الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !!بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2017-05-28
ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !!بقلم:حميد طولست
ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !!

كلي يقين أني لو قلت عن بعض قادة أحزابنا ورؤساء نقاباتنا المغربية أنهم "مكلخين" ، لغضب مني أولئك القادة والرؤساء ، واستاءوا من وصفي لهم بــ"التكليخة"، ولاتهموني بشتى الاتهامات  من التخابر والتمخزن والتبوليس وتلقي الدعم من الخارج وكل ما جاورها من التهم الجاهزة ، ومع ذلك فإني مصر على فعل ذلك ، والتأكيد على أن بعض قادة أحزابنا ورؤساء نقاباتنا المغربية بعضهم "مكلخ" بالفعل ، ولإثبات ذلك لن أكون في حاجة للدخول في تحليلات عميقة أو البحث عن نظريات مطلسمة ، كما أني لن اضطر لاستخدام مصطلحات شعبوية رنانة ، كما يفعلون "لتكليخة " المثير منهم، بل سأسوق لذلك دليلا بسيطا جدا ، وربما تافها ، لكنه يمثل نموذجا من بين عشرات النماذج الكاشفة والفاضحة لـ"التكليخة" التي تتميز فئة القادة والرؤساء "لمكلخين " ، واضرب مثلا بسيطا من بين عشرات الأمثلة التي تبين بجلاء مدى الانحطاط الذي وصل إليه حال الحراك السياس/النقابي في مجتمعنا ، وتكشف بكل وضوح عن سذاجة سياسينا، وتؤكد أن ما يقولونه ويصرحون به وينادون له ، ما هو إلا مجرد أصوات بلهاء وسطحية ، تخرج من الأفواه دون أن تمرّ لا بقلوبهم ولا بالعقول -لمن كانت لهم منهم عقول – المثل والدليل الذي يتمثل في التكبير الذي لجأ إليه مؤخرا أحد أولئك القادة والرؤساء ، متصايحا بعبارته "الله أكبر" المقدسة ، والتي سلك بها مسلكاَ وعراَ غير مسلكه ، واستعملها في محل غير محلها ،وفي وقت ليس أوانها ، ومناسبة ليست مناسبتها ، لاستجلاب تعاطف البسطاء ، بعد أن أفزعه السقوط المدوي ، وأرهبه الانحدار الجارف ، ودوخه الذي منع مؤتمره نقابي   ، وغير ذلك من المصائب التي لم يحسب لها أي حسابا ، متوهما أن (التكبير)من غير ضوابط ولا قيود، ما أساء لقدسيته ، وهز معايير قيمه الدينية والأخلاقية ، وغاياته الاجتماعية والنفسية ، التي تساعد الناس على تحقيق توازنات ضرورية لحياة أكثر استقراراً ،  وصدم مشاعر الكثير من الذين ينتظرون منه  تقديم نموذجا جيدا عن الدين من خلال ن التفرَّغ لخدمة الناس وإنقاذهم مما هم فيه من فقر ومرض وجوع وشعور بالخذلان ، بدلا مما يحاول إثارته من بلابل ، بتكبيراته السطحية التي نسي ، أو تناسى أنها عبارة عظيمة تهتز لقدسيتها وقوتها  الجبال الرواسي ، كلما انطلقت من القلوب المؤمنة، التي تشعر بما تمده بركتها من القوةَ والثباتَ والإخلاصَ،  وعزَّة الله وقوَّته وكبريائِه ومعيَّته ، لكنها تبقى–مع الأسف- دون جدوى إذا كانت في غير محلها ولا في مكانها ، فلا يفوز مطلقها ، ولا ينتصر، ولا يصبح شخصية مهابة ولا مميزة ولا حتى مؤمنة ، لمجرد تصايحه بها في جموع الناس لغايات غير بريئة ، كما أنها تبقى سلوكا ساذجا وإجراء غبيا ، يكشف انهزامية المكبر ووصوليته ، وتصرفا أرعنا يفضح محاولة إخفاء الفشل وضعف الثقة بالنفس وراء مثل ذاك "التكبير" النابع من الحلق فقط ، والذي يسيء للمكبر قبل أن يسيء لغيره من الخصوم والأعداء ، لأنّ الخصوم والأعداء ، ليسوا بأغبياء ، حتى يروه مثلما يريد هو أن يظهر للناس ، لمجرد أنه رفع صوته بالتكبير.. وهو العارف أن ثمة سبلا وإجراءات مجدية وتقود الذات الصادقة إلى أن تكون بالغة التأثير ،مميزة الآثار، وليس التكبير واصطناع الإيمان الزائف من ضمنها  ، والذي أخطأ صاحبها الهدف  ، فشمله النص القرآني الكريم : "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ "صُنْعًا" ، الكهف: 103-104.

لكنه ، والله ، لمنطق الأيام الدوارة التي لا يخضع دورانها لا للرغبات البلهاء ولا للأوهام التافهة ، ولا ينتهي دورانها إلا بالانحدار والسقوط المدوي  لمن لا يحسب لدورانها حسابا ..

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف