ليس لحر أن يحكم على أسير
أنت وأنا ، هي وهو أحرار خارج القضبان ولا نستطيع أن ننتفض لأجل مطالبنا الأنسانية من ماء وكهرباء وذهاب وأياب وما شابه ذلك ، لم نستطيع أن ننبس بكلمة لكي نقول لا ونحن في خارج الغيابات ، وإن كنت اعتقد أن غزة غياباتها كبيرة ، لكننا وعلى أية حال نتنقل في حيزها بين أطفالنا وأصدقاءنا ومن نحب ، أما هم ففي متر ومتر يحومون ، عقاب لا اننساني جامح ، عزل انفرادي حاقد ، وتخيل معي إذا منعت أن تخرج من بيتك لا أقول أن توضع في السجن كيف ستصبح ، أما هم فمنهم من عاش سنوات طوال في عزله الانفرادي لا ونيس له سوى الدخان ، أو كتاب مهرب من هنا أو هناك ، وسماع لأنين متقطع لجار العزل الانفرادي ، ليس لنا بأي حال أن ننقص عليهم أجرهم وننتزع فرحتهم ونهون انجازاتهم ، لست مكانهم لا أنت ولا أنا كي نتكلم بحالهم ونسفه من أمنياتهم ، نعم هو انتصار ولو أجبر السجان على أن يزود الفسحة خمس دقائق أخرى ، هو انتصار ولو أنه استطاع أن يرى أمه ولو مرة في السنة ، كيف لا وكل منا استيقظ فجر هذا اليوم على صوت "أمه قوم اسحر يا حبيبي" لا على قرع النعال وصوت الصفارة وتنبيه الفورة ، ليس لحر أن يحكم على مأسور ، حتى وإن كانت حريته ظاهريا ، ليس لأحد أن يطلق قلمه ولسانه دون أن يكون مكانهم ، وبعد قليل نجده يتلوى بسبب صيام نهار واحد في رمضان ، فما بالك بمن صام أربيعين يوم لا سحور ولا إفطار ، ماذا تنتظر منهم هل يموتون لأجل أن تشعر بطعم التحدي وأنت خلف شاشة حاسبك أو جوالك تتضامن معهم حفظا لماء وجهك كل خمسة أيام بمنشورك على الفيس بوك ، أم تريد أن يحققوا انتصارا مشابه لانتصارات الموت هنا كل عامين أو ثلاث ؟
سلام على الأسرى وسلام على انتصارهم رغم أنف السجان ، وكل عام وهم أحرار .
محمد صالح أبو طعيمه
أنت وأنا ، هي وهو أحرار خارج القضبان ولا نستطيع أن ننتفض لأجل مطالبنا الأنسانية من ماء وكهرباء وذهاب وأياب وما شابه ذلك ، لم نستطيع أن ننبس بكلمة لكي نقول لا ونحن في خارج الغيابات ، وإن كنت اعتقد أن غزة غياباتها كبيرة ، لكننا وعلى أية حال نتنقل في حيزها بين أطفالنا وأصدقاءنا ومن نحب ، أما هم ففي متر ومتر يحومون ، عقاب لا اننساني جامح ، عزل انفرادي حاقد ، وتخيل معي إذا منعت أن تخرج من بيتك لا أقول أن توضع في السجن كيف ستصبح ، أما هم فمنهم من عاش سنوات طوال في عزله الانفرادي لا ونيس له سوى الدخان ، أو كتاب مهرب من هنا أو هناك ، وسماع لأنين متقطع لجار العزل الانفرادي ، ليس لنا بأي حال أن ننقص عليهم أجرهم وننتزع فرحتهم ونهون انجازاتهم ، لست مكانهم لا أنت ولا أنا كي نتكلم بحالهم ونسفه من أمنياتهم ، نعم هو انتصار ولو أجبر السجان على أن يزود الفسحة خمس دقائق أخرى ، هو انتصار ولو أنه استطاع أن يرى أمه ولو مرة في السنة ، كيف لا وكل منا استيقظ فجر هذا اليوم على صوت "أمه قوم اسحر يا حبيبي" لا على قرع النعال وصوت الصفارة وتنبيه الفورة ، ليس لحر أن يحكم على مأسور ، حتى وإن كانت حريته ظاهريا ، ليس لأحد أن يطلق قلمه ولسانه دون أن يكون مكانهم ، وبعد قليل نجده يتلوى بسبب صيام نهار واحد في رمضان ، فما بالك بمن صام أربيعين يوم لا سحور ولا إفطار ، ماذا تنتظر منهم هل يموتون لأجل أن تشعر بطعم التحدي وأنت خلف شاشة حاسبك أو جوالك تتضامن معهم حفظا لماء وجهك كل خمسة أيام بمنشورك على الفيس بوك ، أم تريد أن يحققوا انتصارا مشابه لانتصارات الموت هنا كل عامين أو ثلاث ؟
سلام على الأسرى وسلام على انتصارهم رغم أنف السجان ، وكل عام وهم أحرار .
محمد صالح أبو طعيمه