الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العيد وافى الشاعر : شريف قاسم

تاريخ النشر : 2017-06-28
العيدُ وافَى ...

للأستاذ الشاعر : شريف قاسم

العيدُ وافى فجرُه الرَّبَّاني

   بالعفوِ ــ يغشى الناسَ ــ والغفرانِ

وَتَقَبُّلِ الطاعاتِ ممَّن أحرزوا

   جَنْيَ الثِّمارِ الحُلوةِ الألوانِ

يسقي التُّقاةَ رحيقَ عفوٍ ريِّقٍ

   من كأسِه العَذْبِ الشَّهِيِّ الهاني

فتكادُ زَفْرَاتُ القلوبِ يردُّها

   مافيه من بردٍ ومن تحنانِ

وافى صباحُ العيدِ رحبَ ديارِنا

   والناسُ في  محنٍ  وفي أحزانِ

ففرشتُ أحنائي له جيَّاشَةً

   بشذا الهدى ونسائمِ الإيمانِ

ودفَنْتُ آلامي ، وثُكلي والأسى

   ونسيتُ مافي النفسِ من أشجانِ

قد جاءَ واستَقْبَلْتُه بحفاوةٍ

   وبنبضِ شوقٍ جالَ في شِرياني

ماضاقت الدنيا عليَّ وإنَّمـا

   هي جمرةُ استعدائها الشيطاني

مازلتُ أنعمُ في ظلالِ مكانةٍ

    ألفيتُ فيها نعمةَ السلوانِ

يتقبلُ الطاعاتِ ربِّي إنَّـه

   لايرزأُ الصَّوَّامَ بالخسرانِ

مازلتَ ياصوَّامُ عنوانَ الهدى

   متلألئًـا عبرَ المدى الإنساني

ترقى بهمَّةِ مُدْلِجٍ ، تسعى إلى

   قِممِ المآثرِ عابقَ الأردانِ

فهي المنازلُ في الحياةِ لِمَنْ وعى

   معنى الإخاءِ  ولا يعيشُ أناني

أبشِرْ فإنَّ اللهَ آثَرَ عبدَه

   هذا على مَن عاشَ في حرمانِ

مادمْتَ للإسلامِ تحيـا فاعلَمَنْ

   ياصاحِ أنَّـك  في الطريقِ الهاني

ستزولُ أيَّامُ البلاءِ وينجلي

   ليلُ الشقاءِ وعاصفُ الخِذلانِ

ويغيبُ  وجهُ الظلمِ عن آفاقِنا

   ويزولُ ما للشَّرِّ من شنآنِ





ويغادرُ الطاغوتُ طهرَ ربوعِنا

   وفسادُه الأعمى من البلدانِ

تستبشرُ الأيامُ بالعيدِ الذي

   ميثاقُه الغالي حديثُ أمانِ

مدَّتْ له آفاقَها وتبسمتْ

   في صبحِه الزَّخَّارِ بالرضوانِ

يافيضَ لطفِ اللهِ ، ياعيد الهنا

   ورسالةَ الرحماتِ في الفرقانِ  

ياومضةَ الحُسْنِ الفريدِ لأُمَّةٍ

   من مفرداتِ الحُسْنِ هذا الحاني

فبك انتشتْ تلك الصدورُ وقد طوتْ

   من قبلُ حُلْوَ الحُسْنِ في الأجفانِ

نامتْ على مُـرِّ المصائبِ واكتوتْ

   بلهيبِ جمرِ الثُّكلِ والبهتانِ

فالعيدُ آلاءٌ ، ونعمى لم تزل

   للأُمَّـةِ الثكلى بكلِّ أوانِ

ماضرَّ يومَ العيدِ لفحُ مكيدةٍ

   منسوجةٍ بمغازلِ الصلبانِ

أو عاقَ فجرَ بزوغِه كيدُ الأذى

   أو مكرُ صهيونيةِ العدوانِ

أو كِبرُ طاغٍ أو وقاحةُ فاسقٍ

   أو غدرُ مأروضِ الرؤى خوَّانِ

هي أُمَّتي والله حصَّنها بما

   في الوحيِ من صدقٍ ومن عرفانِ

بالسُّنَّةِ الغرَّاءِ هَدْيِ مُحَمَّـدٍ

   صلى عليه اللهُ في الأحيانِ

بالصحوةِ الكبرى يلوِّحُ أُفقُها

   بالفتحِ رغمَ تكالبِ العبدانِ

بالوعيِ حصحص حقُّه وصريحُه

   يَسفي نعيقَ أسُيْحمِ الغربانِ

شُمُّ الأُنوفِ شبابُنا و بناتُنا

   ما أذعنوا للزيفِ والبطلانِ

يرنون من بينِ الكُوى ضاقتْ على

   أوطانِهم لرعايةِ الرحمنِ

حيثُ اطمأنُّوا ، والجراحُ سخينةٌ

   ويحَ الجراحِ ، وَيَالَذَاكَ القاني !

