الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"غيمة عشتار" رواية تُمطر أدباً بقلم شفيق التلولي

تاريخ النشر : 2017-06-25
"غيمة عشتار" رواية تُمطر أدباً بقلم شفيق التلولي
"غيمة عشتار" رواية تُمطر أدباً
كتب شفيق التلولي

قبيل شهر رمضان بقليل دعاني الزميل الكاتب والأديب "مصطفى النبيه" لحضور اشهار رواية "غيمة عشتار" لزوجته الكاتبة الصاعدة "ديانا الشناوي"، وقتئذٍ سجلت انطباعي المبدئي عن الرواية من خلال القراءة النقدية التي استعرضها الزميل الكاتب ناهض زقوت وقدمت مداخلة أثنيت فيها على هذا العمل الأدبي الوليد.

واليوم أسجل شهادتي في الرواية بعدما سافرت مبحراً بين دفتيها، قرأت المطر في غيمتها وحلقت مع عشتارها أبحث في سفر آلهة الإغريق عن المحبة والجمال والتضحية في الحروب، أخذتني حورية بحرها الغزي المنبعثة من يافا لتتربع على حافة الأمل في انتظار هطول الغيث القادم من غيمة ما زالت معلقة في المدى.

فمن العنوان الذي يليق بما حملت في طياتها وعبر عنه السرد الحكائي بين الحوار الداخلي والمباشر إلى الغلاف الذي حقق المراد كعتبة سليمة لنصها الروائي حيث توافق مع ما جاء فيها من تتابع لأحداث روايتها المتتالية إلى تقنية الإستباق والإسترجاع برعت الكاتبة في صوغ فكرتها لتفلح في تشويق القارئ لما تخبئه الأحداث معبرة عن ذلك بالأصوات التي وظفتها مستخدمة الضمائر الهادفة بخاصة المتكلم منها فأحسنت صنيعاً من خلال هذا الأداء الذي منح الحكي سياقاته الوظيفية.

أما الحبكة وهي الأهم فقد جسدت من خلالها واقع المرأة في المجتمع الغزي عبر استعراضها لرغباتها المقهورة والمتغيرات الزمكانية التي مرت بها خلال العمر المحكي الواقع بين الإنتفاضة الأولى فمرحلة السلطة الفلسطينية ثم الإنتفاضة الثانية وما عقبها من أحداث وانقسام فحصار وحروب أي حوالي عشرين عاماً سبقها ما استعرضته سريعاً عن الفترة التي سبقت ذلك والممتدة إلى مولد "فرج" البطل الثاني في الرواية حيث أشارت على لسانه بأنه من جيل النكسة أي عام ١٩٦٧ وبالتالي يصبح استخدام ضمير المتكلم يحكي عن سيرة ذاتية لكل من "سلمى" البطلة الأولى و"فرج" الثاني ليروي كلاهما قصته في عمر زمني قوامه يزيد عن الأربعة عقود عاشاهما بين ظلم المجتمع وطموحهما كحالمين يتمنى كل منهما أن يرى حياته بما يحقق له حلمه الذي يصطدم بعدم قبل المجتمع للثاني "فرج" ولفظه واتهمامه بالكفر والجنون واضطهاد الأولى "سلمى" واستغلال أنوثتها التي هدرتها الغريزة الذكورية من جهة ومعاناتها من تسلط أسرة الزوج، لينتهي بها المطاف إلى محاولة انتحار بعد أن فقدت زوجها وأبناءها في الحرب الأخيرة على غزة وشعورها بذنب الرذيلة لتلقي بنفسها في ذات البحر الذي التقيا على حافة مينائه "سلمى" و"فرج" الذي أنقذها من الغرق بعد أن ألقت بنفسها في الماء ثم يعودان إلى نفس المكان يحكي كل منهما حكايته للآخر في انتظار غيمتها لعلها تمطر من جديد.

رواية "غيمة عشتار" دراما تستحق الوقوف أمام ما حملت من رؤية للكاتبة بأسلوب شعري وطابع فلسفي جميل يحاكي قصة اجتماعية ذات بعد سياسي فيها من العبر والحكم ما وضعها في قالب أدبي مشوق.

لست ناقداً لكنني حاولت أن أتذوق الرواية لأقدم شهادتي فيها فسافرت مع غيمتها التي ما زالت تحوم في مخيلتي منذ أن طويت دفة الغلاف الخلفية معلناً انتهائي من قراءتها لتعلق فصولها في مخيلتي ولأن الأمر كذلك أظن بأنها رواية ناجحة لكاتبة قدمت لنا مولودها الأدبي الأول ببراعة المبتدئ الذي يعرف أن يستحوذ على القارئ منذ البداية وحتى النهاية، من العتبة حتى القفلة وما بينهما من صفحات دسمة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف