عندما يحتفل الشهداء
د. سرمد فوزي التايه
في حضرة الشهداء تتبعثر الكلمات، وتتلاطم الحروف والعبارات، وفي خضم الأسر والأسرى تتلبد المعاني لتمطر جُلّ غضبها على الظالمين، ومن عبق الانتصار تسرح المشاعر وتفيض الدموع وتتراقص الحكايات، ومن زحمة الأحداث والتلاحم والتضامن النوعي مع معاناة الأسرى وآهاتهم في معركة الكرامة والحرية نستذكر شهداء هذه المعركة البطولية: الشهيد معتز التايه، والشهيد سبأ عبيد، والشهيدة فاطمة حجيجي، والشهيدة تمام دلايشة، والشهيد مازن المغربي والذي اختاروا أن يكونوا الزيت المقدس الذي يُسرج في قناديل هذه المعركة، مطلقين روائحهم الزكية لتفيض فواحةً يمتزج عبقها بعبق روائح بحر عكا، وبرتقال حيفا، وخان العطارين في القدس العتيقة .
يا جموع الشهداء.... يا من بذلتم الروح رخيصة على قربان النصر والتحرر.... يا من ضحيتم بالغالي والنفيس في سبيل رفعة كرامة أمتكم وأهليكم..... يا من نأيتم بأنفسكم عن المناصب والمظاهر الخداعات، ورضيتم بأن تكونوا الركن الركين وحجر الأساس في معركة الحرية والانتصار لمن ارتضوا بأن يكونوا أحراراً بأرواحهم خلف القضبان رغم انف صاحب القضبان.... انتم الشعاع الوهاج الذي يُهتدى به لمن ضل الطريق. نقول لكم : فراقكم مفجع، وبعدكم مروّع، وألم رحيلكم موجع. ولكن نوركم ساطع، وكلامكم قاطع، والمجد لكم راكع ......... فطبتم وطاب مسكُكم الفواح، وطاب دربكم الذي ارتضيتموه وأسستم له واجتهدتم من اجل الحصول عليه. فسلام عليكم يوم ولدتم، وسلام عليكم يوم ارتقيتم شهداء، وسلام عليكم يوم نلقاكم في عليين أن شاء الله.
قالوا : لن يلطم كفٌ مخرز ............ قلنا : بلى
قالوا: لن يصد خدٌ لطماً............. قلنا : بلى
قالوا: لن يهزم رسغٌ قيداً ............. قلنا : بلى
قلنا بلى وألف بلى، فنحن نعرف أبطالنا جيداً، نعرف فوارسنا وأسرانا جيداً، ونعرف ونفخر بعمالقة هذا التاريخ وصنّاع المجد فيه؛ فأربعون يوماً من معركة الأمعاء الخاوية كفيلة لقلب المعادلة، أربعون يوماً كانت الحاضرة على تغيير قواعد الطبيعة، أربعون يوماً كانت الشاهدة على انتصار الحق، وعلو رايته والذي تجلى بأدواته وأسلحته الفريدة من نوعها والتي تفتقر إليها أعظم الدول، وأقوى الجيوش، وأعتى الأنظمة.
شهدٌ دون لسع مستحيل، وجرح دون إيلامٍ يشير إلى الموت، وكرامةٍ دون تضحيات تخل بالتوازنات. بهذا ولأن من أبجديات كل ثورة أن يكون وقودها الشهداء والأسرى والجرحى، ولأجل هذا فإننا نعتز ونفتخر أن تكون ثورتنا الفلسطينية المدرسة العالمية التي تنهل كل الثورات من عبابها، وتستقي من ينابيعها، وتمشي على خطاها، وتستريح في عرينها، وإننا هنا إذ نفخر ونعتز بأبطالنا أسرى الحرية والكرامة الذين سطروا أروع آيات الصبر والتضحية والفداء، وضربوا لنا المثل الجلّي في العزيمة والإصرار والتحدي، وعبّدوا لنا طريق النصر والتحرر، فإليكم المجد يركع يا صناع المجد....إليكم العظمة تنحني يا أهل العظمة....... انتم اليوم نبراسنا ونورنا الذي نقتبس من أثره ..... انتم اليوم مناراتنا التي نهتدي بها لنصل إلى بر الأمان...... انتم عيوننا إلى القدس الشريف.
د. سرمد فوزي التايه
في حضرة الشهداء تتبعثر الكلمات، وتتلاطم الحروف والعبارات، وفي خضم الأسر والأسرى تتلبد المعاني لتمطر جُلّ غضبها على الظالمين، ومن عبق الانتصار تسرح المشاعر وتفيض الدموع وتتراقص الحكايات، ومن زحمة الأحداث والتلاحم والتضامن النوعي مع معاناة الأسرى وآهاتهم في معركة الكرامة والحرية نستذكر شهداء هذه المعركة البطولية: الشهيد معتز التايه، والشهيد سبأ عبيد، والشهيدة فاطمة حجيجي، والشهيدة تمام دلايشة، والشهيد مازن المغربي والذي اختاروا أن يكونوا الزيت المقدس الذي يُسرج في قناديل هذه المعركة، مطلقين روائحهم الزكية لتفيض فواحةً يمتزج عبقها بعبق روائح بحر عكا، وبرتقال حيفا، وخان العطارين في القدس العتيقة .
يا جموع الشهداء.... يا من بذلتم الروح رخيصة على قربان النصر والتحرر.... يا من ضحيتم بالغالي والنفيس في سبيل رفعة كرامة أمتكم وأهليكم..... يا من نأيتم بأنفسكم عن المناصب والمظاهر الخداعات، ورضيتم بأن تكونوا الركن الركين وحجر الأساس في معركة الحرية والانتصار لمن ارتضوا بأن يكونوا أحراراً بأرواحهم خلف القضبان رغم انف صاحب القضبان.... انتم الشعاع الوهاج الذي يُهتدى به لمن ضل الطريق. نقول لكم : فراقكم مفجع، وبعدكم مروّع، وألم رحيلكم موجع. ولكن نوركم ساطع، وكلامكم قاطع، والمجد لكم راكع ......... فطبتم وطاب مسكُكم الفواح، وطاب دربكم الذي ارتضيتموه وأسستم له واجتهدتم من اجل الحصول عليه. فسلام عليكم يوم ولدتم، وسلام عليكم يوم ارتقيتم شهداء، وسلام عليكم يوم نلقاكم في عليين أن شاء الله.
قالوا : لن يلطم كفٌ مخرز ............ قلنا : بلى
قالوا: لن يصد خدٌ لطماً............. قلنا : بلى
قالوا: لن يهزم رسغٌ قيداً ............. قلنا : بلى
قلنا بلى وألف بلى، فنحن نعرف أبطالنا جيداً، نعرف فوارسنا وأسرانا جيداً، ونعرف ونفخر بعمالقة هذا التاريخ وصنّاع المجد فيه؛ فأربعون يوماً من معركة الأمعاء الخاوية كفيلة لقلب المعادلة، أربعون يوماً كانت الحاضرة على تغيير قواعد الطبيعة، أربعون يوماً كانت الشاهدة على انتصار الحق، وعلو رايته والذي تجلى بأدواته وأسلحته الفريدة من نوعها والتي تفتقر إليها أعظم الدول، وأقوى الجيوش، وأعتى الأنظمة.
شهدٌ دون لسع مستحيل، وجرح دون إيلامٍ يشير إلى الموت، وكرامةٍ دون تضحيات تخل بالتوازنات. بهذا ولأن من أبجديات كل ثورة أن يكون وقودها الشهداء والأسرى والجرحى، ولأجل هذا فإننا نعتز ونفتخر أن تكون ثورتنا الفلسطينية المدرسة العالمية التي تنهل كل الثورات من عبابها، وتستقي من ينابيعها، وتمشي على خطاها، وتستريح في عرينها، وإننا هنا إذ نفخر ونعتز بأبطالنا أسرى الحرية والكرامة الذين سطروا أروع آيات الصبر والتضحية والفداء، وضربوا لنا المثل الجلّي في العزيمة والإصرار والتحدي، وعبّدوا لنا طريق النصر والتحرر، فإليكم المجد يركع يا صناع المجد....إليكم العظمة تنحني يا أهل العظمة....... انتم اليوم نبراسنا ونورنا الذي نقتبس من أثره ..... انتم اليوم مناراتنا التي نهتدي بها لنصل إلى بر الأمان...... انتم عيوننا إلى القدس الشريف.