القلبُ راضٍ ، والنفوسُ عزيزةٌ


   وهو الثباتُ يُصاغُ بالإيمانِ

فالعيدُ بشَّرَ أهلَ مِلَّتِه بمـا

   في الوعدِ ، وعدِ اللهِ في القرآنِ

وبوعدِ خيرِ الخلقِ سيِّدِنا الذي

   ملأتْ فضائلُه ذُرَى الأعنانِ

سيعودُ حكمُ الشَّرعِ في الدنيا ولن

   تُبقي الحقيقةُ كذبةَ الشيطانِ

وسَتُسْلِمُ الأمصارُ للهِ الذي

   برأ الخلائقَ مالـه من ثانِ

***   ***
يا أُمَّتي : واللهِ لم أكتبْ سوى

   مافي يقينِ المؤمنِ اليقظانِ

هذي بشائرُ ماوجدتُ بمصحفي

   وثمارُ شكوى الجرحِ في شِرياني

هذا نداءُ أحبَّتي تحت الثَّرى

   الشَّاهدين على أذى الطغيانِ

مَن أعدمَتْهُم مُديَةٌ ملعونةٌ

   يجري بها الحقدُ الدفينُ الجاني

هاهم أمامي لاتغيبُ وجوهُهُم

   والبِشْرُ في قسماتِها يغشاني

نفحاتُهم مِسْكِيَّةٌ ماغَيَّبَتْ

   شذوَ الطيوبِ لِفافةُ الأكفانِ

شهداؤُهم أحياءُ عند اللهِ قد

   فازوا بدارِ الخُلْدِ بالتيجانِ

وَيُبَشِّرُون الصَّابرين بجنَّةٍ

   فيَّاضةٍ بالحورِ والوِلدانِ

ألاَّ يخافوا ، فالكريمُ أعدَّها

   لجنودِ أحمدَ ، خيرةِ الفرسانِ

لعصابةٍ بقيتْ على الحقِّ الذي

   عاشَ النَّبِيُّ عليه دونَ توانِ

والعيدُ حلَّ وما وَنَى أهلُ الهدى

   إذ هلَّ نورُ صباحِه الرباني

بالشَّدوِ لاستقبالِه طوبى لِمَن

   يلقاهُ بالتكبيرِ عَذْبَ لسانِ

لَهْفِي على أطفالِهم هاهم على

   وهجِ الخطوبِ السُّودِ في الأوطانِ

لَهْفِي عليهم يبسمون وإنما

   لوجوهِهم بالآهِ وجـهٌ ثانِ

رحماكَ ربَّ العرشِ إنَّـا أُمَّةٌ

   تاهتْ بمهمهِ قسوةِ الطغيانِ

وكأنَّمـا خوت العزائمُ ، وانطوى

   ماكان من عزمٍ ومن شجعانِ

تجثو على اليأسِ المعربدِ غمرُه

   وتمورُ بعدَ الثُّكلِ في الطوفانِ

تشكو وفي فمِها الحروفُ تلعثمتْ

   فإذا هي الزفراتُ في التبيانِ

ربَّاهُ لم تُجْدِ المدامعُ ثَـرَّةً

   أو تُشْفَ من جرحٍ تَشَخَّبَ قانِ

فارحمْ إلهي ضعفَها بعزيمةٍ

   فيها تردُّ نوائبَ الحَدَثانِ

وتثيرُ في أحنائها روحَ الفدا

   لتزيلَ مافي الأرضِ من أوثانِ

فالجاهليَّةُ في رباها استبسلتْ

   بالكفرِ والإفسادِ والأضغانِ

وبلؤمِها وبعربداتِ عُتاتِها

   وبكلِّ مافي الفسقِ من ألحانِ

وبهذه الأهوالِ تجتاحُ المدى

   أعني مداهـا المُستباحِ الواني !

ياربِّ شكوانا إليك فليس من

   ركنٍ إليهِ نلوذُ في الميدانِ

ها قد تداعتْ ربُّنـا أممٌ على

   بلدانِنا ، فالموتُ في البلدانِ !

والذبحُ والتشريدُ باتَ هوايةً

   للمجرمين وعابدي الشيطانِ


فارحم تضرُّعَنَا وأدرك حالَنا

   في ظلِّ عفوٍ ــ يُرتَجَى ــ فينانِ

فالعيدُ تختلجُ القلوبُ لطيفِه

   مخضلَّةً بيقينِها الجذلانِ

ربِّي هي الرحماتُ منك تَفَضُّلا

   وبقلَّةِ الطاعاتِ تلتقيانِ

أنت المجيرُ ، وقد تعثَّرَ خطوُنا

   في ملعبِ الأهواءِ والأخدانِ

ولقد رُزِئْنا بالذنوبِ ، وَقُطِّعَتْ

   أفراحُنا بقساوةِ الحرمانِ

فامننْ علينا بالقبولِ وسامِحَنْ

   ياربِّ مَن تابوا من العصيانِ

واجعلْ لنا في دارِ عفوِك منزلا

   دارِ الخلودِ بجنَّةِ الرضوانِ

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف