الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عودة القضاة وترجمة النص الإنجليزي بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2017-05-27
عودة القضاة وترجمة النص الإنجليزي
د. محمد عبدالله القواسمة
نهض الصديق عودة القضاة بترجمات عن الأدب الإنجليزي، واختص بترجمة القصة القصيرة والمسرحية. فقد صدرت له أربع مجموعات قصصية، هي: "الطارة" 2005، و"الرعديد" 2010، ومن "أدب الطفل عند الشعوب: قصص من الأدب العالمي للأطفال" 2013، و"قناع الموت الأحمر" 2016. وفي المسرح ترجم مسرحيتين للكاتب البريطاني وليم شكسبير، هما: "مكبث" 2008، و"تاجر البندقية" 2015، كما ترجم مسرحية ثالثة، وهي "يهودي مالطا" 2017 لكريستوفر مارلو. ونذكر أنه نقل إلى الإنجليزية "أنطولوجيا الشعر الحديث في الأردن" 2002، وكتاب "عمان عبر العصور" من إعداد الدكتورة هند أبو الشعر.
لعلّ هذه الأعمال جميعها تثير أسئلة كثيرة حول تجربة "القضاة" بما يتصل بالترجمة، حيث يمكن حصر هذه الأسئلة فيما يأتي: ما هي الظروف التي ألجأته إلى هذه الترجمات المتنوعة، وأدّت إلى رؤيتها النور؟ ما الأهداف التي سعى إليها من خلال ما ترجم؟ وما هي الطرق التي اتبعها للوصول إلى هذه الأهداف؟
مَن يقترب مثلنا من تجربة القضاة العملية والفكرية يدرك أن الظروف التي انتهت به إلى الاهتمام بترجمة الأدب المكتوب باللغة الإنجليزية تعود إلى تلك التي عايشها قبيل ثمانينيات القرن الماضي عندما كان طالبًا يدرس اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة المنيا بجمهورية مصر العربية، والتي تخرج فيها عام 1980، حيث تعرف في سنوات الدراسة إلى "شكسبير" و"هيمنجواي" و"إدجار ألن بو" وغيرهم من أدباء الغرب، ثم شغل بعد التخرج أعمالًا متعددة، منها: موظفًا في الخطوط الجوية الملكية الأردنية، ثم رئيسًا لقسم المكتبات الفرعية في دائرة المكتبات العامة في أمانة عمان الكبرى، حيث بدأ بترجمة باكورة أعماله، وهي مسرحية "مكبث" لوليم شكسبير، والتي بقيت حبيسة الأدراج إلى أن انتقل للعمل رئيسًا لقسم الدراسات والنشر في الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى، والتي كان يرأسها الشاعر والناقد المرحوم عبدالله رضوان، الذي كان له دورٌ في خروج هذه المسرحية إلى دائرة الضوء، فضلًا عما كان لرضوان من دورٍ في حفز "عودة القضاة" على إنجاز ترجماته الأخرى؛ فقد اتّسم عبد الله رضوان (رحمه الله) بمثابرته الدائمة على حفز أصدقائه ومعارفه من المثقفين على إنتاج المعرفة. هكذا توالت أعمال "القضاة" في حقل الترجمة، وبخاصة بعدما أصبح عضوًا في هيئة تحرير مجلة "براعم عمان" التي دأبت الدائرة الثقافية في أمانة عمان على إصدارها، ثم مُديرًا لتحرير هذه المجلة، ثم رئيسًا لتحريرها في عام 2009م. ومازال صاحبنا يواصل ترجماته حتى بعد تقاعده عن الوظيفة، وكان آخرها ترجمته لمسرحية "يهودي مالطا" لكريستوفر مارلو التي انتهى منها عام 2017.
أما عن الأهداف التي توخاها من ترجماته، سواء من اللغة العربية أو من اللغة الإنجليزية، فكان أبرزها التعريف بالأدب في الأردن وبمعالم الأردن الأثرية والتاريخية والحضارية. وقد تحقق له ذلك في عملين من أعماله، هما: "أنطولوجيا الشعر الحديث في الأردن"، و"عمان عبر العصور". ومن أهدافه الأخرى تعريف الأطفال بأشهر الحكايات والقصص العالمية التي توسع مداركهم، وتهذب نفوسهم، وتساعدهم على تلمس طريقهم في الحياة، كما ظهر في ترجمته للمجموعة القصصية "من أدب الطفل عند الشعوب". أما عن أهدافة من ترجمة القصص القصيرة والمسرحيات فتتمثل في رغبة القضاة، وخاصة أن معظمها قد ترجمها غيره، في إثراء تلك النصوص من خلال الأسلوب المتميز، والشروح السديدة، والدقة في إبراز المعنى الذي يتوخاه صاحب النص الأصلي. وربما أراد من ترجمة مسرحيتي: "تاجر البندقية"، و"يهودي مالطا"، فضلًا عما سبق، إبراز سمات الشخصية اليهودية ضمن الحديث الدائر في منطقتنا العربية عن العلاقة بالآخر؛ لكون هاتين المسرحيتين من أشهر المسرحيات التي تناولت تلك الشخصية في الأدب الغربي.
وربما كان التقارب بين المسرحيتين حافزًا من أهم الحوافز التي دفعت القضاة إلى ترجمة تينك المسرحيتين تباعًا، ويمكن القول إن هذا التقارب يتمثل في اعتماد كلتا المسرحيتين على بطولة شخصية واحدة، حيث اعتمدت مسرحية تاجر البندقية على شخصية "شايلوك"، فيما اعتمدت مسرحية "يهودي مالطا" على شخصية "باراباس"، وكلاهما يهودي، وتبدو ميزات الشخصيتين متشابهة، وتتمثل في الجشع، والقسوة، والأنانية، وحب المال، والتقلب في المواقف. وتتماثل المسرحيتان في المبالغة في تلك الصفات، وخفوت الصراع لعدم وجود الخصم القوي للشخصية الرئيسية، والميل إلى الميلودراما التي تعمد إلى المبالغة الفنية، وحصر الشر على فرد بعينه أو جماعة صغيرة بعينها، وتقديم أحداث شديدة الكآبة، ومواقف كوميدية بائسة أو أقرب إلى الشعوذة.
ولعل هذا التقارب بين المسرحيتين كان سببا لظهور شائعات بعضها يرى بأن مؤلف المسرحيتين واحد هو كريستوفر مارلو، وبعضها يقول إن شكسبير، الذي عاش طويلًا بعد مارلو، اتَّكأ على مسرحية "يهودي مالطا" في تأليفه مسرحيته "تاجر البندقية".
لا شك أن "عودة القضاة" قد أدرك هذا التقارب بين المسرحيتين، كما كان منتبهًا إلى أهمية الموضوع الذي تطرحانه، وهو تقديم الشخصية اليهودية التي تشكل جزءًا مهما في فهمنا وتصورنا للآخر. وربما يفسر هذا سبب ترجمته مسرحية "يهودي مالطا" بعد ترجمته مسرحية "تاجر البندقية" مباشرة.
ويلاحظ المتلقي في ترجمات "القضاة" إتقانه للغتين العربية والإنجليزية، والفهم الواعي للنظرية الأدبية، والإحاطة بالأدبين العربي والغربي وتاريخهما. يبدو هذا من خلال اختياره الأعمال المترجمة، و وإضافة كثير من الشروحات المهمة، والتعليقات الذكية إلى حواشي النص المترجم. وحرصه على سلامة اللغة، والدقة في التعبير، واستخدام الألفاظ الجزلة والتراكيب البليغة حتى إن المتلقي يحس بأنه يتعايش مع نص كتب بلغته.
تظل ترجمات "القضاة" جهودًا طيبة في إثراء الثقافة العربية، وإن كان أغلبها ينصب على الأعمال الكلاسيكية القديمة. ومن هنا يأتي هذا المقال للإشادة بهذا المترجم النشط، ودعوته إلى ترجمة أعمال أخرى من الأعمال الصادرة حديثًا مع إدراكي لصعوبة الحصول على حقوق الترجمة من أصحابها وتكاليفها الباهظة.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف