الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الدول العربية هل ستكون في أتون الحرب العالمية الثالثة؟ بقلم: عميرة أيسر

تاريخ النشر : 2017-05-25
الدول العربية هل ستكون في أتون الحرب العالمية الثالثة؟ بقلم: عميرة أيسر
الدول العربية هل ستكون في أتون الحرب العالمية الثالثة؟  

-شهدت المنطقة العربية مؤخرًا موجة من أحداث العنف بعد اندلاع موجة الثورات العربية سنة2011سرعان ما تحولت في خضم التحولات الدولية التي يشهدها العالم والمجتمع الدولي وبروز قوى وفواعل سياسية في مقدمتهَا روسيا والصين في محاولة لخلق عالم متعدد الأقطاب وإنهاء الهيمنة الأمريكية عليه والتي استمرت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عقب معاهدة باريس 1991وما فعلته أمريكا من احتكار لموارده الطبيعية والطاقية واستعمال ترسانتها العسكرية الأسطورية لتثبيت سياساتهَا الخارجية وضمان مصالحها الإستراتيجية وشنِّ الحروب على دول تعتبرها مارقة كالعراق وأفغانستان دون الرجوع إلى مجلس الأمن وكذلك خلقها لازمات اقتصادية مثلما فعلته في1997بدول جنوب شرق أسيا وكوريا الجنوبية واليابان وما ترتب عنها من أثار اقتصادية كارثية على عملاتها الوطنية استمرت طويلا.فروسيا تعتبر أكثر الدول الكبرى تضرراً من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة إذ عملت واشنطن على تحجيم قدرات الجيش الروسي وفرض الوصاية علي خزينتها المالية وتحكمت بسنداتها الحكومية وفرضت شروطًاً قاسية ومجحفة على الراغبين في الاستثمار في الاقتصاد الروسي وتحكمت المافيا الروسية والأمريكية بدواليب السُّلطة والحكم في الكرملين ولكن بصعود الرئيس فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم في بداية القرن21إذ انتخب رئيساً للبلاد بتاريخ26مارس2000ويصبح بذلك أول ضابط في جهاز المخابرات الروسية يقود البلاد في العصر الحديث وقد عمل بوتين عَلى إعادة مجد روسيا الستالينية وحولها في ظرف وجيز إلى دولة عظمي تمتلك ثاني أقوى جيش في العالم واقتصاداً قوياً ومتماسكاَ وأعادها إلى واجهة الأحداث الدولية.فأعاد جزيرة القرم وضمها إلى الاتحاد الفدرالي الروسي واقتطع أقاليم من جورجيَا ووقَّع اتفاقيات مع دول كالصين وكوريا الشمالية وإيران وسوريا والعراق ومصر وفرض التعامل بالعملات الوطنية بدل الدولار الأمريكي مع هذه الدُّول وألقىَ بثقل البلاد العسكري والاقتصادي والاستخباراتي في سوريا تحديداً وهو ما غيَّر الكثير من المعادلات العسكرية والحسابات السِّياسية وهذا ما أقلق أمريكا وحلفاءهاَ في حلف الناتو.فالإرهاب الذي بات يضرب منطقة الشرق الأوسط ويُدمر دوله والذي هو صنيعة المخابرات الأمريكية واستعملته ضدَّ روسيا في أفغانستان والشيشان ومناطق عدَّة وتحاول أمريكا التنصل من ذلك من خلال القيام بعمليات عسكرية ميدانية مسرحية سواءٌ في سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن من أجل التصدي له يدرك صناع القرار في الكرملين وبكين في الصين وكوريا الشمالية والدُّول الداخلة في هذا الحلف أن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية والمعسكر الغربي.

-لنْ يتخلى عن هذه السِّياسة التي أوجدها والتي تضمن تحقيق مصالح حيوية لها والتَخلص من الفائض الاقتصادي من خلال القضاء على اقتصاديات هذه الدول وجعلها سوقاً لتصريف فائض إنتاجها وكذلك الاستفادة من عقود إعادة أعمارهاَ والتي تقدر بمليارات الدولارات تذهب أغلبها إلى أصحاب الشركات الأمريكية والغربية الكبرى التي تمول الإرهاب وتدعمه لأنها تعرف ما ستجنيه وراء ذلك من إرباح مهولة،فعجلة الاقتصاد الأمريكي لا تنتعش إلا من خلال"المركب الصناعي العسكري"الذي يعتبر المهندس الفعلي للسِّياسات الأمريكية والصانع لها وهذا ما سيؤدي إلى تضارب المصالح العسكرية والاقتصادية والسِّياسية بين روسيا وحلفاءها من جهة وأمريكا وحلفاءها التقليدين في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا من جهة أخرى.فحسب "نظرية صراع الحضارات" "لصامويل هنتغتون" فإنَّ أمريكا ستصطدم مع روسيا والصين عندما لا تستطيع التعايش مع مستجدات تحولهما إلى قوى خارجة عن السَّيطرة والنفوذ الأمريكي الغربي وهذا ما هو مُشاهد اليوم حيث كل المؤشرات تدل على أنَ الصين يشهد اقتصادها نمواً سريعاَ كل عام.وستجرُّ قاطرة الاقتصاد العالمي عوضاً عن أمريكا في السنوات القليلة القادمة ومعها دول "منظمة شنغهاي "التي تأسست قبل أعوام فقط وهذا ما لن تسمح به الدولة التي تفردت طويلا بحكم الكرة الأرضية ويشير "هنري كيسنجر" ثعلب السِّياسة الأمريكية ووزير خارجيتها السَّابق وأحد المنظرين الكبار لها بأنَ على أمريكا دخول حرب عالمية واستعمال السِّلاح النووي إذا لزم الأمر من أجل فرض سيطرتهَا وإخضاع الدُّول المارقة والتي تعمل على إيجاد نظام عالمي جديدلا يكون الأمريكان هم محوره وبوصلته الرئيسية.فحتىَّ الهند التي لها رابع جيش في العالم وتمتلك أزيد من5000راس نووي وأزيد من1.2مليار نسمة واقتصاداً أصبح يمتلك تقنيات تكنولوجية متقدمة تحاول إيجاد موطئ قدم.والتموضع إلى جانب الطرف الذي يخدم مصالحهَا.فالهنود الذين بَاتوا يدركون أكثر من أي وقت ممكن الدور الروسي المتعاظم في إدارة دفة الصراع الدولي فقاموا بتوقيع اتفاقيات دفاع مشترك  بمبلغ6بلايير دولارمع شركة "ألماز-أنتي"لصناعة صواريخ آس400الروسية المتطورة وحتىَّ مصر التي كانت لعهد قريب أهم ركائز المحور الأمريكي في المنطقة العربية وقَّعت اتفاقيات عسكرية وتجارية مع روسيا والصين بمليارات الدولارات وتَمَّ الاتفاق على استعمال العملات المحلية في التعامل التجاري بدل الأورو أو الدولار بالإضافة إلى إنشاء4وحدات نووية بالضبعة وحتىَّ ولو كان الغرض منها الاستعمال السلمي وتوليد الطاقة الكهربائية ولكن هذا يزعج إسرائيل ومعروف أهميتهَا الإستراتيجية لأمريكاَ والدول الغربية.فهي التي تملك200قنبلة نووية ولكنهَا لا تسمح لأي دولة عربية من دول الطوق بامتلاك التكنولوجيا النووية حتىَّ ولو كانت للاستعمال السلمي والانتقادات الشديدة التي ظهرت في كتابات الكتاب الإسرائيليين بضرورة القيام بضَربات عسكرية ضدَّ مصر لأنها تتجه تدريجياً لامتلاك قدرات عسكرية وتسلحيه .تشكل خطراً مستقبلياً في أي حرب قادمة معها ويحذر خبراء من احتمالية نشوب "حرب عالمية ثالثة" وستكون الأراضي العربية في كل من سوريا ومصر مسرحا أساسياَ .لها وذلك مثلما ذكرته صحيفة "ديلي إكسبريس البريطانية"إذ أن التوترات السِّياسية بينَ الجماعات المسلحة وجيوش هذه الدُّول بالإضافة إلى أن أمريكا ستكون شريكاً مهماً فيهَا.إذ أنها شاركت في9صراعات منفصلة في20عاماً الماضية.

-فإسرائيل إن  قامت بشنِّ الحرب على مصر فإنَّ هناك تنظيمات ودولاً ستستغل الوضع لفتح جبهات مواجهة من واستغلال الوضع وذلك لإلحاق أكبر خسائر عسكرية وبشرية بها فالعداوة القائمة بين تل أبيب وحماس والجهاد الإسلامي أو حزب الله أو إيران وسوريا،ستجعل هؤلاء يدخلون الحرب ليس دفاعاً عن مصر وإنما خدمة لأهدافهم الإستراتيجية وتفعيلا لآليات ميكانيزمات المُقاومة المسلحة وحتىَّ تركيا لنْ تكون بعيدة في حال نشوب حرب في المنطقة فتوتر العسكري والسِّياسي بين الروس والأتراك يَبلغ مستويات غير معهودة في ظل ما يحدث عن الجبهة الروسية أو في ملف الأكراد في تركيا فكل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيهَا في ظلِّ هكذا أحداث فلم يشهد الشرق الأوسط ربما منذ الحرب العربية الإسرائيلية سنة1973حجماً من الدمار والخراب والحروب وتدخل العديد من القوى الدولية العظمى في جغرافيته عسكرياَ مثلما يحدث منذ حرب العراق سنة2003وحتىَّ في الخليج العربي الأمر ليس مطمئناً فالحرب السعودية على اليمن والتي شاركت فيها جيوش دول عربية وكانت برعاية أمريكية غربية واضحة استهدفت في أجنداتها المخفية قطع الطريق على الروس للوصول إلى عُمق تلك المناطق فأمريكا تعتبر الخليج العربي هو تحت وصايتهَا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.وتغير معادلات توازن القوي العالمي وانسحاب بريطانيا العظمي وتقوقعها داخل أوروبا وانحصار نفوذها بعد الحرب ومنذ ذلك الوقت والشركات النفطية الأمريكية تُعتبر المتحكم به والدور الذي تقوم به أنظمة هذه الدول الملكية هو حماية المصالح الطاقية النفطية الأمريكية وفرضت أمريكا نفوذهَا العسكري الكامل على هذه الدول بتوقيعها على اتفاقيات دفاعية مُشتركة.وفتحت هذه الدُّول العديد من القواعد العسكرية لأمريكا في الخليج العربي والتي استعملت في قتل أطفال أفغانستان والعراق واليمن.فأمريكا تريد منع النفوذ الروسي الإيراني أن يمتد إلى هذه الدول التي تعتبرها كنزاً استراتيجياً لا يمكنها أن تسمح لها بالسيطرة عليه أو الاقتراب منه،فالسعودية التي تعتبر الحليف الأمريكي التقليدي لها فيه تشنُّ حرباً بسلاح أمريكي وخبراء عسكريين من حلف الناتو وروسيا تدرك ذلك وتفكر في كيفية استغلال التوتر الأمريكي السعودي الخاص بالاتفاق النووي الإيراني لصالحها ولكن لا تستبعد القيام بعمل عسكري في اليمن تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ومن ثم تقيم قواعد عسكرية فيه كما فعلت في سوريا ولكن هذا مَا لن توافق عليه الرياض ومن وراءها طبعاَ أمريكا والتي سترى في هذه الخطوة استفزازاً روسياً لمصالحها الحيوية.وخطراً على وجودها واستمرارها في مستقبل المنطقة.فالحرب العالمية الثالثة إن لم تقع في أسيا بينَ كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أو الصين واليابان وأكيد ستكون أمريكا ضمنها بالتأكيد ستحدث في منطقتنا العربية لعدَّة عوامل منطقية وتحليلية فالصراع الروسي الأمريكي على النفوذ والمصالح والذي ستكون دول كإيران وتركيا وسوريا والعراق وربما مصر أبرزَ وجوهه ومفاصله وستنطلق منها  شرارة هذه الحرب،وقد أكد الأستاذ "روبرت فارلي"في مقال نشرته مجلة "ذي ناشيونال أنترست الأمريكية"،وهو المحاضر للعلاقات الدبلوماسية والتجارة الدولية في جامعة كينتكي،فالعالم قد شهد مثلماً أشار4 حروب كبري منذ1756 كحرب الأيام السبعة في أمريكا .والثورة الفرنسية والحرب العالمية الأولي والثانية وجَعل سوريا ومنطقتنا العربية واحدة من5أماكن  مُحتملة لنشوب الحرب العالمية الثالثة وقال:قبل إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك ربما يؤدى تصاعد وتيرة الاهتمام العالمي بما يحدث في سوريا إلى تعقيدات أكثر وخطوات أكثروربما تؤدي مواجهة عارضة بين حلف الناتو وروسيا إلى  قرارات تكتيكة سيئة وبالتالي على صناع القرار السِّياسي قبل العسكري في دولنا التحضير لهذه المرحلة المفصَلية من مراحل ولادة النظام العالمي الجديد.

  عميرة أيسر-كاتب جزائري

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف