ذاكرة
توقفت الذاكرة أمام طابور الحزن الذي غادر القلب مكونا خطوطا زرقا ملتوية . خلع الرجل ثيابه الصيفي , فكان في شكله المرئي أقرب الى كومة من القش . خالجته احساس بأنه يخلع ثوب ( افينون) اذ تستحم مع فتيات ( الغورنيكا) . بينما بيكاسو قابع في علبة الوانه هادئا على غير عادة , أشبه بشرنقة دودية . لم يكن في المقهى ذلك النهار زبائن كثر باستثناء رجل راح يتأمل لوحة شعبية لعنترة بن شداد وهو يسلب غنائم من صحراء بدت كحقل ذابل الزرع , وقد بدأ كامرأة ثكلى تاركا جواده على مقربة منه بينما سيفه مغروس في الرمل . كان كل شيء في المقهى هادئا . فالجلاس غادروا ( تخوت ) المقهى هربا من جحيم الحر والصمت .تساءل الرجل مندهشا : ما الذي يعنيني من حزن قديم يطلي لوحة لم اكن موجودا اصلا حين صنعتها الألوان الثلاثينية الغابرة ؟.(شفط) نفسا دخانيا من (اركيلته) قبل أن يرمق عنترة الذي رفع سيفه بيده اليسرى بدلا من اليمنى .لم تكن عبلة حاضرة . فربما هي الان في خيمتها هاجعة ! أو هي توقد النار في المنحدر الرملي القريب غير مكترثة ببطولات الحبيب الذي فقد الذاكرة . وأصبح مهووسا بحالة غريبة غامضة , في وقت لم تكن هي خلاله تملك ناصية التفكير في شيء عدا انها بعيدة عن السيوف والدماء !
صحراء الثلج
كان الرجل الصحراوي يجلس في المقهى ويحاول من خلال تأمل الصور المعلقة على الجدران , اكتشاف التالف بين ما تمثله الصور والحالة المدينة المعاصرة من نساء متبرجات ذوات بنطلونات ضيقة لم يرى لها مثيلا في الحلم . الصور تمثل رجالا يمتطون صهوات جمال وجياد حيث الرمل والصحراء والقيظ . ولم يكن في ذلك . كما يرى الرجل . وشيجة تمسك بالطرفين وبالحالتين في ان معا . وكان قد غادر الصحراء قبل ايام تاركا جملة يغرز ارجلا عجينية في الرمل ويتساءل من الذي يرعاه من بعدي . وكانت المدينة التي دخلها على حذر تبدو له الان كالومضة الصحراوية يتأملها بعينين مبهورتين وعقل مدهش ويقول : ما الذي أراه ؟ تماثيل ناطقة وشوارع كالسجاد . واناس بملابس ملونة كنجوم الصحراء . راح يتأمل جمله الذي تركه بعيدا . لكنه الان يقترب . ويقترب ورأى نفسه يمتطي صهوته ممسكا بمقوده الشريطي والجمل يتحرك بأرجله العنكبوتية غارسا خطواته العجينية في الرمل ويتحرك ببطء في اتجاه لم يكن واضحا لكنه اتجاه على اية حال ولن يغير من الأمر شيئا حين انتبه الرجل الصحراوي وكان جمله .. يخب في الرمل على ايقاع كالسحر شعر بأنه يقترب من قاعة هي أقرب الى المكان الذي يجلس فيه الان ترجل تاركا جمله سائبا يتحرك بحرية ودخل هو المقهى وصفق بيدين رمليتين مناديا لكنه حين رأى الرجل الذي يجلس قبالته تماما بوغت وأدهشه قبعة تشبه سنام الجمل . وجمله بالذات
توقفت الذاكرة أمام طابور الحزن الذي غادر القلب مكونا خطوطا زرقا ملتوية . خلع الرجل ثيابه الصيفي , فكان في شكله المرئي أقرب الى كومة من القش . خالجته احساس بأنه يخلع ثوب ( افينون) اذ تستحم مع فتيات ( الغورنيكا) . بينما بيكاسو قابع في علبة الوانه هادئا على غير عادة , أشبه بشرنقة دودية . لم يكن في المقهى ذلك النهار زبائن كثر باستثناء رجل راح يتأمل لوحة شعبية لعنترة بن شداد وهو يسلب غنائم من صحراء بدت كحقل ذابل الزرع , وقد بدأ كامرأة ثكلى تاركا جواده على مقربة منه بينما سيفه مغروس في الرمل . كان كل شيء في المقهى هادئا . فالجلاس غادروا ( تخوت ) المقهى هربا من جحيم الحر والصمت .تساءل الرجل مندهشا : ما الذي يعنيني من حزن قديم يطلي لوحة لم اكن موجودا اصلا حين صنعتها الألوان الثلاثينية الغابرة ؟.(شفط) نفسا دخانيا من (اركيلته) قبل أن يرمق عنترة الذي رفع سيفه بيده اليسرى بدلا من اليمنى .لم تكن عبلة حاضرة . فربما هي الان في خيمتها هاجعة ! أو هي توقد النار في المنحدر الرملي القريب غير مكترثة ببطولات الحبيب الذي فقد الذاكرة . وأصبح مهووسا بحالة غريبة غامضة , في وقت لم تكن هي خلاله تملك ناصية التفكير في شيء عدا انها بعيدة عن السيوف والدماء !
صحراء الثلج
كان الرجل الصحراوي يجلس في المقهى ويحاول من خلال تأمل الصور المعلقة على الجدران , اكتشاف التالف بين ما تمثله الصور والحالة المدينة المعاصرة من نساء متبرجات ذوات بنطلونات ضيقة لم يرى لها مثيلا في الحلم . الصور تمثل رجالا يمتطون صهوات جمال وجياد حيث الرمل والصحراء والقيظ . ولم يكن في ذلك . كما يرى الرجل . وشيجة تمسك بالطرفين وبالحالتين في ان معا . وكان قد غادر الصحراء قبل ايام تاركا جملة يغرز ارجلا عجينية في الرمل ويتساءل من الذي يرعاه من بعدي . وكانت المدينة التي دخلها على حذر تبدو له الان كالومضة الصحراوية يتأملها بعينين مبهورتين وعقل مدهش ويقول : ما الذي أراه ؟ تماثيل ناطقة وشوارع كالسجاد . واناس بملابس ملونة كنجوم الصحراء . راح يتأمل جمله الذي تركه بعيدا . لكنه الان يقترب . ويقترب ورأى نفسه يمتطي صهوته ممسكا بمقوده الشريطي والجمل يتحرك بأرجله العنكبوتية غارسا خطواته العجينية في الرمل ويتحرك ببطء في اتجاه لم يكن واضحا لكنه اتجاه على اية حال ولن يغير من الأمر شيئا حين انتبه الرجل الصحراوي وكان جمله .. يخب في الرمل على ايقاع كالسحر شعر بأنه يقترب من قاعة هي أقرب الى المكان الذي يجلس فيه الان ترجل تاركا جمله سائبا يتحرك بحرية ودخل هو المقهى وصفق بيدين رمليتين مناديا لكنه حين رأى الرجل الذي يجلس قبالته تماما بوغت وأدهشه قبعة تشبه سنام الجمل . وجمله بالذات