الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نظرية الفلاح بين الصوفية ونبي الأمة صلى الله عليه وسلم بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2017-06-03
نظرية الفلاح بين الصوفية ونبي الأمة صلى الله عليه وسلم بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
نظرية الفلاح بين الصوفية ونبي الأمة صلى الله عليه وسلم

لعادل بن مليح الأنصاري

ورد في صحيح مسلم / حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفلح إن صدق )
في البدء هناك أسئلة أود طرحهما ببساطة :
- من هو الشاهد والمُقر بالفلاح هنا ؟
- ما هو الفلاح المقصود هنا ؟
- ما هي متطلبات الفلاح والتي عرضها خير البشر ورسول رب البشر إلى الأمة ؟
- ما هي غاية البشر من وجودهم وسبب خلقهم ؟

لا شك عندي وعند غيري أن الإجابات بسيطة بساطة الأسئلة ونوردها بكلمات قليلة واضحة لا لبس ولا فلسفة كلامية فيها :
- الشاهد والمُقر هو رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم .
- الفلاح هو رضا رب العباد ودخول جنته .
- المتطلبات أركان الإسلام الخمسة كما يفهما ويمارسها أي إنسان بسيط (كهذا الإعرابي) , ولو قصد نبينا الدخول في فلسفات ومتاهات لفظية وتعقيدات عبادية لنيل الفلاح لشرحها له ولغيره من الحاضرين .
- غاية البشر من حياتهم الدنيا (الفلاح) في الأخرة .

انتهت القضية

فلنتفق أولا أن المسلم سواء أكان عاميا أو مثقفا مزارعا أو ملكا غنيا أو فقيرا , وبغض النظر عن انتمائه ومذهبه وفكره (عدا ما يُخرج من الملة) , كلهم ينشدون ( الفلاح) يوم القيامة ودخول الجنة , والطريق المرسوم للوصول لهذه الغاية لم أضعها أنا أو الصوفية أو العلماء أو المفكرين , بل وضعها صاحب الرسالة ومن لا ينطق عن الهوى كما ورد في الحديث السابق .

سؤال بحجم الفلسفات المهولة والطُرق والمراتب والمنازل والرقصات والأسرار والهمهمات وتأليه البشر للبشر والانحناء لهم , وربما السجود وتقبيل الأرجل والأكف والبكاء والعويل والتمرغ في الأرض في حضرة رجل ما .

ما الذي نحتاجه لـ(الفلاح) يوم القيامة ما نطق به خير البشر وصاحب الرسالة أما سُطر ونُظر في مئات الكتب الصوفية من طلاسم وأسرار ومراتب ومسميات وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان وتشنجات والتمرغ والرقص في حضرة إنسان الله أعلم بدواخله ؟
فمثلا ( القطب ) هل هو أعلم من رسول الهدى في رسم طرق (الفلاح) ؟
تأملوا هذه العبارة :
( القطب، وهو الغوث : عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر الله من العالم في كل زمان ومكان، وهو على قلب إسرائيل عليه السلام ) .
اولا ما معنى موضع نظر الله ؟ هل يعني أن الله لا يرى العالم إلا من خلاله ؟ أو أن الله لا ينظر إلا له من دون البشر ؟ في كلا الحالتين هذا ضد كل ثقافتنا الدينية عن الله والعالم كما جاء في القرآن والسنة .
ثم لماذا ( إسرائيل بالذات ) لماذا لا يكون ( محمد ) ؟

ثم تأملوا هذه الطامة التي تخالف بساطة وروح الإسلام النقي الواضح الذي قال عنه رسول الهدى (تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ) هل ( المحجة البيضاء ) هي هذه التقسيمات والأسرار التي تعصى على عامة المسلمين وربما خاصتهم :

(الإمامان: هما شخصان، أحدهما عن يمين الغوث ونظره في الملكوت، والآخر عن يساره، ونظره في الملك، وهو أعلى من صاحبه، وهو الذي يخلف الغوث.
الأوتاد: عبارة عن أربعة رجال منازلهم على منازل أربعة أركان من العالم: شرق وغرب وشمال وجنوب، مع كل واحد منهم مقام تلك الجهة.
البدلاء: هم سبعة، ومن سافر من القوم من موضعه وترك جسدا على صورته حتى لا يعرف أحد أنه فقد، فذلك هو البدل لا غير، وهم على قلب إبراهيم عليه السلام.
النجباء: أربعون، وهم المشغولون بحمل أثقال الخلق فلا يترفون إلا في حق الغير.
النقباء: هم الذين استخرجوا خبايا النفوس، وهم ثلاثمائة) , هذا النص (بالنسبة لي ) اشبه بقصص ألف ليلة وليلة وقصص الخرافات القديمة و وربما طلاسم يصعب فهمها للكثير من المسلمين , هذه النصوص كيف لنا أن نشرح فحواها لو سألنا عنها غير المسلم لو أراد الدخول في الإسلام وكان مثقفا وقرأ بعضها ؟ , تخيلوا معي لو قرأ الحديث ( أفلح إن صدق ) ثم قرأ هذه الشروحات والفلسفات الصوفية ! كيف يكون موقفه من تقبل الإسلام .

لن نورد المزيد من هذه النصوص الصوفية فلا حاجة لنا بمثلها , نحن بحاجة للمحجة البيضاء التي وصفها رسول الهدي , وبحاجة لخطة ( الفلاح ) التي وصفها خير البشر بكل بساطة ووضوح وبلسان عربي مبين .

في النهاية ربما يقول العض ( كونك لم تفهمها ولم يكتب الله لك بالرقي والعلو والسمو لتفهمها لا يعني أنها خاطئة , فالقصور في فهمك ) , أقول وما فائدة هذا العلم وهذه الفلسفة والطلاسم والتقسيمات والمراتب والطقوس والأسرار إذا لم يفهما عامة المسلمين , واقتصرت على خاصة الخاصة منهم , هل عرفوا هم طريق ( الفلاح ) ونحن تهنا عنه ؟ هل نضرب بكلام محمد صلى الله عليه وسلم ونأخذ بتعليمات وأسرار ( القطب ) ؟
هل نأخذ الدين الذي هو كـ(المحجة البيضاء) من قال الله وقال الرسول أم نأخذه من كتب الطلاسم والأسرار والمنازل والرتب ؟

أخيرا ...
أنا لست ضد الصوفية ولا تهمني تعاليمهم وأسرارهم وكتبهم , ولكني كمسلم أفضل طريق (الفلاح) والنجاة بطريقة محمد البسيطة الواضحة البيضاء على تلك الطرق التي تأخذني إلى عوالم خرافية ومتاهات فلسفية تخدر عقلي وتقذف بتفكيري إلى ملكوت خارج الواقع ,,
ولو اردت طرح نصوص صوفية هنا لطال بي المقام ولن أجد وقتا لحصر تلك النصوص الخارجة عن واقع المسلم والمحلقة في فضاءات الخيال والخرافة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف