حــســــن زايـــــــد .. يـكـتـــب :
مصـر واللـعــب عـلـي المـكـشــــوف
لقد ضربت مصر النفاق السياسي في مقتل ، وصوبت أسهم الحقيقة إلي العيون الوقحة كي تفقأها ، وتسقط وريقة التوت الرقيقة ، التي يتسربل بها البعض ، ظناً منهم أنها ساترة للعورة . فتعري الجميع ، وانكشفت سوءاتهم ، علي مرآي ومسمع ، من عيون العالم ، التي كانت محملقة ، راصدة للأنفاس ، في القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض . ووضعت مصر ـ التي اكتوت بنار الإرهاب ، ولا زالت تكابد مغبة محاربته منفردة ، دون بقية دول العالم ـ الجميع أمام مسئولياته التاريخية . فقد كشفت مصر ـ وهو ما ليس في حاجة إلي كشف لولا النفاق السياسي ـ أن الإرهابي ليس هو من يحمل السلاح فقط ، وإنما هو مجرد حلقة في سلسلة ممتدة ، من الإرهابيين الآخرين . فهناك من يدربه ، ومن يموله ، ومن يسلحه ، ومن يعوضه ـ أفراداً وأسلحة ـ عن خسائره ، بالإحلال والتجديد ، ومن يوفر له الغطاء السياسي ، ومن يوفر له الدعم الإعلامي . والدولة المصرية هنا تتحدث عن دول وأنظمة ، وليس عن أفراد وجماعات . كما أن الموقف المصري قد وضع أصابعة في أذن العالم لإزالة الصماخ الذي أصابها بالصمم ، حين تحدث علي منبر مسلطة عليه كل الأضواء ، ومشرعة في مواجهته كافة أجهزة الرصد الصوتية ، معلناً أن التصدي الحقيقي للإرهاب ، يستلزم المواجهة الشاملة ، ومع جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز ـ حيث يجري التمييز وفقاً للمصالح ـ بينها ، فلا مجال للأداء المسرحي التمثيلي باختزال المواجهة في تنظيم أو تنظيمين . وعلي طريقة من علي رأسه بطحة ، تصرفت القيادة القطرية ، حيث أعلن أميرها ، في إطار مراهقته السياسية ، التي يعيشها أنه : " لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب ؛ لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله" . وقد دعا المسئولين المصريين ، ودول عربية أخري ، إلي مراجعة الموقف المناهض لقطر ، ووقف سيل الحملات والإتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة . وكان وزير الخارجية القطري قد أعلن أن بلاده ستسحب سفراءها من السعودية ، ومصر ، والكويت ، والبحرين ، والإمارات . وبلغ التخبط مداه ، بإعلان تميم أن وجود القاعدة الأمريكية في بلاده ، هو السبب في حماية بلاده من أطماع بعض الدول المجاورة ، وأن إيران تمثل ثقلاً إقليمياً ، وإسلامياً ، لا يمكن تجاهله ، ولا حكمة في عداءها . ثم ذهابه إلي القول بأن علاقات بلاده مع اسرائيل جيدة ، وأن حماس هي الممثل الشرعي للفلسطينين . دعك مما قيل عن الإرتباك والإضطراب الذي أصاب القصر الأميري ، ودعك من المزاعم عن إختراق المواقع القطرية . ما يشغلني هو انكشاف السوءات تحت الشمس ، وما كان يقال سراً ، أو علي استحياء ، أصبح الآن علي مرآي ومسمع من العالم . ويبدو أن مطرقة مصر قد أصابت الأدمغة المتآمرة ، والأدمغة المنافقة ، والأدمغة الساكتة ، بالدوار والترنح . ولم يمر علي كلمة مصر سوي بضعة أيام ، حتي تفجرت الهرطقات القطرية ، ولم يمر سوي سويعات ، حتي بُعث إلي مصر برسالة دموية قذرة ، صبيحة الجمعة الفائتة ، حين استهدف دواعش حافلات المنيا . إذن أصبح اللعب علي المكشوف ، ودون مواربة . والهدف الرئيسي للعمليات الدموية القذرة هو هدم الدولة المصرية ، بضرب سلامها الإجتماعي ، وأن المنطقة الرخوة التي يسهل استهدافها هي المنطقة الدينية . وعلي إثر إجتماع أمني مصغر ، اتخذ القرار بضرب أوكار الإرهاب في ليبيا . وخرج الرئيس ببيان أن مصر ستضرب أماكن تجمع وتدريب الإرهابيين في الداخل والخارج ، وأنه يتعين الكشف عن الدول الواقفة وراء هذا المشهد اللإنساني اللأخلاقي ، ومعاقبتها حتي ترتدع ، وترعوي . المواجهة صريحة وواضحة ، والحفاظ علي تماسك الدولة المصرية ووحدتها ، مسألة حياة أو موت ، معركة نكون أو لا نكون . اللعبة الشيطانية القائمة علي مسرح الأحداث لا تنحصر أطرافها في الأدوات المنفذة ، ولا الدول والأنظمة / المخلب ، وإنما يقف وراء كل ذلك ، أجهزة مخابرات دولية ، ودول كبري ، من بينها دول تطالها الأعمال الإرهابية علي أراضيها . والنداء هنا لا يكون لترامب ، وإنما لمجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، والمجتمع الدولي ، وإلا نفضها سيرة كما يُقال ، وليكن ما يكون .
حــســـــــن زايـــــــــد
مصـر واللـعــب عـلـي المـكـشــــوف
لقد ضربت مصر النفاق السياسي في مقتل ، وصوبت أسهم الحقيقة إلي العيون الوقحة كي تفقأها ، وتسقط وريقة التوت الرقيقة ، التي يتسربل بها البعض ، ظناً منهم أنها ساترة للعورة . فتعري الجميع ، وانكشفت سوءاتهم ، علي مرآي ومسمع ، من عيون العالم ، التي كانت محملقة ، راصدة للأنفاس ، في القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض . ووضعت مصر ـ التي اكتوت بنار الإرهاب ، ولا زالت تكابد مغبة محاربته منفردة ، دون بقية دول العالم ـ الجميع أمام مسئولياته التاريخية . فقد كشفت مصر ـ وهو ما ليس في حاجة إلي كشف لولا النفاق السياسي ـ أن الإرهابي ليس هو من يحمل السلاح فقط ، وإنما هو مجرد حلقة في سلسلة ممتدة ، من الإرهابيين الآخرين . فهناك من يدربه ، ومن يموله ، ومن يسلحه ، ومن يعوضه ـ أفراداً وأسلحة ـ عن خسائره ، بالإحلال والتجديد ، ومن يوفر له الغطاء السياسي ، ومن يوفر له الدعم الإعلامي . والدولة المصرية هنا تتحدث عن دول وأنظمة ، وليس عن أفراد وجماعات . كما أن الموقف المصري قد وضع أصابعة في أذن العالم لإزالة الصماخ الذي أصابها بالصمم ، حين تحدث علي منبر مسلطة عليه كل الأضواء ، ومشرعة في مواجهته كافة أجهزة الرصد الصوتية ، معلناً أن التصدي الحقيقي للإرهاب ، يستلزم المواجهة الشاملة ، ومع جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز ـ حيث يجري التمييز وفقاً للمصالح ـ بينها ، فلا مجال للأداء المسرحي التمثيلي باختزال المواجهة في تنظيم أو تنظيمين . وعلي طريقة من علي رأسه بطحة ، تصرفت القيادة القطرية ، حيث أعلن أميرها ، في إطار مراهقته السياسية ، التي يعيشها أنه : " لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب ؛ لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله" . وقد دعا المسئولين المصريين ، ودول عربية أخري ، إلي مراجعة الموقف المناهض لقطر ، ووقف سيل الحملات والإتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة . وكان وزير الخارجية القطري قد أعلن أن بلاده ستسحب سفراءها من السعودية ، ومصر ، والكويت ، والبحرين ، والإمارات . وبلغ التخبط مداه ، بإعلان تميم أن وجود القاعدة الأمريكية في بلاده ، هو السبب في حماية بلاده من أطماع بعض الدول المجاورة ، وأن إيران تمثل ثقلاً إقليمياً ، وإسلامياً ، لا يمكن تجاهله ، ولا حكمة في عداءها . ثم ذهابه إلي القول بأن علاقات بلاده مع اسرائيل جيدة ، وأن حماس هي الممثل الشرعي للفلسطينين . دعك مما قيل عن الإرتباك والإضطراب الذي أصاب القصر الأميري ، ودعك من المزاعم عن إختراق المواقع القطرية . ما يشغلني هو انكشاف السوءات تحت الشمس ، وما كان يقال سراً ، أو علي استحياء ، أصبح الآن علي مرآي ومسمع من العالم . ويبدو أن مطرقة مصر قد أصابت الأدمغة المتآمرة ، والأدمغة المنافقة ، والأدمغة الساكتة ، بالدوار والترنح . ولم يمر علي كلمة مصر سوي بضعة أيام ، حتي تفجرت الهرطقات القطرية ، ولم يمر سوي سويعات ، حتي بُعث إلي مصر برسالة دموية قذرة ، صبيحة الجمعة الفائتة ، حين استهدف دواعش حافلات المنيا . إذن أصبح اللعب علي المكشوف ، ودون مواربة . والهدف الرئيسي للعمليات الدموية القذرة هو هدم الدولة المصرية ، بضرب سلامها الإجتماعي ، وأن المنطقة الرخوة التي يسهل استهدافها هي المنطقة الدينية . وعلي إثر إجتماع أمني مصغر ، اتخذ القرار بضرب أوكار الإرهاب في ليبيا . وخرج الرئيس ببيان أن مصر ستضرب أماكن تجمع وتدريب الإرهابيين في الداخل والخارج ، وأنه يتعين الكشف عن الدول الواقفة وراء هذا المشهد اللإنساني اللأخلاقي ، ومعاقبتها حتي ترتدع ، وترعوي . المواجهة صريحة وواضحة ، والحفاظ علي تماسك الدولة المصرية ووحدتها ، مسألة حياة أو موت ، معركة نكون أو لا نكون . اللعبة الشيطانية القائمة علي مسرح الأحداث لا تنحصر أطرافها في الأدوات المنفذة ، ولا الدول والأنظمة / المخلب ، وإنما يقف وراء كل ذلك ، أجهزة مخابرات دولية ، ودول كبري ، من بينها دول تطالها الأعمال الإرهابية علي أراضيها . والنداء هنا لا يكون لترامب ، وإنما لمجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، والمجتمع الدولي ، وإلا نفضها سيرة كما يُقال ، وليكن ما يكون .
حــســـــــن زايـــــــــد