الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رقعة الشطرنج بقلم:فاطمة فحيل البوم

تاريخ النشر : 2017-06-19
رقعة الشطرنج بقلم:فاطمة فحيل البوم
فتاة الشطرنج*

بقلم: فاطمة فحيل البوم.. ليبيا

- "أتحبين أن نلعب شطرنج؟!".. قلت لها وقد غيّرت مجرى الحديث.

إنني فتاة الشطرنج يا سارة، كل مربع في ذلك الصندوق هو منزلي، كل الجنود جنودي، الذين أكافح في تدريبهم على الفوز في كل مرة.  

- "فلنجرب إذا".. قلت لها باحتدام.

ذهبتُ مسرعة لآتي بالرقعة، وضعتها على منضدة من خشب الزان وناديتها للمواجهة.

كانت واثقة الخطى وكأنها ضمنت الفوز لا محالة.

رتبتْ كلاً منا جنودها، والملك، وباقي الجيش، وانطلقت اللعبة. لم تبدأ سيلين بالقوة التي توقعتها، لكنها كانت سلِسَلة في التهام الجنود؛ واحداً تلوى الآخر. بعد مرور عشر دقائق تماماً لم يعد بحوزتي الكثير لحماية ملكي، إلا قلعة وجندي والوزير وحصانين. بالمقابل لم تخسر هي سوى ثلاث جنود وقلعة.

- "أعتقد كل المراسم واضحة يا سيلين" قلتها ومعالم الاحتدام مرسومة على محياي.

- لم يتسنى لها الانتظار أكثر، "كش ملك".

ذُهلتْ!..

- "أتقتلين الملك بجندي؟!"..

- "هه هذا الذي كنت أنتظر قوله مِنْكِ". نظرتنا ذاتها يا سارة حتى في مجرد لعبة نستهزئ بأقل طبقة.

الشخوص في رقعة الشطرنج هم ذواتنا في الحياة الواقعية، نظرتنا المبتذلة للملك، نظرة التقدّيس المبالغ بها، نظرة التجاهل القح للجندي رغم حمايته لكل شيء، هي ذاتها نظرتنا للطبقة الكادحة في مجتمعنا.

أخذ كلامها حيّزا كبيراً في عقلي. بعد دقيقة صمت، وبينما سيلين منهمكة بإرجاع الجنود إلى مكانهم، باغتتها بسؤالٍ:

- "لما لا تشتركين في المسابقات الدولية الكبيرة التي تنتظم كل عام!".

ضحكت باستهزاء، ككل أصدقائي، ككل عابر يراني أتمرّس على هذه الرقعة.

- "أنا يا سارة أعلم أنني ماهرة على هذا الملعب، وأحارب بلذة، وأرمي بالفخاخ كل من واجهني، لكنّ أتصدقين أنني لا أعشق الشطرنج؟!".

- شهِقت! "كيف؟!"..

- "أنا مؤمنة أن اللعبة مبتذلة جدا في حق الملك، وأنا لا أعشق هذا النوع من التكلف".

جاء غاندي ليبصم على ما أشعر به قائلاً: (لطالما لم أكن أرغب في تعلم الشطرنج لسبب لا يعلمه أصدقائي سابقاً وأنا لا أريد أن أقتل جيشي وجندي وكل ما على أرض الشطرنج كي يحيا الملك). 

ببساطة هذه أنا.

نهضت من الكرسي أعلن استسلامي لكلامها ولجنودها ولجيشها تارة واحدة.

- قلتُ لها: "أنتِ رائعة، رائعة جداً يا سيلين".

ردت بابتسامتها الجميلة ثم شرعت للخروج.

* مقطع من مشروع روائي بعنوان "نساء عظيمات".. 

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف