الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السلطة إذ تعيد تشكيل الحركة بقلم:عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2017-06-24
السلطة إذ تعيد تشكيل الحركة بقلم:عريب الرنتاوي
ستتحول سلطة الأمر الواقع في غزة، إلى أداة جبارة لإعادة صياغة حركة وتشكيلها، طالما أن الاحتفاظ بهذه السلطة، بات أولوية لا تتقدمها أية أولوية أخرى ... وسنرى طوابير الصقور من قادة الكتائب والأسر المحررين، يلتحقون تباعاً بأسراب الحمائم ... وسيصبح التنقل بين دمشق والضاحية الجنوبية والدوحة والقاهرة وطهران، وربما أبو ظبي في قادمات الأيام، أمراَ شرعياً تماماً... حتى اللقاء مع عدو الحركة وخصمها اللدود، العقيد المنشق محمد دحلان، سيكون أمراً جائزاً ومحبذاً، وقد تدعمه «هيئة كبار العلماء المسلمين» الجاهزة دوماً لإصدار الفتاوى الشرعية حول الشيء ونقيضه.

وبدل أن تنجح الحركة في تحويل سلطة أوسلو إلى سلطة مقاومة، رأينا السلطة تحول الحركة من حركة مقاومة إلى «حزب سلطة» لا يستطيع أن يفارقها، ويبتني لنفسه وقادته منظومة من المصالح التي يصعب التخلي عنها، مادياً ومعنوياً ... رأينا السلطة تعيد تشكيل الحركة، بدل أن تنجح الحركة في إعادة تشكيل السلطة.

حين كان «التمكين» يقتضي التحالف مع طهران ودمشق وحزب الله، كانت حماس ركناً ركيناً في «محور المقاومة والممانعة»، وعندما هبّت رياح «الربيع العربي»، ومالت الكفّة في غير صالح دمشق، غادرها مكتب الحركة السياسي إلى غير رجعة، ولم يتردد رئيسه عن التدثر بـ «علم الثورة السورية» والتلويح به مهرجانات إسطنبول، وصارت الدوحة وأنقرة هما فرسا الرهان الأساسيين، والرافعة الكبرى للتمكين وإدامة سلطة الأمر الواقع... ومرة أخرى، لا بأس من إجراء كثير من التغيرات والتعديلات على برنامج الحركة وطروحاتها، وفقاً لمقتضيات الحلف الجديد، التي ينبع بعضها من حساباته الخاصة، وأكثرها من حسابات الشركاء الدوليين للدولتين الراعيتين لحماس.

اليوم، تبدو قطر في أضيق الزوايا وأحرجها، وأياً كان «سيناريو المخرج» الذي سينهي الأزمة بين الإمارة الصغيرة وشقيقاتها الكبريات، في مجلس التعاون وخارجه، فإن من المؤكد أن قطر الغد، لن تكون أبداً مثل قطر الأمس ... حتى أن رئيس وزراء الإمارة الأشهر، ووزير خارجيتها الأسبق ، بات يتحدث بلغة الاستعطاف ويستحضر مفردات العلاقة بين الشقيقة الكبرى والشقيقة الصغرى، فيما وزير خارجيتها الحالي، لا يمل من تكرار استعداد بلاده لتفهم مخاوف ومصالح «الرباعي العربي» الذي يشن حرباً غير مسبوقة ضد قطر.

هنا والآن، يبدو أن الحركة بصدد تلمس مواقع خطواتها للمرحلة المقبلة ... لا مكان مريح لقيادتها في الخارج، انقضت سنوات اللجوء في دمشق، حيث تحول الضيف إلى مضيف... وسنوات اللجوء ذي الخمسة نجوم في الدوحة، يبدو أنها في طريقها إلى نهايتها الحتمية كذلك ... يحدث ذلك، قبل أن يتمكن «الابن الضال» من العودة إلى أحضان أمه، في محور طهران – دمشق – الضاحية، لأسباب تتعلق بمخاوفه من تبعات هذه النقلة، وانعدام ثقة حلفاء الأمس، بالشريك الذي لا يعرف الاستقرار في خندق واحد، والذي يتصرف في بعض الأحيان، كالموظف المستجد في شركة صغيرة الحجم، والذي يبدأ منذ اليوم الأول لتسلمه مهام وظيفته، بإرسال سيرته الذاتية إلى شركات أكبر بحثاُ عن وظيفة بشروط أفضل.

هنا والآن، تبدو الحركة على أتم الاستعداد للتفكير بالانضواء تحت رايات محور جديد، قد يكون القاهرة – أبو ظبي هذه المرة ... أسبابها في ذلك، تعود إلى اختناقها بغزة واختناق غزة بها، أما بوابتها إليه فتتمثل في عدو الأمس، محمد الدحلان ... فالتفاهمات التي أبرمت بين الجانبين في طريقها للتنفيذ، والأنباء تتحدث عن زيارة وفد من الحركة للإمارات، ظاهرها اللقاء مع الدحلان، وباطنها تفتيح قنوات اتصال مع رعاته وداعميه.

إن كان الترياق المطلوب لإسالة بعض الدماء في شرايين سلطة الأمر الواقع المترنحة سيأتي من هذا المحور، فالأرجح أن الحركة لن تتردد عن طرق أبوابه، حتى وإن كانت فاتورة هذا الانتقال باهظة للغاية ... هنا لا نستطيع القول إن حماس قد تنقل بندقيها من كتف إلى كتف، فلا بنادق في الدوحة وأبو ظبي لحماس وخيار المقاومة ... هنا ستدخل الحركة على خط التأهيل وإعادة التأهيل، التكيف والتواؤم، مع مقتضيات «مرحلة ما بعد سقوط حكم الإخوان في مصر» والتي تكاد تكون متلازمة مع مرحلة ما بعد دمشق، مع فاصل زمني قصير للغاية.

إدامة حكم حماس في غزة هو متبدأ جملتها وخبرها، وهو الحافز الأكبر لإصدار ميثاق الحركة الجديد، والانفتاح على أعداء الأمس ... لكن أنظار حماس لا تبتعد عن الضفة الغربية، ورهانها على الحلول محل السلطة والمنظمة وفتح وعباس لا ينقطع، ولكن من بوابة التكيف والتأهيل هذه المرة، وليس من بوابة «المقاومة والممانعة»، والتي قد تنهي حكم حماس في غزة، بدل أن تفتح لها أبواب الضفة في الظرف الإقليمي والدولي الراهن ... وإن لم تفز حماس بالضفة والمنظمة، ظفرت بالقطاع، وهذا أضعف الإيمان ... وإن تعثر مسار انهاء احتلال الضفة ومسار انهاء الانقسام، فإن من المؤكد أن حماس ذاهبة للانفراد بإمارتها في غزة، مهما كلف الأمر، ودائماً تحت ستار كثيف من دخان الشعارات الكبيرة والبراقة.

كنّا نظن أن انخراط حماس في النظام السياسي الفلسطيني وتبنيها لخطاب واقعي أمرٌ قد يقرّب الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه وبناء مؤسساته واستعادة وحدته، لكن ما غاب أن أذهاننا ورهاناتنا وقراءاتنا، أن هذه الحركة، شأن كثير من الحركات، وامتداداً لفلسفة الجماعة الأم، مسكونة بنظرية «التمكين»، وأن شغفها بالسلطة، لا يقل إن لم يزد، عن شغف فتح وقيادتها بالسلطة، أو بتعلق النظم العربية القائمة بها، بمن فيها الأنظمة التي طالما حملت الحركة عليها ودعمت خصومها ومعارضيها، كما جرت عليه الأحوال في سوريا ومصر على وجه الخصوص.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف