الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حين انتصر المغاربة للأندلس بقلم: أشرف الحساني

تاريخ النشر : 2017-05-26
حين انتصر المغاربة للأندلس
لا يخامرنا شك في كون الدولة المرابطية، التي حكمت بلاد المغرب الأقصى، تعد احدى أهم وأقوى الدول التي تعاقبت على حكم المغرب خلال العصر الوسيط. منذ أن التفت بعض التكتلات القبلية الصنهاجية (لمتونة، جزولة، مسوفة) المستقرة والضاربة في ربوع الصحراء الغربية، خلال القرن الحادي عشر الميلادي حول الفقيه والزعيم الروحي و " المصلح الديني " عبد الله بن ياسين، الذي انتقل من قبيلة جزولة الى بلاد شنقيط، حينما سيعمل على تأسيس احدى الرباطات التي كان يستقبل فيها شباب وأشراف صنهاجة ويعلمهم أمور الكتاب والسنة وحمل السلاح وخوض المعارك. من ثم أطلقت على أنصاره تسمية " المرابطين "، لتنتقل دعوته الإصلاحية في هذه المرحلة المبكرة من تشكل الدولة المرابطية، الى حركة دينية وسياسية هدفها نشر الإسلام السني المالكي بالصحراء وبلاد السودان، وربط ذلك بالأندلس فيما بعد، خلال حكم يوسف بن تاشفين، في اطار حركة دينية وسياسية واقتصادية كبرى.
وبعد وفاة عبد الله بن ياسين سنة 1058م في احدى معاركه الشهيرة ضد امارة برغواطة، ستلوح في سماء المغرب شخصية يوسف بن تاشفين، الذي تمكن بمساعدة زوجته زينب النفزاوية من مواصلة الجهاد في تجاه بلاد فازاز بالأطلس المتوسط، وبعدها مدينة طنجة التي لم يدخلها، نظرا لوجود شخصية سكوت البرغواطي بها، ليذهب بعد ذلك في تجاه سبتة، حيث سيتم الاستنجاد به من طرف المعتمد بن عباد للقضاء على حركة الاسترداد المسيحي داخل بلاد الأندلس.
كانت الأندلس في هذه اللحظة التاريخية قبيل دخول المرابطين، لا غرابة في أن يقتسمها بعض الحالمين بالنفود والجاه، لما عرفت من انقسامات سياسية تجلت في أكثر من 20 دويلة، غير أن هذه الأخيرة لم تستطع أن تتوفر على ابسط مقومات الدولة، بحيث افتقرت الى كيان سياسي وعسكري صلب ووجود اجتماعي مستقل. وقد تزامن ذلك مع التوسع المسيحي لاسترجاع منطقة الاندلس، فظهرت بذلك بعض الممالك المسيحية، واتحدت كل من قشتالة وأراغون ليتزعمهما ألفونسو السادس ملك قشتالة وحليفه سانشو الثاني ملك أراغون. ونتيجة لهذا الانقسام والتفكك السياسي الفظيع، تفرقت كلمة المسلمين واشتعلت نار الفتنة بينهم، حتى اضطر جلهم الى الانصياع والتحالف مع النصارى والقبول بدفع فدية مالية سنوية الى الملك ألفونسو السادس، الذي أصبح رسميا زعيم اسبانيا المسيحية. هذا فضلا عن احتلاله لمدينة طليطلة سنة 1085م، متخذا منها عاصمة له، نظرا لكونها تاريخيا تشكل الحاضرة الدينية الاسبانية وقاعدة الحكم القوطي القديم في الأندلس.
وقد جاء أول عبور للمرابطين الى الاندلس أو فيما سمي في الأدبيات التاريخية بالجواز الأول، من سبتة الى الجزيرة الخضراء، بعد أن أصبحت المواجهة بين المسلمين والمسيحيين حتمية، وقد تخلل ذلك بعض الرسائل القوية المهددة والساخرة، التي وجهها ألفونسو الى يوسف بن تاشفين، وهذا ما دفع يوسف الى قول قولته الشهيرة " الجواب ما ترى لا ما تسمع ".
وبعد هذه الرسالة الأخيرة، بدأت الاستعدادات بين الطرفين لتتحرك قوى الأندلس نحو اشبيلية، وحصل ألفونسو السادس بتأييد من جميع الممالك المسيحية، فاتجهت القوى الإسلامية الى سهل الزلاقة، حيث سيحصد يوسف بن تاشفين زهرة ألفونسو السادس، وهي المعركة عينها التي عرفت في المصادر الاسبانية ب "sagrajas" وذلك سنة 1086م.
وقد أدى هذا الانتصار الى تحرير كل المدن التي سقطت في يد الاسبان، إضافة الى تقلص قدرة ملوك الطوائف، مقابل تعزيز وارتفاع من شأن ومكانة المرابطين أمام الرأي العام الإسلامي. أما بالنسبة للمسيحيين، فان انهزامهم أحدث خللا في حركة الاسترداد المسيحي، التي خطط لها كل من فردناند وألفونسو. كما كشفت معركة الزلاقة النقاب عن الأحوال السياسية، التي كان يتخبط فيها ملوك الطوائف، حينها تأتى ليوسف بن تاشفين أن يتأكد من ضعف وعدم قدرة ملوك الطوائف من مواصلة الجهاد معه، أثناء حصاره لحصين ليط، فاضطر الى القضاء عليهم أثناء جوازه الثالث نحو الأندلس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف