الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكتاب أزمة شكل أم أزمة قراءة بقلم د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2017-06-26
الكتاب، أزمة شكل أم أزمة قراءة؟
د. محمد عبدالله القواسمة
أحدثت الثورة التكنولوجية في هذا العصر انقلابًا في عالم طباعة الكتاب ونشره وتوزيعه. فعرفنا الكتاب الإلكترونيeBook الذي نستطيع حفظه وتوزيعه وقراءته باستخدام أجهزة الحاسوب، أو الهاتف الذكي، أو أجهزة كيندل Kindle التابعة لشركة أمازون، أو بواسطة الآيفون، والآيباد، وأندرويد، وأجهزة ماك وغيرها.
يحتدم الجدال بين من يحبذ قراءة الكتاب الإلكتروني ومن يحبذ قراءة الكتاب الورقي. والحقيقة أن لكل منهما إيجابيات وميزات خاصة؛ فالكتاب الإلكتروني يتميز بقلة ثمنه بعد الحصول على الجهاز المناسب، وبسهولة حمله عند السفر، كما يمكن قراءته في الليل، مع سهولة التحكم في حجم الخط ليتناسب مع قوة إبصار القارئ.
أما الكتاب الورقي فيرى من يحبذونه، وهم على الأغلب من كبار السن، أن قراءته لا تحتاج إلى أجهزة. وهي مريحة للعين، وتبعث في النفس المتعة والإحساس بالراحة، فقد قامت بينهم وبين الكتاب علاقة حميمية فيها شيء من الرومانسية حيث الارتياح برؤية الغلاف المصقول، والانتعاش برائحة الورق. وربما فيها أثر من قول المتنبي: "وخير جليس في الزمان كتاب"، أو بعض من محبة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ للكتب، مع أنها - كما قيل - كانت سببًا في القضاء عليه عندما انهالت فوقه وهو يقرأ. كان الجاحظ يرى في الكتاب بأنه "الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحـباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك فـي الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته فـي الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك.."
ليس ما يقلقنا هو شكل الكتاب أكان إلكترونيًا أم ورقيًا؛ فهذان الشكلان لا يلغي أحدهما الآخر، ويمكن أن يتعايشا معًا كما تتعايش الأنواع الشعرية والقصصية والفنية، فلم يلغ شعر التفعيلة الشعر العمودي، ولم تلغ الرواية القصة القصيرة، ولم يلغ فن التلفزيون فن الإذاعة او فن السينما. إن ما يقلقنا حقًا هو ابتعاد الناس عن القراءة بأي من الشكلين الورقي أو الإلكتروني؛ فكما ورد في "تقرير التنمية البشرية" عام 2003 الصادر عن اليونسكو، فإن المواطن العربي يقرأ أقل من كتاب سنويًا، وأن كل ثمانين شخصًا يقرأون كتاباً واحداً في السنة. بينما يقرأ المواطن الأوروبي ما يقارب الخمسة والثلاثين كتاباً في السنة. وجاء في "تقرير التنمية الثقافية" عام 2011 الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي" أن العربي يقرأ بمعدل ست دقائق سنويًّا بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل مئتي ساعة سنويًّا.
لا شك أن هذه الحالة تعكس الهوة الكبيرة بيننا وبين العالم المتقدم؛ مما تستدعي ضرورة معالجة أسبابها الكامنة في ارتفاع نسبة الأمية على مستوى القراءة والكتابة، وعلى مستوى استخدام التكنولوجيا. لقد أشارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) في تقرير لها أن نسبة الأمية في العالم العربي تقترب من 20%، وتبلغ نسبة الأمية بين النساء من الشريحة نفسها أكثر من 60%.
ومن الأسباب الأخرى لتدني نسبة القراءة في عالمنا العربي الصعوبات الاقتصادية التي تحول دون شراء الكتب، وتردي المناهج الدراسية وهزالة محتواها، وضعف التربية الأسرية، وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والاستبداد السياسي، فمن المعروف أن ازدهار الحريات يؤدي إلى ارتفاع معدلات القراءة، والاهتمام بالإنتاج الثقافي والفكري والفني. فالمواطن في المجتمع الديمقراطي يعتبر نفسه عنصرًا فاعلاً في الحياة العامة؛ لهذا يقدم على قراءة الكتب ليؤدي دوره على أكمل وجه.
هكذا لا بد من أن نفكر جديًّا في إيجاد الحلول لكل المشكلات التي تعيق الناس عن القراءة، قراءة الكتب بشكلها الورقي أو الإلكتروني. لنعود أمة تسعى إلى المعرفة أنّى وُجدت، ونزيل عنا تهمة الجهل والتخلف.
لا بد أن ندرك أن أزمة الكتاب عندنا ليست في شكله بل في قراءته.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف