الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ألف سؤال بقلم:د. عزالدين أبو ميزر

تاريخ النشر : 2017-05-27
د. عزالدين أبو ميزر
ألف سؤال-قصيدة
لديَّ ألفُ سؤالٍ كنتُ أسألُها
لو عادَ بي زمني وآرْتدّت العُصُرُ
ومثلُها عدداً عن ألفِ حادثَةٍ
مرَّتْ على النّاسِ لا حِسٌ ولا خَبَرُ
وأسمعُ الوحْيَ رطباً وهْوَ ينطقُهُ
فمُ الرّسولِ فِداهُ السّمْعُ والبصرُ
وكيف فوقَ رِقاعٍ وَهْوَ يكتُبُهُ
مَنْ للكتابةِ من أصحابِهِ أُمِروا
وكيفَ يُملي عليهم رسْمَ أحْرُفِهِ
وكيفَ سُمِّيت الآياتُ والسّوَرُ
واِذْ شديدُ القُوى بالحقِّ علّمَهُ
حتّى آسْتوى عنده آلأملاءُ والنّظرُ
وكيفَ عنهُ صحيحَ الدّين نأْخذُهُ
وكيفَ صِدقاً بأمرِ اللهِ نأتمرُ
كيْ ما نكونَ عبادَ اللهِ في كَنَفٍ
وتحتَ سِترٍ من الرّحمان نستَتِرُ
وَلِمْ أبو بَكْرٍ آلصِدّيقُُ صاحبُهُ
لَمْ يروِ عنهُ أحاديثاً كذا عُمَرُ
ولا عليٌ ولا عثمانُ رابعُهمْ
اِلاّ قليلاً قليلاً ما له أثرُ
وكلّهم لرسول الله مُتَّبِعٌ
واِنّهم في سماهُ الأنجُمُ الزّهرُُ
ولا يحِلُّ محلاّ دونهم أبداً
وكلّ قولٍ له في سمعهم يَقِرُ
ولو أحاديثُهُ ديناً لَما تُرِكَتْ
يندسُّ فيها شعوبيٌّ ومُؤْتَجَرُ
وكلّ مَنْ يدّعي اِيمانَه كذباً
وفي الحقيقةِ ذئبٌ كاسرٌ أشِرُ
من الذين أرادوا الدّسَ فآنخرطوا
في الدّين كي يُعْمِلوا هدماً وكي يَتِروا
وهالهم من كتاب الله أنّ له
حِرْزاً من الله لا يسْطيعُهُ البشرُ
وقد رأوا في أحاديث النّبيّ غِنىً
ومرتعاً خَصِباً بالدسّ يُمْتَطَرُ
من بعد أنْ سمعوا أنّ النّبيّ نهى
مَنْ راحَ يكتبُ قولاً عنهُ يُؤْتثَرُ
ولو أراد له حفظاً لَسَطَّرَهُ
كما رأينا حديث الوحْيِ يُسْتَطَرُ
فهكذا ولأمرٍ لستُ أعلمُهُ
عن حِفظهِ قد تولّى الحرصُ والحذرُ
فأفرغوا في المتون السُمّ منتقعاً
وروّجوا ما آدّعَوْهُ أنّه أثرُ
وقد رأوا كم قلوبُ النّاس عاشقةٌ
للمصطفى ولشيءٍ منه يُدّخَرُ
قرنان مَرّا وأهلُ النّحْلِ في شُغُلٍ
تغلغلوا في عقول النّاس وآنتشروا
وحدّثوا عن بني آسْرائيلَ ما عجزت
عن حَمْلِهِ كُتُبُ التّفسير والسِّيَرُ
وقد أقاموا لها ما طابَ من سَنَدٍ
وبعضها لم يزل لليوم يشتهرُ
برغم مَنْ نذروا لله أنفسهم
فحقّقوها وفي تعديلها سَهِروا
لكنْ صِحاحُهُمو في جُلّها آعتمدتْ
على الأسانيد حتّى ينتفي الغَرَرُ
فأيّ عقلٍ تُرى يرضى بمنهجِهم
والكلّ يعلمُ حقاً أنّهم بَشَرُ
ومثلهم برزوا للفقهِ فآخْتلفوا
وفي آختلافهمو كم مسلكٍ عبروا
حتّى لقد زعموا أنّ آختلافهمو
فيه الصّلاحُ وفيه اليُسْرُ والخِيَرُ
وبعدها شرطوا للمرْءِ مذهَبَهُ
وفي تَنقُّلهِ اِنْ شاء ما يَزِرُ
وفي القياس وفي الأجماع مُتّسَعٌ
لكلّ مستبصرٍ أو عنده نظرُ
وفي القواعدِ مما آسْتحدثوه لنا
كشرع مَنْ قبلنا شرعٌ ويُعتَبَرُ
في كلّ قاعدة تلقى بها عجباً
سدُّ الذرائعِ فيها يكمُنُ الخطرُ
فكم مآسٍ علينا جرَّ مُبدعها
وكم بها فَرِحَ الحكّامُ وآنْسحروا
فعقّدوا يُسْرَ هذا الدّين وا لهفي
وضيّقوا واسعا فيه وما آعتذروا
وبعد أنْ طبعوا في الدّين بصمتهم
وأنَّ غايةَ علمِ المرءِ ما ذكروا
وعالميّةُ هذا الدين أنزلها
ربّ العباد بآيٍ كلّهُ عِبَرُ
لكنّهم غفلوا عنها وقد حسبوا
بفهمهم كلُّ أفْقِ الفهمِ يُختَصَرُ
وأعلنوا أنّ هذا ديننا آجتمعت
فيه أواصر تقوى الله والظفرُ
ولم نزلْ نحن حتى اليوم تحكمُنا
رُؤياهمو وعليها نحن نقتصرُ
يكفي القياس لما قد يستجدّ لنا
على الّذي آجتهدوا أو ضمَّهُ الأثرُ
ومَنْ يقيسُ فلا يُرجى تخيُّلُهُ
اِنْ لم يجدْمثلا يحذوهُ .....يبتكِرُ
فآشّرذمَ النّاس وآزْورَّت مذاهبهم
كلُّ بمذهبه راضٍ ومنبهرُ
وأصبحوا شيعاً لا آلدين يجمعهم
فكلّهم لصحيح الدّين مفتقرُ
فالدّين يأمرنا في أنْ نكون يداً
داء التّفرّق لا يبقي ولا يذرُ
وكفّروا بعضهم بعضاً وما ندموا
وقد أباحوا الدِّما ظلماً وما آنْتهروا
فهل رأيت لنا في النّاس من شَبَهٍ
نجترُّ ما قاله الأسلافُ أو خَبِروا
من ألف عامٍ ولم نبرحْ أماكننا
كقوم موسى بتيهِ الجهلِ نُؤتَسَرُ
نعيش ماضيَنا والكلّ قد سبقوا
ووجهنا لم يزلْ في التُّرْبِ مُنعفِرُ
وقد خرجنا من التّاريخ من زمنٍ
ولم نزلْ نحو قاع الجهل ننحدرُ
فكيف نصحو وهل للوعيِ من أملٍ
ونحن في رَدَهات العُمْرِ نُحتَضَرُ
ومَنْ سيصدم هذا الوعيَ صدمتَهُ
ويقدحُ الفكر حتّى ينجلي البصرُ
والقائلون بأنّا في تطلُّعِنا
نجتاز درباً طويلاً كلّهُ عِثَرُ
وحبّنا لرسول الله يجعلنا
بالحبّ هذا أمامَ الله نُختبَرُ
والله يعلم والأيّامُ شاهدةٌ
أنّا بمنهجنا لله ننتصرُ
بأنْ نردَّ الأُلى بالعمد قد كذبوا
على النّبيِّ وبالميثاقِ قد غدروا
وقوَّلوه أحاديثاً لنا وصلتْ
تكاد منها سموم الدسّ تنفجِرُ
وبعضَ مَنْ قال بالوحْيَيْنِ قد نزلا
و في آتِّباعِهِما للمؤمنِ الخِيَرُ
قرآنه الوحيُ فيه النّور مُجتمِعٌ
والقول والفعل هَدْيُ المصطفى العَطِرُ
فصار كلُّ حديثٍ في تداولِهِ
اِنْ قيلَ ذو سَنَدٍ يعلو وينتشرُ
وثَمَّ يصبح دينا من يخالفه
فمارقٌ ومع آالفُجّارِ ينحشِرُ
فأين منّا صحيح العقل نُعْمِلُهُ
ليسقط الوهم حتّى تُجْتَلى الصّوَرُ
ويصبح الدّين صفوًا رائقاً عَطِرًا
للعالمين وبالألطاف يزدخِرُ
بكلّ وعْيٍ يفوق الوصفَ مُنتظمٍ
كما هيَ آنتظمت في سِلكها الدُّرَرُ
وكلّ حبٍّ يعمّ النّاس أجمعهم
والكونُ فيهم ربيعٌ كلّهُ زَهَرُ
بلا خلافٍ وكلّ الناس اِخوتنا
حديثنا المسكُ في الأجواء ينتثرُ
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف