الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سياسة اميركا الخارجية: استقرار أو عدم استقرار للمنطقة!؟ 2 بقلم:بسّام عليّان

تاريخ النشر : 2017-06-20
سياسة اميركا الخارجية:  استقرار أو عدم استقرار للمنطقة!؟ 2 بقلم:بسّام عليّان
 سياسة اميركا الخارجية:
 استقرار أو عدم استقرار للمنطقة ..!!؟ (2)
بسّام عليّان*
 
             يتواصل الاهتمام منذ خمسة أشهر بسياسات إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الخارجية، وخاصة تجاه دول المنطقة ( منطقتنا العربية والاسلامية)، فيقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن أنقرة سرعان ما عادت إلى "الحضن" الأميركي ضد موسكو بعد محادثة هاتفية استغرقت 45 دقيقة مع الرئيس الأميركي، لتذهب من "النقيض إلى النقيض". وقال إن تغيير الموقف التركي ظهر بسبب تأييد ترامب لإقامة منطقة آمنة في سورية لوقف تدفق اللاجئين ووضع أنقرة للرقة هدفا لقوات درع الفرات المدعومة بفصائل من الجيش الحر "لمواجهة الجماعات الكردية وليس الدولة الإسلامية". ويأتي هذا في وقت كانت قد سبقته متغيرات واضحة على اللهجة المستخدمة في توصيف المعطيات السياسية إقليميا.  ويبدو من خلال المتابعة الحثيثة لاتصالات ترامب ولقاءاته المتتابعة وغير الهادئة أن التحالف المؤجل أو المرحل عاد أدراجه من جديد إلى دائرة الضوء، وباتت تركيا العنصر الفاعل في سياسة ترامب حيال المنطقة، بعد أن قدّمت تركيا أوراق اعتمادها لخدمة المشروع الأميركي الجديد في المنطقة.
      الحقيقة أنه لم يكن متوقعا هذا التصعيد المتسارع في المنطقة، إذا كان على صعيد الحرب الدائرة على الأراضي السورية؛ أوعلى صعيد ما يجري  بالخليج العربي خلال هذه المدة القصيرة من عمر الإدارة الأميركية الجديدة التي يحاول ترامب أن يستفيد من وقته وبسرعة؛ خاصة وأن غالبية المحللين لا يرون أن هناك تجديد لترامب بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأميركية .
    يقول المحللون أن ما يجري الآن في المنطقة هو حراك أميركي بامتياز لم يكن محسوب له حساب للسنتين القادمتين..!!؟ هناك أفعال غير محسوبة لا بالعقل ولا بالمنطق السياسي، إن الأمر يدعو الى توقع استخدام الرصاص بدلاً من الكلام، وعندها لابد من القول إن وجه المنطقة قد يتغير تماما، دون أن نستطيع توقع في اي اتجاه سيكون هذا التغيير الحاسم.
       فمثلاً ترامب لا يريد لإيران أن تستمر بالاستفادة من السياسة الأميركية لتعزيز نفوذها بالمنطقة على حساب دول أخرى، بخاصة أنه أعلن أن من أولوياته في المنطقة محاربة الإرهاب، فهو لا يريد أن يهزم الإرهاب في العراق وسورية، وتقوم إيران بتعزيز نفوذها وملء الفراغ كما حصل بعد الغزو الأميركي للعراق.
     وواقع الحال الحاصل في الخليج العربي؛ يقول أن دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية سيكونون مسرورين بهذه السياسة التي تمثل مطلباً له للركوب في قاطرة حل الأزمة السورية. رغم أن التاريخ القريب علمنا أن هناك صعوبة في توقع تغيير درامي في السياسة الإيرانية، التي تجمع بين سياسة التوسع وبسط النفوذ وتصدير الثورة، وإضافة أبعاد عقائدية لطبيعة الصراع الدائر في المنطقة.
       والواضح بعد زيارة ترامب للسعودية مؤخراً؛ أن يكون زعامات الخليج العربي على طاولة ترامب بعدما كانت إيران ضمن أولويات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وهنا اصبح بعض المقربين يتساءل فيما إذا كان مفعول الصفقة الكبرى مع ايران أوشك على الانتهاء - من جانب واشنطن تحديداً - وهل تلوح في الافق ملامح صفقة كبرى بين أميركا بإدارة ترامب وبين زعامات الخليج العربي!!؟.
       وبحسب بعض المحللين القريبين من مركزي القرار الأميركي والفلسطيني العربي؛ فإن الرئيس ترامب يمتلك فعلا خطة لإنهاء الصراع الصهيوني – الفلسطيني، حيث لوحظ تأجيل نقل السفارة الأميركية للقدس المرتبط حتما بملف التسوية حيث ستكون زيارة نتنياهو المتوقعة لواشنطن مناسبة لطرح رؤية ترامب حيال الخيارات التي يفترض أن تحسم تل أبيب الإجابة عليها، وتتلخص في نقل السفارة أو إلغاء الاتفاق مع طهران أو إعطاء ضوء أخضر للاستيطان (!!؟).
       يعتقد بعضهم وخاصة بعد زيارة ترامب للسعودية والحفاوة والترحيب الذي أقيم لترامب وعائلته، أنه من المتوقع أن تطرح التسوية مع العرب أولاً، ثم مع الفلسطينيين لاحقاً، على أجندة اللقاء مع نتنياهو مما يفتح الباب أمام صفقة كبرى بين أميركا وحكومة الاحتلال من جانب وبين الاطراف العربية المعنية من جانب آخر.
       وحول هذا الجدال الدائر بين الاعلاميين والدبلوماسيين تناولت صحف أميركية السياسة التي يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب اتباعها تجاه دول المنطقة، وتحدثت بعضها عن اختبارات لهذه السياسة المحتملة، وتساءلت عن احتمالات تدخله بكل المسائل العالقة في المنطقة مثل سورية وفلسطين والعراق وليبيا واليمن. فهناك شخصيات من جذور عربية وفلسطينية تركت أثرا على السياسة الأميركية الجديدة إزاء المنطقة، وسط تحديات قد تواجه ترامب في هذا السياق.  فبعضهم يتبع سياسات هادئة ويعمل على إيجاد حلول للأزمات وتهدئة المشاعر بدلا من تأجيجها. 
       كما تتساءل هذه الشخصيات؛ عن ما قد يحدث بعد وفاة الرئيس الفلسطيني، وتطرقت إلى بعض الشخصيات المحتملة مثل محمد دحلان الذي سيلقى معارضة شديدة من الوسط الفلسطيني، لاتهامه بالفساد والعمل على تشتيت جهود العمل الوطني الفلسطيني؛ والاستئثار بالمال والثروة على تحقيق أهداف النضال الوطني الفلسطيني، ويرون أن الولايات المتحدة الأميركية تفضل وزير المالية ورئيس الوزراء الأسبق سلام فياض، كما أن مروان البرغوثي المعتقل لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين؛ رغم أن الأميركيين يرون بفياض الرجل المناسب وألأوفر حظاً.
      وفي حال الاستنتاج الأولي للسياسة الأميركية في عهد ترامب نجد هناك أمران يتصدران قائمة أولويات سياسته الخارجية: أولهما التجارة وثانيهما الأمن. في ما يتعلق بالتجارة، سيركز ترامب على دول مثل الصين والمكسيك واليابان، أما بالنسبة الى موضوع الأمن، فسيتوجه تركيزه الى منطقتنا العربية والاسلامية.
     لكن، لا تزال هناك أسئلة كثيرة قائمة: هل سيقوم ترامب بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى المنطقة؟ إن الشعب الأميركي لا يزال يعارض بشدة الانتشار الواسع للقوات (وهذه كانت رؤية الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما)، لكننا قد نرى زيادة في الضربات الجوية ونشاط الاستخبارات، فضلاً عن زيادة في نشر وحدات صغيرة من القوات الخاصة. وستكون إدارة ترامب أقل تردداً من إدارة أوباما في استخدام القوة الجوية الكبيرة الحجم وتجاهل الضحايا المدنيين. وهذا يجعلها أقرب إلى النهج الروسي.
      والملفت للانتباه أن الموقف تجاه روسيا هو أحد المسائل الرئيسية في الإدارة الأميركية الجديدة، فيبدو أن ترامب يرى في روسيا شريكاً محتملاً، كما أن لوزير خارجيته ريكس تيلرسون موقف مماثل إلى حد ما. ولكن فريقه للأمن القومي، من فلين الى ماتيس إلى مايك بومبيو رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، يعتبرون روسيا عدو أميركا الرئيسي في العالم على المدى الطويل. فكيف ستحسم او ستترجم هذه التناقضات تجاه روسيا؟
      كما أن الموقف تجاه إيران يمثل تناقضاً آخر في سياسة هذه الإدارة. فترامب وفريقه الأمني يرون أن إيران عدو يجب إضعافه وصده، إلا أن ترامب عبّر مراراً انه قد يفضل العمل مع روسيا في سورية، ولمصلحة النظام السياسي القائم في سورية في مواجهة معارضيه. هذا في الواقع يعني انحيازاً الى إيران في سورية. وتعمل الولايات المتحدة الأميركية بالفعل مع حلفاء إيران في العراق لإبعاد «داعش» من الموصل ؟!
       كما أن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران في «اليوم الأول» لرئاسته. لكن ريكس تيلرسون قال إنه سيأمر بـ «مراجعة» الاتفاق – مما يعني أن الصفقة من المرجح أن تبقى في الوقت الراهن، حتى لو قامت الإدارة الجديدة بمراقبة الاتفاق بصورة أدق.
      ولكن يبدو أن نصيب القضية السورية من سياسة ترامب الخارجية سيكون له الأولوية، فتفيد التسريبات بأن هناك توجهاً أميركياً من أجل التدخل العسكري في سورية عن طريق الجنوب، بمعية قوات أردنية وبريطانية، وربما سعودية، وسيكون الهدف الأصلي هو تصفية جيوب "داعش" وجبهة النصرة الموجودة في الجنوب، والامتداد نحو البادية، وصولاً إلى منطقة دير الزور والحدود السورية العراقية في القائم والأنبار، وهناك تقديراتٌ ترجّح أن يشمل هذا التدخل منطقة الجولان، وصولاً إلى الحدود اللبنانية، ومن غير المستبعد أن يلعب الاحتلال الاسرائيلي دوراً مباشراً في هذا القطاع، وسيكون تدخلها علنياً لأول مرة.
       واللافت في الأمر أن الطرف الذي استبق هذا التحرك، وبدأ يطلق تسريباتٍ حوله هو إيران التي بدت معنيةً أكثر من الحكومة السورية. وعلى الرغم من أن هذه هي النسخة السابعة من مناورات "الأسد المتأهب" في الأردن، فإنها ربطتها بالوضع في سورية.  وهذا الأمر يفسر سياسة ترامب الجديدة بعد زيارته للسعودية؛ أنه يسعى لتأسيس شراكاتٍ جديدة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول المنطقة، على أسس مختلفة عما هي عليه التحالفات الحالية، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام مواجهاتٍ وحروبٍ سياسية واقتصادية وعسكرية؛ بدأت بالخلاف الخليجي مع قطر.
       ولكننا نستطيع القول أنه وبالرغم من ضخامة التغير الذي تشهده المنطقة منذ اكثر من خمسة شهور، والاحداث المتلاحقة الهامة التي تشهدها المنطقة على مختلف الصعد، فان الولايات المتحدة الاميركية ما تزال متمسكة بنهجها السابق الذي التزمت به في تعاملها السياسي مع قضايا المنطقة مع كل التطورات السياسية على اختلاف مستوياتها العربية والدولية.  فإن كل ما يطرأ على السياسة الأميركية الجديدة لا يزيد كثيرا عن كونه دعوة لفتح حوار بصيغة جديدة حول السياسة الأميركية الخارجية، ومحاولة تأتي لكسب الوقت بعملية الفك والتركيب بالمنطقة لحث كافة الاطراف المعنية على المشاركة في تقبل سياسة ترامب الجديدة والمعقدة. فبينما تتجه القوى الصديقة والموالية لفلسفة ترامب في تأييد الموقف الأميركي الجديد وتدعيمه تقوم بعض قوى الضغط السياسي الخاصة في ابعاده بتجميع قواها وتجنيد امكانياتها من اجل محاصرة ذلك الموقف واحباطه. وعندما تكون مواقف الاطراف المختلفة متناقضة او متباعدة، فان تلك القوى غالبا ما تلجأ الى وسائل الاعلام والرأي العام محاولة تجنيد قواها للضغط في الاتجاه الذي يتلاءم مع اهدافها ومواقفها.  فمن هنا نجد من يتكفل عادة بانجاح السياسة الجديدة للولايات المتحدة الاميركية..!!؟
بسّام عليّان / كاتب اجتماعي وباحث ســـــياسي/ دمشق.


دمشق في 18/6/2017

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف