الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكاتب السعودي عادل القرين يتحدث عن ذكرياته في رمضان!

الكاتب السعودي عادل القرين يتحدث  عن ذكرياته في رمضان!
تاريخ النشر : 2017-06-19
الكاتب السعودي عادل القرين يتحدث لوكالة أنباء الشعر عن ذكرياته في رمضان

 زياد ميمان

لكل منا ذكريات مع شهر رمضان المبارك، فيأخذنا بأجوائه إلى عالم الطفولة والذكريات الجميلة، ونحلق في أرجاء العمر ليحط بنا الرحال على مواقف عشناها في هذا الشهر الفضيل الذي يأتي كل عام ويترك فيها بصمة خير وحزن، على أن من غنم من هذا الشهر فقد غنم ومن تقاعس بعمله فقد فاته القطار، لكن تبقى الذكريات مشهداً جميلاً في حياتنا نسترجعها كلما أردنا وفي هذه المادة ندخل في عالم الذاكرة مع الكاتب والشاعر السعودي عادل القرين الذي يأخذنا إلى حيث كانت طفولته وشبابه في رمضان فيقول: عندما نتيه في أروقة المكان والزمان نتأمل أنفسنا في عباب ورق الحياة.. نشتم العبق من خيوط الذكرى الرقيقة، والتي ما تزال عالقة بين سطور ذاكرتنا وفي أحشاء وجداننا..

فالأجداد هُم من أرسوها في نفوس الآباء، والآباء حملوها بكل تحدٍ وتفانٍ إلينا.. إذ جدفوا بأيديهم حتى أزهرت أعواد أناملهم وأضلعهم بالخير الوفير والصراط المستنير.. كل هذا في سبيل أن يوصلوا لنا ولأبنائنا وبناتنا كل جميل، زارعين فينا حدائق جمة ترامت أطرافها الخضراء داخل سيرنا العابرة.. ليظل لسان حالهم وحالنا يردد: بكم وبهم ننير الطريق..

الطريق الذي تعددت أزقته ودروبه، فزادت متاعبه، فسار من سار، وسقط من سقط، ورحل من رحل.. غير أن نبض الذكريات بداخلنا يخلق لنا عمراً جديداً.

وسأكتفي أحبتي بإشعال شموع الأمس وفوانيس اليوم فيما بيننا بالتذكر والتذكير.. مع شكري الجزيل لوكالة أنباء الشعر اهتمامهم، والذي أشعلني حد الانصهار في وقفاتهم واستفساراتهم لحديقة المرايا وكُنه المزايا في أيام الصوم الجليل والقول الفضيل.

فمن ذكرياتي في هذا الشهر الفضيل مخبز أم أرشيد (رحمها الله) للخبز الأحمر الحساوي بمساعدة ابنها المرحوم: عبدالله في ( براحة ) زكي بالفريج الشمالي بهفوف الأحساء.

وكذلك أطباق شهر الخير صحن الهريسة، واللقيمات، والمضروبة، والجريش، والعيش الحساوي، والغلية، والتشريبة، والساقو، والبلاليط، والمموش، وخبز المسح، وكبسة الكراعين، والمبصل، والمخلطة من بيت الخالة: أم طلال البحراني بالفريج الشمالي.

ولقرقيعان الفريج نكهة خاصة جداً، فصورته ما زالت عالقة في ذاكرتي، وأبو طبيلة للمرحوم: حسين الشويفعي، والمرحوم: حبيب الشويفعي، والبهجة والسعادة في بداية الشهر وفي وداعه.. وكأني بأحدهما يقول:

"ودعوه ودعوه ودعناه
يا رمضان يا شهر الصيام
الوداع الوداع الوداع
يا رمضان يا شهر الصيام".

وكذلك أتذكر بقالات الفريج الشمالي بهفوف الأحساء وازدهار الشهر الكريم بالبسطات.. بقالة المرحوم: راضي البن صالح (بالدحدرانة)، بقالة المرحوم: علي بو عليو، بقالة: حسن بوسعيد (أبو فلاح)، بقالة المرحوم: حجي الخير الله بالخر، بقالة المرحوم: عبدالوهاب العلوي، بقالة المرحوم: محمد الحويجي، بقالة الرحوم: فهد البدر، بقالة المرحوم: محمد العثمان، وبقالة المرحوم: صالح الشمس، وبقالة العمر بدروازة الخميس.

تذكرت وتأملت الحاضر الذي يتعلم من الماضي، والحاضر الذي يهمس في أُذن المستقبل: (تركد على روحك يا ولد أهليه).. فأنت حُلم الطفل، وتحدي الشاب، وورع الشيخ، وخاتمة العمل.

وتذكرت (سيكلي العشرين الصتي)، وألوان الكفرات، وحرارة شارع المدير، وبرودة أزقة سوق القيصرية بالقرب من قصر إبراهيم باشا بكوت هفوف الأحساء.

وتذكرت أيام الدراسة بشهر الخير في مدرسة الجارود الابتدائية بالكوت، ودعاء أمي أم علي (رحمها الله) قبل ذهابنا إلى هناك.

تذكرت صلاة الفجر بإمامة المرحوم الشيخ: عبدالله بو مرة (رحمه الله) بقرية الطرف، بمرافقة الوالد (رحمه الله).

وتذكرت مسجد العباس بقرية المطيرفي، ومسجد الغراريش بالفريج الشمالي، ومسجد أبو خضر بالفاضلية، وأسواق الأحساء الشعبية واليومية بأغلب القرى.

وتذكرت الاستعداد لحملة الوالد للذهاب للمدينة المنورة ومكة المكرمة، وقضاء الأيام الأواخر، وأيام عيد الفطر المبارك هناك مع الأعمام أصدقاء الوالد (رحمهم الله).. المرحوم: عبدالله الخليفة، المرحوم: يوسف الدخلان، المرحوم: عبدالله السماعيل وغيرهم، وكذلك كبسة الربيان المجفف لوجبة الإفطار بطريق خريص.

وتذكرت نزلة الخر، وأزقة التراب، وساباط القريني والفهيد والعليو والسماعيل، وحوش بوعيد، والحوطة، وصكة غويدري بالفريج الشمالي بهفوف الأحساء.

وكذلك تذكرت مجلس العم المرحوم: حبيب بن الشيخ سلمان العبداللطيف (رحمهم الله)، وكتابة الخطابات الحكومية، وبجوره جدي المرحوم: محمد علي، وكلامه المفرح، وثغره المبتسم.. وتقاسيم بيتهم الكبير (البارقة، البستان، الكندية، بيت آمنة، المربعة، الدهريز، الروزنة، الحوي، الأرسي).

وكنا في شهر الخير نمارس السباحة في عيون الأحساء وقنوات السقاية مع المرحوم الوالد، وصديقه المرحوم: عبدالله العبد العظيم، والمرحوم: عبدالله الزاير (رحمهم الله)، بمرافقة أخي الأكبر توفيق.

وكم كانت تصدح في إذني كلماته "قاز، قاز" في رمضان الخير فتذكرت بائع (الكيروسين) اليماني، وهو يصول ويجول بأزقة الفريج حيث كانت وقود الطبخ آنذاك عند البعض بالحارة.

تذكرت المرحوم العم: جاسم بن محمد الجاسم، وتوزيعه للحم على بيوتات الفريج بشكلٍ يومي من سوق القصابية، والمعاين الآن بجوار عمارة السبيعي، والمدرسة الأولى بهفوف الأحساء.

تذكرت الوجاغ، الحويش، الطالة، براحة السيد، بيت المتمتمي، وبيوت الحاجي محمد، والحرز، والأستاذ، والصفافير، والعمار، ومجلس الحيدرية، وبقالة بو خضر في طريقنا لمدرسة الجارود الابتدائية بكوت الهفوف.

تذكرت حرص وحنان أستاذنا الجليل: محمد بن علي الغريب (استاد غريب).. على إيصال الطلاب لبيوتهم البعيدة، أو لتأخر والدهم عنهم بشكلٍ يومي وبدون تذمر أو تردد بسيارته.

ولأيام العيد والاستعداد لها ذكريات فقد تذكرت مخبر الوفاء (البحراني) بالفاضلية، والتجهيز لأيام العيد في البسطات بساباط القريني بالفنايل والغتر، والطواقي، والثياب السوقية، وكذلك بسطات دروازة الخباز.

كما تذكرت التجمهر عند جبل الطوب (المدفع) بالفاضلية قبل أذان المغرب بدروازة الخباز طريق المزرع، والاستعداد لوجبة الإفطار.

وتبريكات الشهر الفضيل كانت حاضرة فتذكرت أعمامي (رحمهم الله جميعاً) في تبريكات دخول الشهر الكريم، وديوانية بيت أهليه وقعدة الشياب.

تذكرت (العسكريم للشربت الأحمر والأصفر والصبار) من بيوت الخالات: أم خليل، أم باقر، أم عباس، أم عبدالمجيد، أم أمير، وأم أحمد، وأم عبدالله (رحمة الله عليهن جميعاً) في مساء شهر الخير وحرارة الجو.

تذكرت نخيل الأحساء وبساتين الأعمام، وتذكرت مطوعات القرآن الكريم بالفريج الشمالي، وتعليمهن لبنات الفرجان المجاورة القرآن ( فرحم الله من رحل منهن، وأطال الله في عمر يعيش بيننا بالخيرات والمعاني الصالحات).

تذكرت كبسة أمي أم علي (رحمها الله) على صالونة المخلطة بالعدس للسحور، ولقيمات (أميه) فاطمة للفطور، والزردة، والچبة، وممروس الفرح.

تذكرت (التمشية) في جبل القارة، والمشتل، ومشروع حجز الرمال بالعمران، وجبل الشعبة طريق جليجلة والجرن.

تذكرت الدوغة وصناعة المصاخن، والتنانير والمباخر بجوار بسطات سوق الخضرة الآن، وملعب فريق الأبيض، وسوق (الجت).

تذكرت الفنان الراحل: يونس شلبي (رحمه الله)، ومسلسله الرمضاني..

"هلا بنت حلوة للغاية
يونس يرعاها بعناية"

تذكرتكم جميعاً دون استثناء بالدعاء الوفير يا محاسن الصدق والإيثار، ويا بيادر الخضرة والماء، والوجه الحسن..
"فالخط يبقى زماناً بعد صاحبه وصاحب الخط تحت الأرض مدفون"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف