الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صفقة التاريخ بقلم الاستاذ سامر عنبتاوي

تاريخ النشر : 2017-05-25
صفقة التاريخ بقلم الاستاذ سامر عنبتاوي
صفقة التاريخ
بقلم الاستاذ سامر عنبتاوي
القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

رجل الصفقات جاء الى المنطقة يحمل شنطة بملفات و يروج بعائلته لاضخم صفقة بالتاريخ ليست مقصورة على المال و انما هي تشمل كل شيء ,, صفقة تمتد لأجيال و تؤسس لأجيال ,, فتشمل التاريخ و الجغرافيا ,, و تعبر عن هيمنة و لا أخلاقية
رأس المال المتبادل ,, هي الصفقة الموعودة سدادا لما سلف من ديون مزعومة وعربونات لاستكمال النهج على حساب الجميع بما فيهم ( المتبرعين ) الاسخياء .

لقد قالها الرئيس الأمريكي صراحة : سندفعهم تكاليف الحروب و لولانا لما وجدوا و ما استمروا,, و لكنه تفاجأ بحجم الكرم الغير مسبوق ,, أموال تنفق بإسراف مذهل ليس لبناء اقتصاد و لا لتحسين ظروف معيشة المواطنين و لا لتحرير أراض من
الإحتلال ,, و لكن حماية لأنظمة متكالبة على العروش المرصعة بالذهب و المبنية على الجهل و التخلف .
مئات المليارات بين دعم اقتصادي و صفقات أسلحة و هدايا بدون مقابل ,, ليتجه ترامب بعدها للكيان الذي يحميه سياسيا و يدعمه ماليا و يضمن له الغطاء ليحصل على هديته و هو عبارة عن كتاب ( الكارثة و البطولة ) و باستقبال متواضع جدا ,,
و ليضع القلنسوة على رأسه و يبكي و عائلته أمام الحائط .

هذه هي الحقيقة المرة حقيقة تبديد ثروات الشعوب و التفريط بالأرض و استبدال الأعداء الحقيقيين بالوهميين ,, حقيقة أن ندفع أثمان تدمير أنفسنا و مقدراتنا ,, حقيقة أن نشتري أمن الحكام بمقدرات الشعوب ,, و أن نضحي بشعوب بأكملها على
مذبح مصالح الحكام ,, نعم هذا ليس هذيان و لا خيال بل حقيقة كاملة أمام أعيننا جميعا .

الصفقة تهدف بنظر من دفع تكاليفها حماية النظام من أي احتقان أو تقسيم داخلي ,, و ايجاد تحالف ردع ضد فزاعة اسمها ( ايران) و قد استغل الرئيس ترامب هذا الرعب أفضل استغلال ,, أما الشعب السعودي فلا يجني الا هدر أمواله و تزايد التراجع الاقتصادي و البطالة و الفقر و ازدياد الانخراط في الحروب الاقليمية بما تكلفه من أثمان ,.. حلف يتشكل بصفقة اقتصادية سياسية ,, يضحي بشعوب و أراض و حقوق ,, و يساهم في اعادة تقسيم المنطقة معتمدا على دمار العراق و توريط سوريا و العبث في مصر فيختفي العمق العربي و يتلاشى الرابط الإسلامي لحساب المصالح .

و فلسطين ,, أول الضحايا وآخرهم تدفع الأثمان الغالية ,, الصفقة تحمل في طياتها تخيير الفلسطينيين بين الانتحار أو قتل النفس ,, فالصفقة المبرمة تعتبر ( اسرائيل ) صديق و كافة المقاومات ارهابية ,, و تأتي العروض الامريكية على القيادة الفلسطينية ,, تدمير ذاتي و بتوجيه واضح ,, المطلوب أن نخرج من جلودنا
فنصف مقاومتنا بالارهاب و معاقبة شهدائنا في قبورهم و أسرانا في زنازينهم بحرمان ذويهم من أي عون ,, المطلوب أن نقر و نعترف أننا لسنا حركة تحرر ضد الاحتلال و لكن مجموعة من ( الغوغاء ) و الارهابيين ,, كيف لا و خطاب الرئيس الأمريكي و أمام أكثر من خمسين دولة إسلامية و عربية يصف حركات المقاومة في فلسطين و لبنان بالارهاب ,, و يصف دولة الاحتلال بالديموقراطية و السلام ,, و علينا أن نعترف جميعا بذلك .

زار الرئيس ترامب مدينة مهد مسيح السلام بيت لحم مابين الجدار و الجدار ,, حاملا رسائل واضحة للقيادة الفلسطيني و بلغة ال (DEAL ) الأمريكية ,, TAKE IT OR LEAVE IT ,, صفقة تتضمن : -

اولا ,, العودة للمفاوضات المباشرة بدون شروط و لا سقف و لا مرجعية .

ثانيا ,,فصل و عقاب قطاع غزة بأكمله مما يمهد لدويلة تمتد مع أجزاء من سيناء ,, و العقوبات تتضمن قطع الأموال و العزلة السياسية .

ثالثا ,, بقاء الكتل الاستيطانية و البناء فيها مع وقف وهمي للاستيطان خارجها .

رابعا,,اهدار حق العودة .

خامسا,, القدس موحدة مع امكانية الوصول للصلاة فيها .

سادسا ,, قطع الصلة بالعمل الوطني و قطع رواتب أهالي الشهداء و السجناء .

هذه البنود و أخرى هي جوهر الصفقة الفلسطينية المرتبطة و المعتمدة على الصفقة التاريخية الكبرى ,, فبعد تأسيس الحلف ,, لم تعد ( اسرائيل ) عدو , بل هي شريكة ضد ايران و القوى الاخرى ,, و التطبيع على قدم و ساق ,, فلا عمق عربي أو
إسلامي أو اقليمي للفلسطينيين ,, و ليس أمامهم سوى القبول بالفتات ,, و قد رأينا بعض الاستجابات من قبل السلطة فبدأت تسريبات القبول بالتنازل عن 6.7% من الأرض و القبول بحل كلينتون للاجئين .. و بقية البنود ,, هذه هي صفقة التاريخ
,, صفقة اقليمية ضحيتها شعوب المنطقة و في مقدمتها الشعب الفلسطيني .

نعم بدون مجاملات و تبسيط هذا هو الواقع الجديد ,, نحن أمام صفقة بدون أخلاق تعتمد لغة مصالح الحكام على حساب الشعوب ,, مرحلة انهاء القضية الفلسطينية و قد حذرنا من ذلك مرارا و قلنا أن الدماء تسيل في المحيط الإقليمي و الثمار تجنى في فلسطين ,, يجب الإقرار بالحقيقة ,, و الهدف ليس الإستسلام بل المواجهة و التحدي و كشف المخطط و لا زال لدينا الكثير من الأصدقاء الداعمين و لا زالت أمامنا فرصة توحيد الجهود و الالتفاف حول الوحدة الوطنية و محاربة الصفقة .

اننا امام لحظة تاريخية غاية في التعقيد و الصعوبة تتطلب منا الوعي الشديد و اليقظة و الوحدة و البناء الداخلي و اختيار الحلفاء و توطيد العلاقات معهم و كشف كل من يتآمر و يتخلى عن واجبه ,, نحن أمام منحنى تاريخي تعقد فيه الصفقات المشبوهة و لكننا نمتلك الحق و الإيمان .

الثبات و الصمود عنوان المرحلة فلن نتخلى و لن نساوم و لن نتنازل بل سنظل نتمسك بالحقوق حتى تحقيق الخلاص رغم تخلي و ظلم ذوي القربى ,, و إن غدا لناظره لقريب .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف