قلق الأجيال في الرواية :::
أمام الجيل العربي الجديد خيارت محدودة في أطار ما تفرضه الثقافة العربية في هذه المرحلة ، وما يفرضه المناخ العام في الوطن العربي ، حتى لو هاجر الشاب وحيدا أو مع أسرته إلى دول أوروبة حيث حياة الرفاهية الفكرية وحرية التعبير هروبا من وسائل قمع السلطة السياسية والدينية والمجتمعية وحتى الاقتصادية ، كلها سلطات قامعة بكل الأحوال ، يبحث جيل الشباب العربي عن خيارات ، سيجد أمامه ثلاثة خيارات محدودة لا يستطيع الفكاك منها لو حاول كل جهده ، هذه الخيارات هي : الإتباع المطلق لما يفرضه المجتمع والشارع ، أو الرفض المطلق لكل ما هو سائد ، عندئذ سيواجه سيل كبير من الاتهامات والتعذيب النفسي ، أو الاقتباس الانتقائي الذي يفرض عليه التفكير الحر فيجد نفسه أيضا في مواجهة مع ثقافة السكة الحديد والشوافات . هذه القضايا طرحها رفاعة الطهطاوي قبل قرنين من الزمان ، فاتهموه وكفروه وهو الشيخ الأزهري المعمم في قلب باريس ، سيبقى السؤال مطروحا في كل لحظة من لحظات حياتنا ، وسيبقى السؤال أيضا ملحا لألف عام قادمة ، ما دام الشرق شرق والغرب غرب ، ولأن ثقافتنا ليست تصاعدية ، إنما هي مدورة ، بمعنى أننا نعيد طرح القضايا القديمة التي طرحها أجدادنا قبل ألف عام مثل قضايا البنوك والتعامل مع غير المسلمين ، والتعامل مع الغرب ، فما العلاقة التي يجب نسجها مع الغرب في وجود العولمة ووسائل التكنولوجيا المعاصرة ، السبعاوي في روايته ( الترياق ) شديد الصلة بالحياة وباللحظات الفارقة ، يقتنص الكاتب لحظة الوعي ليعيش مع جاليته مسافة القلق الحياتي ، ومسافة الحلم بأثمانه الباهظة في المنفى ،وفي البحث عن مكان بديل ، وطن وهمي يستر عورة التخلف العربي في بلاد الغرب . طرحت الكاتبة حنان الشيخ في رواياتها (إنها لندن يا عزيزي) و( اكنس الشمس عن السطوح ) حنان كاتبة روائية تعيش في لندن ويقلقها دائما السؤال الذي نطرحه الآن ، كيف نتعامل مع الغرب ؟ إنها تبحث عن الحرية ، ليس للمرأة العربية فحسب بل للإنسان العربي عموما الذي يرغب في اختياره المفرد الخاص ، لكن المجتمع بثقافته التي تعتمد على مقولات مر عليها مئات بل آلاف السنين يشده إلى قاع بئر التخلف والتبعية والتسول ، نصبح سواسية لا ميزة لأحد على جاره إلا بالتقرب من الإمام . مع كل ما يعايشه بطل الروايات العربية ، يبقى الحنين مسيطرا على جزء كبير من دواخلها وسلوكها ، وقد تفكر جديا بالعودة إلى الديار ، وإن لم يستطع فالانكفاء هو الحل في حال فكر في البقاء في الوطن البديل كما في رواية (رقم ) لخليل حسونة وكما فعل عبد الحميد في الترياق ، بعد أن نصح أولاده : خذوا أحسن ما لديهم وأعطوهم أحسن ما لديكم ، هذا هو الحل الذي طرحه الطهطاوي قبل مائتي عام ثم نعيده الآن دون زيادة أو نقصان . أقول هذه الحالة نفسها يعيشها المواطن العربي لشعوره بالاغتراب داخل بيته فيفكر بالبحث عن وطن بديل ، يبحث فيه عن سبل الراحة والأمان .
أمام الجيل العربي الجديد خيارت محدودة في أطار ما تفرضه الثقافة العربية في هذه المرحلة ، وما يفرضه المناخ العام في الوطن العربي ، حتى لو هاجر الشاب وحيدا أو مع أسرته إلى دول أوروبة حيث حياة الرفاهية الفكرية وحرية التعبير هروبا من وسائل قمع السلطة السياسية والدينية والمجتمعية وحتى الاقتصادية ، كلها سلطات قامعة بكل الأحوال ، يبحث جيل الشباب العربي عن خيارات ، سيجد أمامه ثلاثة خيارات محدودة لا يستطيع الفكاك منها لو حاول كل جهده ، هذه الخيارات هي : الإتباع المطلق لما يفرضه المجتمع والشارع ، أو الرفض المطلق لكل ما هو سائد ، عندئذ سيواجه سيل كبير من الاتهامات والتعذيب النفسي ، أو الاقتباس الانتقائي الذي يفرض عليه التفكير الحر فيجد نفسه أيضا في مواجهة مع ثقافة السكة الحديد والشوافات . هذه القضايا طرحها رفاعة الطهطاوي قبل قرنين من الزمان ، فاتهموه وكفروه وهو الشيخ الأزهري المعمم في قلب باريس ، سيبقى السؤال مطروحا في كل لحظة من لحظات حياتنا ، وسيبقى السؤال أيضا ملحا لألف عام قادمة ، ما دام الشرق شرق والغرب غرب ، ولأن ثقافتنا ليست تصاعدية ، إنما هي مدورة ، بمعنى أننا نعيد طرح القضايا القديمة التي طرحها أجدادنا قبل ألف عام مثل قضايا البنوك والتعامل مع غير المسلمين ، والتعامل مع الغرب ، فما العلاقة التي يجب نسجها مع الغرب في وجود العولمة ووسائل التكنولوجيا المعاصرة ، السبعاوي في روايته ( الترياق ) شديد الصلة بالحياة وباللحظات الفارقة ، يقتنص الكاتب لحظة الوعي ليعيش مع جاليته مسافة القلق الحياتي ، ومسافة الحلم بأثمانه الباهظة في المنفى ،وفي البحث عن مكان بديل ، وطن وهمي يستر عورة التخلف العربي في بلاد الغرب . طرحت الكاتبة حنان الشيخ في رواياتها (إنها لندن يا عزيزي) و( اكنس الشمس عن السطوح ) حنان كاتبة روائية تعيش في لندن ويقلقها دائما السؤال الذي نطرحه الآن ، كيف نتعامل مع الغرب ؟ إنها تبحث عن الحرية ، ليس للمرأة العربية فحسب بل للإنسان العربي عموما الذي يرغب في اختياره المفرد الخاص ، لكن المجتمع بثقافته التي تعتمد على مقولات مر عليها مئات بل آلاف السنين يشده إلى قاع بئر التخلف والتبعية والتسول ، نصبح سواسية لا ميزة لأحد على جاره إلا بالتقرب من الإمام . مع كل ما يعايشه بطل الروايات العربية ، يبقى الحنين مسيطرا على جزء كبير من دواخلها وسلوكها ، وقد تفكر جديا بالعودة إلى الديار ، وإن لم يستطع فالانكفاء هو الحل في حال فكر في البقاء في الوطن البديل كما في رواية (رقم ) لخليل حسونة وكما فعل عبد الحميد في الترياق ، بعد أن نصح أولاده : خذوا أحسن ما لديهم وأعطوهم أحسن ما لديكم ، هذا هو الحل الذي طرحه الطهطاوي قبل مائتي عام ثم نعيده الآن دون زيادة أو نقصان . أقول هذه الحالة نفسها يعيشها المواطن العربي لشعوره بالاغتراب داخل بيته فيفكر بالبحث عن وطن بديل ، يبحث فيه عن سبل الراحة والأمان .
د . محمد بكر البوجي