لملحنين امثال كمال الطويل ومحمد الموجي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي ، وكتب له مؤلفين كبار امثال فتحي قورة وسمير محجوب وحسين السيد ومحمد علي احمد ومرسي جميل عزيز ومحمد حمزة وصلاح عبد الصبور ونزار قباني وكامل الشناوي .
* اشهر اغنياته العاطفية ( موعود ، فاتت جنبنا ، قارئة الفنجان ، حاول تفتكرني ، أي دمعة حزن لا ، نبتدئ منين الحكاية وغيرها  اما الوطنية – العهد الجديد ، احنا الشعب ، الله يا بلدنا ، اغنية المسيح ، نشيد الوطن ، حكاية شعب ، مطالب شعب ، صورة ، عدى النهار ، احلف بسماها ، صباح الخير يا سينا ، النجمة مالت على القمر) وغيرها من الاغاني الدينية مثل ( يا خالق الزهر- ادعوك يا سمع دعايا )  .(8) 

كما استحق بجدارة لقب مطرب ثور 23تموز/يوليو 1952 ومواكبته لأحداثها وانتصاراتها والمصاعب التي مرّت بها . 
توفي عبدالحليم حافظ ( المصري العربي الانسان) في لندن بعد رحلة علاج استغرقت اشهر ونقل جثمانه بطائرة مصرية الى القاهرة وشارك في الجنازة اكثر من مليونيّ شخصٍ يتقدمهم ممثل عن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والسفراء وشخصيات عسكرية وسياسية وأدبية وفنية .
وأخيرا  : "  ان السعادة والحزن هما وجهان لمعنى واحد ، فإذا كان الحزن مائلا في احد وجهيهما ، فان الرحمة تشيع في الجانبين معا " .


*مراجع المقال //
- حسين الصغير ، عبدالحليم حافظ – مذكراته وفنه وغنائه ، ط1، بيروت، د.ت .
- سعاد الهرمزي ، عبدالحليم حافظ – اصوات لاتنسى ، ط1 ، بغداد ،د.ت. 
- راجي عنايت ، زرياب – عالم اللحن والنغم ،ط1، بيروت ، د.ت. 
- مجلة الهلال ، مصر ، 1959 .
- مجلة الهلال ، مصر ، 1966 
- مجلة صباح الخير ، مصر ، 1977 .
- مجلة العربي ، الكويت ، 1981 . 
- مقابلة شخصية فنية . 


*حيدر زكي عبدالكريم / كاتب من العراق  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف