الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفكر في كتاب "جنون الخلود" انطون سعادة بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2017-06-25
الفكر في كتاب
"جنون الخلود"
انطون سعادة
هناك كتب رغم قدمها، ورغم القضايا (القديمة) التي تناولتها، إلا أنها تبقى حية، وهذا يعود إلى احتوائها مبدأ التحليل والغوص في الأعماق، لهذا نجدها وكأنها كتبت اليوم وليس قبل مائة عام، لا شك أن "سعادة" يعد ظاهرة فريدة في عصره وفي تاريخ المنطقة العربية، ليس لما قدمه من افكار سياسية فحسب، بل لربط هذه الافكار بالأخلاق، لهذا نجده دفع حياته ثمنا لأفكاره ولعقيدته التي وجدها في الأمة السورية التي ينتمي لها.
معارك "سعادة" كانت على اكثر من جبهة، داخلية وخارجية، سياسية وأدبية، دينية وفكرية، ورغم العمر القصير الذي عاشه، والهجرة القسرية التي فرضت عليه، وفترة السجن الطويلة التي قضاها فيه، والتي حدت من تقديم المزيد من ابداعاته المتنوعة والمتعددة، إلا أنه ترك لنا أعمالا يمكنها أن تعد الحل لما نعانيه الآن، وفي هذا الوقت، فمثلا مسألة الكردية، والحرب الطائفية في العراق، وعملية حرق سورية بأيدي التيار الديني السياسي المدعوم من الخليج النفطي والغرب الامبريالي، وما تتعرض له فلسطين من تمزيق لأهلها من خلال خلق اكثر من كيان يمثلهم، فهناك عرب 48، وهناك (شعب غزة) وهناك سكان الضفة، كل هذه التقسيمات السكانية والجغرافية يقدم "سعادة" لها حل من خلال رؤيته القومية للمجتمع السوري، فهو يرى الجغرافيا السورية ـ رغم التقسيمات السياسية ـ واحدة ويجب أن تكون واحدة، والأمة السورية هي واحدة، وما التعدد والنوع الديني واللغوي فيها إلا إثراء لها وتأكيد على أنها أمة تم تشكيلها عبر آلاف السنين، والتعدد والتنوع فيها يعد ميزة فريدة لهذه الأمة العريقة.
"سعادة" كتب هذا المقالات رد "رشيد الخوري" الذي حاول فيها استمالة المسلمين على حساب المسيحيين، فهو يرى في المسيحية ديانة روحية ليس أكثر، وتفتقد إلى العلم وتناول الحياة المادية كما هو حال الدين الإسلامي، لكن سعادة يعري هذا الموقف، مبينا أن الظروف التي جاء بها السيد المسيح تختلف تماما عن تلك التي جاء بها الرسول محمد (ص)، فالبيئة السورية كانت عالية الثقافة، ولا تحتاج إلى نصوص دينية تدعوها لتقدم من العلم، "نشأت المسيحية في بلاد كانت قد بلغت أوج العلم والتمدن وشبعت من الفتوحات في إفريقيا وأوروبا، بلاد لم تكن في حاجة إلى من يحبب إلى شعبها العلم، لأنها كانت أسبق الأمم عليه ومنها الإغريق والرومان، فالتبشير بمحاسن العلم في أمة العالم ما كان يكون له وقع غير وقع قولك للناس، الماء ضروري لأنه يذهب العطش والخبز يسد الجوع" ونجده يدافع عن سورية السيد المسيح من خلال الاستشهاد باللغة التي تكلم بها وخاطب به الناس، فهي اللغة السريانية وهذا رد على من يقول على أنه يهودي، فهو سوري المنبت والثقافة، "لم يكن المسيح يهوديا، ولم يكن له أباء يهود، كما يقول صاحب الحارضة هاجيا إياه، بل كان سوريا يتكلم ويخاطب الجماهير بالسريانية، وهو نفسه رفض أن يدعي "ابن داود" كما أراد اليهود" في المقابل تحدث عن لبيئة الصحراوية الفقيرة ماديا وثقافيا والتي نزلت فيها الرسالة المحمدية: "أما الإسلام فقد نشأ في العروبة التي لا عمران فيها ولا تمدن، والعرب لم يرتقوا عن مرتبة البربرية ولم يعرفوا العلم، وفنونهم مقصورة على الغزو والسلب والاحتيال ونظم الشعر" لهذا نجد القرآن الكريم يدعو إلى العلم والتفكر، وستخلص هذه النتيجة: "لو أن المسيح ومحمد تبادلا الرسالة فظهر المسيح في العروبة وظهر محمد في سورية لما كانت رسالة المسيح ابتدأت على الدرجة العالية التي ابتدأت بها في العروبة، لو كان محمد في سورية لما وجد حاجة للكرازة بأهمية العلم لأن السوريين كانوا السباقين فيه وإليهم يعود فضل تعليم العرب العلم والفلسفة"، بهذا التحليل يمكننا أن نعرف لماذا كان هناك تباين ـ في الحديث عن العلم والمادة ـ بين القرآن والانجيل، فالظرف والمكان والمجتمع يفرضوا ذاتهم على شكل تقديم الفكرة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف