هدير الضمير
أقوال وأمثال – 252 !!
(مع حكماء الشعراء)
جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي
قال الحسن السمرقندي عن العمر:
لي خمس وثمانون سنة *** فإذا قدرتها كانت سنة
إن عمر المرء ما قد سره *** ليس عمر المرء مرُّ الأزمنةْ
قال حَوْط بن رئاب الأسدي:
دَبَبْتُ للمجد والسّاعونَ قد بلغوا *** جُهدَ النفوسِ وألقوا دونَه الإزَرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهمْ *** وعانَقَ المجدَ من أوْفى ومن صَبَرا
لا تحسبِ المجدَ تمراً أنت آكله *** لن تبلغُ المجدَ حتى تلعِقَ الصّبِرا
قال أبو تمام:
أَلاَ تَرَى كيفَ يُبْلِينا الجَدِيدَانِ *** وكيفَ نَلعبُ في سرٍّ وإعْلانِ؟
لا تَركنَنَّ إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها *** فإنَّ أوطَانَها لَيْسَتْ بأوطانِ
وامهدْ لنفسكَ من قبلِ المماتِ ولا *** يَغْرُرْكَ كَثْرَةُ أصحابٍ وإخوانِ
قال الإمام الشافعي، رضي الله عنه:
الموت في كل حين ينشر الكفنا *** ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئنَّ إلى الدنيا وبهجتها *** وإن توشحت من أثوابها الحَسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلوا *** أين الذين هم كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأسا غير صافية *** فصيّرتهم لأطباق الثّرى رُهُنا
حسب الحِمام لو أبقاهمْ وأمهلهمْ *** ألا يظن على معلومه حَسنا
قال الشاعر:
يا بؤس من فقد الشباب و غُيِّرَتْ *** منه مفارقُ رأسه بخضابِ
يرجو غضارة وجهه بخضابه *** و مصير كل عمارة لخرابِ
شيئان لو بكت الدماء عليهما *** عيناي حتى يؤذنا بذهابِ
إني وجدت أَجَلَّ كل مصيبة *** فقدَ الشبابِ و فرقةَ الأحبابِ
قال الفرزدق يفتخر ويمدح الشيب بقوله:
الشيبُ عنوانُ المنيـ*** ةِ وهو تاريخُ الكِبَرْ
وبياضُ شعرك موتُ شعـ*** رك ثم أنت على الأثرْ
فإذا رأيتَ الشيـــب عمّ الرأس فالحذرْ الحذرْ
قال أبو تمام عن الشيب:
رأيت الشيب لاح فقلت أهلاً *** وودعــت الغـوايـة والشـبـابا
وما إن شبت من كِبَرٍ ولكـن *** رأيـت مـن الأحبـة مـا أشابـا
جاء في كتاب المستطرِف في كل فن مستظرَف للأبشيهي:
قال الأشعث بن قيس دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فوجدته قد أثر فيه صبره على العبادة الشديدة ليلا ونهارا فقلت يا أمير المؤمنين إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة ؟ فما زادني إلا أن قال:
اصبر على مضض الإدلاج في السحر *** وفي الرواح إلى الطاعات في البكر
إني رأيت وفي الأيام تجربة *** للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يؤمله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
فحفظتها منه وألزمت نفسي الصبر في الأمور فوجدت بركة ذلك
جاء في كتاب (البداية والنهاية) لمؤلفه إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي في ترجمته لعلي بن أحمد بن علي بن سلك، أبو الحسن المؤدب أن من شعره :
تَصَدَّرَ للتَّدريـسِ كُلّ مَهـوس *** بَليدٌ تَسَمَّى بِالفَقيـهِ الْمُـدَرِّسِ
فَحُقَّ لأهلِ العِلـمِ أنْ يَتَمَثَّلُوا *** بِبَيْتٍ قَديمٍ شاعَ في كُلِّ مَجْلـِسٍ
لَقَدْ هَزُلَتْ حتى بَدا مِنْ هُزالِها *** كِلاها وحتى سامَها كُلّ مُفْلِـسِ
نشر في جريدة القدس يوم الجمعة بتاريخ 23-6-2017م؛ صفحة 18
[email protected]
أقوال وأمثال – 252 !!
(مع حكماء الشعراء)
جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي
قال الحسن السمرقندي عن العمر:
لي خمس وثمانون سنة *** فإذا قدرتها كانت سنة
إن عمر المرء ما قد سره *** ليس عمر المرء مرُّ الأزمنةْ
قال حَوْط بن رئاب الأسدي:
دَبَبْتُ للمجد والسّاعونَ قد بلغوا *** جُهدَ النفوسِ وألقوا دونَه الإزَرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهمْ *** وعانَقَ المجدَ من أوْفى ومن صَبَرا
لا تحسبِ المجدَ تمراً أنت آكله *** لن تبلغُ المجدَ حتى تلعِقَ الصّبِرا
قال أبو تمام:
أَلاَ تَرَى كيفَ يُبْلِينا الجَدِيدَانِ *** وكيفَ نَلعبُ في سرٍّ وإعْلانِ؟
لا تَركنَنَّ إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها *** فإنَّ أوطَانَها لَيْسَتْ بأوطانِ
وامهدْ لنفسكَ من قبلِ المماتِ ولا *** يَغْرُرْكَ كَثْرَةُ أصحابٍ وإخوانِ
قال الإمام الشافعي، رضي الله عنه:
الموت في كل حين ينشر الكفنا *** ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئنَّ إلى الدنيا وبهجتها *** وإن توشحت من أثوابها الحَسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلوا *** أين الذين هم كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأسا غير صافية *** فصيّرتهم لأطباق الثّرى رُهُنا
حسب الحِمام لو أبقاهمْ وأمهلهمْ *** ألا يظن على معلومه حَسنا
قال الشاعر:
يا بؤس من فقد الشباب و غُيِّرَتْ *** منه مفارقُ رأسه بخضابِ
يرجو غضارة وجهه بخضابه *** و مصير كل عمارة لخرابِ
شيئان لو بكت الدماء عليهما *** عيناي حتى يؤذنا بذهابِ
إني وجدت أَجَلَّ كل مصيبة *** فقدَ الشبابِ و فرقةَ الأحبابِ
قال الفرزدق يفتخر ويمدح الشيب بقوله:
الشيبُ عنوانُ المنيـ*** ةِ وهو تاريخُ الكِبَرْ
وبياضُ شعرك موتُ شعـ*** رك ثم أنت على الأثرْ
فإذا رأيتَ الشيـــب عمّ الرأس فالحذرْ الحذرْ
قال أبو تمام عن الشيب:
رأيت الشيب لاح فقلت أهلاً *** وودعــت الغـوايـة والشـبـابا
وما إن شبت من كِبَرٍ ولكـن *** رأيـت مـن الأحبـة مـا أشابـا
جاء في كتاب المستطرِف في كل فن مستظرَف للأبشيهي:
قال الأشعث بن قيس دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فوجدته قد أثر فيه صبره على العبادة الشديدة ليلا ونهارا فقلت يا أمير المؤمنين إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة ؟ فما زادني إلا أن قال:
اصبر على مضض الإدلاج في السحر *** وفي الرواح إلى الطاعات في البكر
إني رأيت وفي الأيام تجربة *** للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يؤمله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
فحفظتها منه وألزمت نفسي الصبر في الأمور فوجدت بركة ذلك
جاء في كتاب (البداية والنهاية) لمؤلفه إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي في ترجمته لعلي بن أحمد بن علي بن سلك، أبو الحسن المؤدب أن من شعره :
تَصَدَّرَ للتَّدريـسِ كُلّ مَهـوس *** بَليدٌ تَسَمَّى بِالفَقيـهِ الْمُـدَرِّسِ
فَحُقَّ لأهلِ العِلـمِ أنْ يَتَمَثَّلُوا *** بِبَيْتٍ قَديمٍ شاعَ في كُلِّ مَجْلـِسٍ
لَقَدْ هَزُلَتْ حتى بَدا مِنْ هُزالِها *** كِلاها وحتى سامَها كُلّ مُفْلِـسِ
نشر في جريدة القدس يوم الجمعة بتاريخ 23-6-2017م؛ صفحة 18
[email protected]